بات العراقيون يستبشرون خيراً بعد عمليات تحرير الأرض من دنس تنظيم داعش الإرهابي حتى وصلت جحافل الجيش العراقي إلى آخر معقل لهذا التنظيم, لكن كل العمليات التي حدثت على أرض الواقع هي عمليات عسكرية, فكان التحرير هو تحرير ميداني بحت يفتقر إلى أهم عنصر وجانب لتكتمل الصورة الحقيقية لمعنى النصر والتحرير, وهو التحرير الفكري العقائدي, فنحن نشاهد ونسمع على كل وسائل الإعلام عن حدوث ووقوع عمليات إرهابية في المناطق المحررة وحتى في المناطق الآمنة, وهنا نسأل كما يسأل بعضهم أين ذهب " التحرير " ؟ وأين ذهب النصر على هذا التنظيم الإرهابي ؟...
الجواب واضح وهو إنه لا يوجد تحرير واقعي حقيقي لأن وكما قلنا التحرير كان فقط للأرض وليس للفكر والعقيدة التي تم تأسيسها وزرعها في فكر وعقول العديد من الناس, فالتحرير إفتقر لأهم جانب وهو الحرب الفكرية العقائدية التي يشترط أن تكون ملازمة وموازية للحرب الميدانية, ليكون التحرير مكتمل الصورة وتكون الحرب مكتملة من كل النواحي العسكرية والفكرية, لأن تنظيم الدولة تحديداً هو تنظيم عقائدي فكري وهذا هو سبب قوته وصموده كل الفترة المنصرمة من الناحية الميدانية, فالفكر والعقيدة التي يتملكها عناصر هذا التنظيم هي من سلحته بسلاح القوة والتصدي والمقاومة لكل جيوش العالم, ونحن هنا لسنا بصدد المديح لكن بصدد كشف موطن قوة هذا التنظيم,فقوته لم تكن من السلاح ولا من المال, نعم السلاح والمال من المقومات لكنهما ليسا عنصر القوة كالعقيدة والفكر التي تجعل من الإنسان أن يقدم على الإنتحار في سبيل عقيدته!!.
وهنا نتساءل أين سيذهب عناصر هذا التنظيم في حال تم طردهم من الموصل ؟ هل بتحرير الأرض تنتهي مسألة داعش وتنظيم داعش وعملياته الإرهابية ؟ هل ستنتهي الخروقات الأمنية ؟ بالطبع لا لأن الحرب كانت فقط على التواجد المادي لهذا التنظيم وتمت تبديده, أما من الناحية الفكرية فهو باقِ وموجود وتبقى له جذور فكرية وعقائدية متجذرة بين الناس, لذلك يجب أن تكون هناك حرب فكرية عقائدية ضد هذا التنظيم لكي تبدد فكره المسموم المريض المنحرف ويجب إثبات ذلك بالدليل والنقاش العلمي الموضوعي وليس فقط بالتكفير وسفك الدماء والسب والفحش, بل يجب أن يواجه الفكر بالفكر والعقيدة بالعقيدة والسلاح بالسلاح لكي تكتمل مقومات النصر والتحرير الميداني والفكري في آن واحد, وللأسف ما لاحظناه خلال السنوات الأخير إنه لا يوجد أي نقاش فكري عقائدي موجود على الأرض غير لغة التكفير والسب والطعن والفحش التي جعلت من الفكر الداعش أن يعلو كعبه وينتشر بين الناس.
ومن هنا أوجه ندائي إلى كل العراقيين بكل أطيافهم وألوانهم وقومياتهم ممن يريدون الخلاص الحقيقي من تنظيم داعش فكرياً وعقائدياً وميدانياً وممن يريدون أن يحرروا الأرض والعقل والفكر من هذا التنظيم وإزالة كل أثاره إلى أن يستمعوا إلى المحاضرات الفكرية العقائدية لسماحة المرجع العراقي الصرخي والتي تحمل عنوان ( الدولة المارقة .. في عصر الظهور منذ زمن الرسول ) والتي تبث كل يوم جمعة مباشرة على قنوات التواصل الإجتماعي التابعة للمركز الإعلامي لمكتب المرجع الديني آية الله العظمى السيد الصرخي.
حيث أخذ المرجع العراقي الصرخي على عاتقه شن الحملة الفكرية العقائدية ضد هذا التنظيم وفكره المنحرف بعد أن إتخذ جميع المتصدين جانب الصمت والسكوت والإكتفاء بإلقاء الخطب والكلمات الطائفية المتشنجة واعتمدوا لغة التكفير كتنظيم داعش, ليكمل بذلك المرجع الصرخي المسيرة العلمية والفكرية التي أطلقها منذ سنوات وعلى كافة الأصعدة والمستويات الفكرية والعقادية والدينية والسياسية والتي كانت بدايتها بسلسلة محاضرات التحليل الموضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي.
بقلم :: احمد الملا
التعليقات (0)