مواضيع اليوم

هل من معذرة يا بنغازي..

جمال الهنداوي

2011-07-27 19:12:10

0

 هل اطمع بان احصل على بعض الغفران من اخواني الكرام في ليبيا..وانا اعلن عن شعوري بالالم الممض عندما استمع الى الانباء التي تتحدث عن اعتراف اكثر من ثلاثين دولة ومنظمة دولية وإقليمية في مجموعة الاتصال الخاصة بليبيا، بالمجلس الوطني الانتقالي ممثلا شرعيا للشعب الليبي، والاعلان عن نزع شرعية نظام القذافي ودعوته للتنحي الفوري عن السلطة..وهل انتظر التفهم والتسامح لقولي اني احس بالحزن وانا الاحظ تهافت البلدان على نصرة الثوار في ليبيا الحرة والاتفاق على التعاطي مع المجلس الوطني الانتقالي على أنه السلطة الحكومية الشرعية بليبيا..وهل هناك من عذر لأسفي على منظر الرايات الملونة لدول العالم الحر المتضامن مع حق الشعوب في الحرية وهي تخفق في ساحات العز والشرف في بنغازي..

نعم.. لا استطيع ان انكر مشاعر الضيق والانقباض التي تجتاح النفس عندما ارى مشاعر الاحتفال والتهليل والامتنان التي تجتاح جماهير الشعب الليبي مع كل علم يرتفع بيد ابطال بنغازي ولا راية للعراق ولا علم ولا شعار له بينها..

اعترافات تترى ورايات ترفع ودول تبحث وتنقب عن ما يمكن ان يفيد الشعب الليبي الكريم واخرى تتبنى طروحاته وتتكلم باسمه وتدعمه وتدمغ بصمتها على تاريخه وتتموضع داخل ذاكرة الليبيين ووجدانهم وتؤسس لقرون من المودة والسلام والتعاون مع ليبيا المستقبل.. دون ان يكون للعراق وتجربته الديمقراطية في كل ذلك اي حظ اونصيب..

ان قليلا من القراءة الواعية للتاريخ تكفي لكي نكون على يقين بأن شعبنا العراقي المناضل وعمليته السياسية الرائدة..والذي طاله الكثير من الاذى على يد التدخلات الاقليمية المدعومة من قبل الانظمة المناهضة للتحرر والانعتاق وعلى رأسها النظام المتهالك لملك ملوك الارهاب والطغيان..يرسل رسالة خاطئة وبالغة السوء تماما الى جميع شعوب المنطقة من خلال عدم ادانته الواضحة للطغمة القمعية المنفلتة العقال والتي تسلطت على رقاب الشعب الليبي البطل..والتي تخلت عن ولايتها ووصايتها على الشعب بعد تعمدها استهدافه في ارواحه ومقدراته وكرامته وسلمه الاهلي ووحدته الوطنية..تلك الطغمة التي اسقطتها الشرعية الشعبية وافقدتها اهليتها في حكم الشعب الليبي الكريم ولم تجد لها الا قوة المرتزقة والفساد والارهاب نصيرا لتطلقها على شعبها المحتج الاعزل المسالم في اخطاء تكبر وتكبر لتأخذ شكل الجريمة التاريخية المنظمة.

خدر وتهاون اقرب الى الغفلة هو ما يسيطر على السياسة الخارجية العراقية ويحكم تعاطيها مع الحراك الثوري العربي..وارتباك ذاهل وسوء قراءة وبطء مؤسف في اتخاذ القرار هو الوصف الدقيق للمقاربة التي تتبناها الدبلوماسية العراقية متخلية بطيبة خاطر مريبة عن دورها الطبيعي والطليعي في قيادة المسيرة الديمقراطية التعددية المناوئة للديكتاتورية والاستبداد ومتأخرة الى ما بعد الصفوف الخلفية ضمن الجهد الدولي الداعم المؤيد لنضال الشعوب الثائرة..

ثم ما الذي تنتظروه من القذافي وقد تجرّذ وتحول الى مجرد حنجرة شبحية زاعقة مهددة وموعدة بما لا تقوى على الوفاء به..وكيف سيكون التعاطي معه ومع نظامه العائلي المغلق بعد ان جر البلاد الى مرحلة الاقتتال الداخلي وفسح المجال امام التدخل العسكري الخارجي الصريح..

ان التأخر الرسمي العراقي بالاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي لا يمكن تقبله بعد الآن خصوصا وانه يتعارض تماما مع موقف الشعب العراقي النبيل وطلائعه المثقفة الواعية الداعم والمؤيد لحق الشعوب في الحرية والمشاركة الشعبية بالحكم والمعبر عنه بمختلف الفعاليات والنداءات والمنجز الابداعي المعلي من قيم العدالة والمساواة..وقطيعتنا مع النظام الديكتاتوري المستبد ستكون خير عون واسناد لاهلنا الكرام في ليبيا ورجاله الثوار الذين يصب النظام جام قمعه وحديده عليهم فتكا وتقتيلا واستعداءً لشذاذ الآفاق وشر الخلق تجاه الفتية الابطال المؤمنين بحقهم في الحياة وحرية التعبير..والله والتاريخ والقيم التي جبل عليها العراقي الكريم من وراء القصد




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !