مواضيع اليوم

هل نشـارك المسيحي فرحته بأعياده؟

مصعب المشرّف

2011-12-28 19:19:44

0

هل نشارك المسيحي فرحته بأعياده؟

سؤال عادة ما يطرح نفسه على الساحة الإسلامية الشعبية عند حلول أعياد الميلاد (الكريسماس) المسيحية . فهل يجوز لنا نحن المسلمون أن نشارك المسيحيين فرحتهم وإحتفالاتهم بأعياد الميلاد هذه ونشرك أطفالنا في هذه الفرحة؟

الفتوى الإسلامية عامة لا تشجع عليه . والسلفية بوجه خاص تنهي عن ذلك وتزجرنا وتمنعنا بقوة ؛ على زعم من القول بأن في هذه التهنئة تعزيز لثقة هؤلاء في عقيدتهم . أو كأننا نقول لهم أنكم OK ... محقين و "صح" فيما تفعلون وتعتقدون وتقتنعون ..... وكذلك يخشى البعض من تأثر النشء والأطفال المسلمين بهذه الإحتفالات التي يعتبرونها "بدعة" في مقتبل حياتهم ، وبما قد يزعزع من قوة تمسكهم بعقيدتهم الإسلامية مستقبلاً.

ولا نستطيع الإنكار بأن العالم المسيحي يطرح أعياده الدينية في إطار رمزي خيالي إبداعي فني وحِواري  مثير ؛ يجذب الكبار ويثير إنتباه وفضول وإهتمام الأطفال من المسلمين . وأصبح يتجمهر العديد منهم داخل المجمعات التجارية لتلقي الهدايا العينية البسيطة من "بابا نويل" وإلتقاط صور تذكارية إلى جانبه بمباركة وتشجيع من الأهل اللذين يلتقطون لهم هذه الصور بالموبايل وفق ما نلاحظ ...... إنه تناقض مؤسف ومثير للبلبلة لدى الطفل أن ينهى ويزجر المشرع من جهة ويشجع الوالد من جهة أخرى.

ولعل الخير والحال كذلك ؛ أن يسعى المسلمون للإحتفال بأعيادهم الدينية بطريقة فيها نوع من الإبداع والمرح والحوار المتجدد المواكب للزمن والواقع الذي لا يخرج عن العقيدة ....  

وواقع الأمر أن المسلمين عامة يتجاوز الكثير منهم الآن هذه الفتاوي ، ويمارسون علاقتهم الإجتماعية بكل عفوية مع إخوتهم وجيرانهم ومواطنيهم المسيحيين العرب وغير العرب في كافة أرجاء الوطن العربي كالسودان ومصر مثلا . على إعتبار أن مشاركتهم هذه إنما تندرج ضمن إطار الإجتماعيات وإتيكيت ودواعي الجوار وبوصفهم مواطنين . وكذلك ضمن ما حث عليه وأوصانا به القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة .
يقول الله عز وجل في محكم تنزيله " وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالا فَخُورًا" – 36 النساء.
وإتساقا مع ذلك أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإحترام الجار والصاحب دون تحديد ماهية وجنسية وديانة هذا الجار أو الصاحب وفق نصوص هذه الأحاديث . ومنها على سبيل المثال قوله عليه افضل الصلاة والسلام: "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه" ... أي أن يجعله وريثا من ضمن ورثة الميت ....... ومن ثم فلا يجوز عقلا أن يكون جاري الجنب في الحي مسيحي ولا أطرق بابه لأهنئه بأعياده الدينية وآكل من حلوياته التي يقدمها لي.وكذا الحال مع صاحبي المسيحي.

المطلوب من أهل الفتاوى إعادة النظر في منع وزجر المسلم من تهنئة المسيحي بأعياده الدينية ومشاركته له الفرحة بهذه الأعياد . لاسيما وأن المسيحي يشاركنا نحن المسلمون فرحتنا وإحتفالنا بأعيادنا.
وربما كان للسلفية منطقها في منع وزجر المسلم من مشاركة المسيحي إحتفالاته خاصة في بلدان شبه الجزيرة العربية وعلى الأخص منها السعودية التي لا يحمل جنسيتها غير المسلم لأسباب مرتبطة بخصوصيتها الدينية وسط العالم الإسلامي كونها أرض الحرمين الشريفين ومهبط الوحي . ولحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (المتفق عليه) في هذا الشأن . والذي حرص الفاروق عمر رضي الله عنه على تنفيذ محتواه . وقد جاء هذا الحديث الشريف في عدة نصوص معناها واحد ومنها قوله :
(أخرجوا المشركين من جزيرة العرب) متفق عليه.
كما جاء هذا الحديث بصياغات أخرى أشهرها: (لا يترك بجزيرة العرب دينان).(الإمام أحمد) ..... (لا يجتمع دينان في جزيرة العرب) (الإمام مالك).

على أية حال لا أرى في النفس غضاضة من مشاركة المسلم مواطنه المسيحي والعربي إحتفالاته بأعياده على سبيل التهنئة التي تطيب الخواطر وتعزز السلم الأهلي . وليس المشاركة بشرب الخمور وأكل لحم الخنزير وغيرها من مأكولات يقبل عليها المسيحيون في مثل هذه المناسبات بعد قراءة بعض الطقوس الكنسية عليها لأن كل ما أهِـلّ به لغير الله حرام ............... والله أعلم.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات