مواضيع اليوم

هل نحن أمام نظام دولي جديد؟؟

حسام الدجني

2010-08-09 05:43:16

0

لم يكن قرار الخارجية الأمريكية القاضي بإخراج كوريا الشمالية من قائمة الدول الداعمة للإرهاب جزافاً، وإنما جاء خشية من تشكل تكتل سياسي ينافس الإدارة الأمريكية هيمنتها على النظام الدولي.

فالإدارة الأمريكية تعاني من مأزق القدرة على السيطرة على مقاليد الأمور السياسية والعسكرية والاقتصادية في العالم، واستمرار هيمنتها كقطب وحيد على النظام الدولي، وبدأت إرهاصات أو مقدمات أزمات تلوح في الأفق، ولكن تلك الأزمات تحتاج إلى وقت حتى يتفشى المرض في هياكل النظام السياسي الأمريكي، وأيضاً يحتاج البدائل التي من الممكن أن تملأ الفراغ السياسي والاقتصادي والعسكري، وتنافس الدور الأمريكي في زعامة النظام العالمي.

لقد تورطت الإدارة الأمريكية في حروب استنفذت قدراتها، وفي المقابل لم تحقق أهدافها، ففي العراق تعاني الادارة الأمريكية من مأزق المقاومة، فهي تخلصت من نظام صدام حسين، فملأت طهران الفراغ السياسي والأمني، وتسبب ذلك في ضعف دول محور الاعتدال، لأن النفوذ الايراني في العراق يشكل تهديد مباشر لرأس هذا المحور وهو المملكة العربية السعودية، وكذلك تورطت الادارة الامريكية في أفغانستان، وها هي اليوم حركة طالبان توجه الضربات تلو الضربات لقوات التحالف، والخسائر على كافة الصعد بازدياد، أما باكستان فلم تحقق السياسة الأمريكية سوى مزيد من بث الكراهية والغضب من الشعب الباكستاني تجاه المصالح الامريكية وحلفائها في المنطقة.
وفي فلسطين، المشهد لم يكن مختلفاً، فعملت الإدارة الامريكية على حصار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وقتله، ودعم تيار معتدل من القيادة الفلسطينية، فجاء الشعب الفلسطيني بحركة المقاومة الاسلامية حماس، لتفشل كل المشاريع الامريكية في المنطقة، واليوم تعمل على اقصاء بعض الأنظمة والله أعلم ما هو البديل...

كل ذلك يؤكد حجم المأزق الذي تعاني منه الادارة الامريكية، والذي انعكس بشكل مباشر على النظام السياسي الامريكي، فالأزمة الاقتصادية العالمية، وزيادة معدلات البطالة، والفقر في الولايات المتحدة الامريكية، يأتي كل ذلك كنتيجة مباشرة لحجم الانفاق في المجالات العسكرية، والحروب التي تقودها واشنطن في المنطقة.

أعتقد أن بروز أي تكتلات سياسية في المنطقة قد يسحب البساط بشكل تدريجي من تحت أقدام واشنطن، وتبدأ بدايات لنظام دولي متعدد الأقطاب، أو حتى ثنائي القطبية، وقد يكون تحالف المثلث الإستراتيجي والمتمثل في كلاً من الصين وروسيا والهند نظرياً هو المنافس الأقوى للادارة الامريكية في منافسة الدور الامريكي عالمياً.

ولكن هل يملك تحالف المثلث الاستراتيجي مقومات النجاح، أعتقد أنه يملك لو امتلكت قيادات الدول الثلاث الإرادة السياسية، فإن ذلك قابل للتحقيق، وهناك إرهاصات بدأت بين الدول الثلاث، ولكن قد تكون الهند تتأثر نتيجة الضغوط الأمريكية، وهذا يضع ضلعا المثلث أمام تحدي رئيس، ومن الممكن أن يحققا تكاملاً في شتى المجالات، فبين روسيا والصين يمكن تحقيق تكامل عسكري واقتصادي، وهناك تواصل جغرافي، وتقارب سياسي وحضاري وتاريخي، وخبرة وحنكة سياسية عالمية، وتجربة في مجالات التعاون ناجحة تجسدت من خلال منظمة شنغهاي للتعاون والتي تأسست عام 2001، والتي تبلغ المساحة الإجمالية للدول الأعضاء فيها حوالي 30 مليونا و189 ألف كيلومتر ، وعدد سكانها 5ر1 مليار نسمة أي ربع سكان الكرة الأرضية.
أما مجموع مساحة ضلعا المثلث الاستراتيجي الصين وروسيا فهو 26.672.160كم2، بمعنى أن مساحة ضلعا المثلث الاستراتيجي ثلاث أضعاف مساحة الولايات المتحدة الأمريكية، بينما تعداد سكان ضلعا المثلث الاستراتيجي والذي يضم كلاً من الصين وروسيا يبلغ أربع أضعاف تعداد سكان الولايات المتحدة الأمريكية.


Hossam555@hotmail.com

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات