جميع الرؤوساء خطبوا لوحدة الصف و انهاء الخلافات العربية العربية و تحسين العلاقات و توحيد المواقف العربية و خطابها السياسي امام المجتمع الدولي و مؤسساتها, أضافة إلى الموقف العربي من القضية الفلسطينية ... لكن ماذا عن التغيير؟ وماذا عن شعوب بلدانهم؟ و ماذا عن و عن وعن ...؟ !
الرئيس السوداني يتحدى المحكمة الدولية و يسافر خارج بلده و يحضر القمة و يطالب التغيير في قوانيين مجلس الأمن و صلاحياته لكنه يتناسى التغيير في سياساته اتجاه دارفور ! لماذا حدث ما حدث في دارفور ؟ ألم يحاول البشير في ألغاء القوميات و الأجناس الأخرى من مكونات الشعب السوداني و قمع حرية الثوب الذي يرغب أهل دارفور ان ينتموا من خلاله لدولة السودان؟ لو اعترف بهذه القومية و تلك ضمن حدود السودان و الأعتراف بحقوق المواطنة لهم دون ان يلغي جنسهم أو قوميتهم و معتقداتهم لما انتفضوا على حكمه و لما كان لمجلس الأمن أو المحكمة الدولية يطالبان بمحكامته ..و ليس الأجماع للقيادات العربية ضد مذكرة توقيف الرئيس البشير سوى هو اجماع لحماية انفسهم ايضا من أي مذكرة توقيف مستقبلا ضد أي رئيس منهم .
الرئيس المصري يمتنع من حضور القمة بسبب عدم إيمانه بالمصالحات العربية التي بذل القادة العرب لتحقيقها كونها لا تتمتع بالشفافية و لا تعالج جذور الخلافات, فأذا كان رأي رئيس عربي مثل الرئيس حسني مبارك لا يؤمن بالمؤتمرات العربية فكيف يريدون من المواطن العربي ان يؤمن بها !
لم يأتي هذا المؤتمر بخطة جدية لأنهاء الخلاف بين ابن هذا البلد و ذاك بل كانت محاولات تسوية لخلافات شخصية بين الرؤوساء و ليس مصالحة بين شعوبهم التي ترسبت فيهم خلافات رؤوسائهم و باتوا يتبادلون الشتائم على صفحات الأنترنيت و الجرائد بسبب انعدام جسور التواصل بين شعوب البلدان العربية و حتى التوحد العفوي للشارع العربي الذي حدث في هذا البلد و ذاك خلال مواقف معينة لم تمنع المواجهة فيما بينهم حول صيغة موحدة و كمثال حين سقط صدام بيد الأمريكان, كان العراقي يرى في انه تخلص من رئيس دكتاتوري و اعلن فرحته بسقوطه على الرغم من انه لم يتمنى ان يكون ذلك على يد الأحتلال الأمريكي , لكن في مصر راى الشارع المصري ان أمريكا اسقطت رمز من رموز العرب و حزنوا لسقوطه في الوقت الذي كان صدام يرى في رئيسها المصري عدوا لدود له, و المواطن العربي لم يكن يعيش مأساة العراقيين بسبب سياسات صدام التعسفية ضد شعبه و لا العراقيين يعيشون تحت سياسات رؤوساء الشعوب الأخرى و هكذا تختلط الأوراق على المواطن العربي الذي لا يعرف هو مع من؟ و ضد من؟ ..
مؤتمرات القمة العربية ليس هي إلا تكريس لتمزق العرب وليس لوحدتهم لو كان العكس لكانت هذه المؤتمرات تناقش أزالة الحدود و توفير فرص العمل و تحسين الأقتصاد و حددت المفهوم القومي للعمل العربي المشترك و تعزيز التواصل بين شعوبها لأجل تغيير جذري في ما خلفته الحرب العالميتين من أستعمار و تجزئة.
و بعد كل هذا هل نأمل خيرا من عقد هذه القمة العربية؟
التعليقات (0)