قبيل صدور قرار مجلس الأمن اتجاه النظام الليبي، خرج العقيد معمر ليخطب في أهل بنغازي صوتا لا صورة، مهددا الزنادقة و الخونة بالويل و الثبور، و مطمئنا أحباءه و شعبه بأنه راض و عاف عنهم إن هم لزموا الديار، و وضعوا السلاح، و أعانوا الجيش الأخضر الزاحف في قهر الجرذان الزنادقة.....
أحد المتظاهرين في بنغازي رفع لافتة تجسد خطاب الزعيم في بنغازي بعبارة " خبر عاجل معمر يتوسل"، طبعا يتوسل للشرق الثائر، يريد المصالحة ولعله قد بلغ أن خطاباته التهديدية السابقة قد نفرت الناس وزادتهم تمسكا، غير أنه ورغم تغنيه و تغزله ببنغازي كما قال أحد المحللين في قناة العربية، فإن الزعيم لم يسطع تقمص دور الأب الرحيم الغفور، بل طالته و على كل حين نوبات التهديد و الوعيد و الصريخ التي يهواها.
الآن و بعد أن أصدر المجلس قراره، و أطهرت قنوات فرحة البنغازيين بهذه الخطوة، هل يمكن أن نقول شكرا فرنسا؟
باريس سعت جاهدة لاستصدار قرار قوي خاصة بعد فشلها في إقناع دول الثماني، غير أن دبلوماسيتها نجحت أخير في توفيق الرؤى حول الذهاب بعيدا في لجم العقيد و نظامه، فرسنا فعلت ذلك لأنها ببساطة خسرت معمر نهائيا، و اتجهت نحو المجلس الانتقالي، اعترافها بالمجلس و هو أول اعتراف تحظى به هذه الهيئة، مكنها من أن تتقدم أكثر كي تكون سباقة من حيث المواقف لعلها تحظى بامتيازات كبيرة قادمة إن تغير النظام.
الآن وبعد و أن صدر القرار، قوات القذافي لم تصل بعد إلى بنغازي كما هدد اليوم، ما الذي سيفعله غدا؟ هل سيبقى على تماسكه؟ هل سينفذ وعيده؟ هل سيظل ممسكا بزمام الأمور في طرابلس و المدن التي تحت سيطرته؟
آخر الأخبار تتحدث عن قبول طرابلس النظام على لسان خارجيتها بالقرار الدولي و استعدادها للتعامل معه، ماذا يعني ذلك؟ هل هو رضوخ سريع، أم مجرد كلام موزع يخفي ما سيحدث ميدانيا، غدا الفيصل.
التعليقات (0)