إن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة ؛ليست من المسائل التشريعية التي يترتب عليها زيادة في الدين،
أو نقص فيه،هذه المسألة من المسائل التفضلية الوهبية
وجميع أقوال العلماء التي يبتر المخالفين نصوصهم هى تتكلم عن الرؤية للنبي صلى الله عليه وسلم بعين الحقيقة أي بمعني خروجه من القبر الشريف وهذا ما لا يقول به أحد اما رؤيته يقظة صلى الله عليه وسلم في عالم المثال
وهي مبنية على مسألة خرق العادة المكملة للمعجزة واستدل القوم بكثير من الأدلة النقلية منها ما ذكره سادتي الأفاضل الأكارم ومنها قصة الصحابي الذي كان ينظر النبي صلى الله عليه وآله وسلم في منتهى الجيش ومنها قول الإمام مالك رضي الله عنه وكثير في هذا الباب مما لا تحصر بل ما أعتقده أن كبار الأئمة أهل السنة أمثال البخاري ومسلم والنسائي وأحمد ومالك والشافعي وأبو حنيفة والكثير ممن تبعهم من المعروفين لهم ذوق مليح في هذا الباب نسأل الله التفضل علينا برؤيته صلى الله عليه وآله وسلم مناما ويقظة والمسألة تستدعي تفصيلا أكثر وبيانا لقصد أهل الله والله ورسوله أعلم
اتفق علماء أهل السنة ان كل معجزة لنبى يجوز أن تكون كرامة لولى. ثم الم يرى النبى صلى الله عليه وسلم الأنبياء ويصلى بهم يقظة لا مناما ألم يكلم موسى فى رحلة الاسراء والمعراج ويقابل عدد من الانبياء فلماذا لا تكون هذه الكرامة جائزة لولى من الأولياء.فهذه المسألة إذن جائزة شرعا بالأدلة النقلية فلماذا نحكم فيها العقل.ويبدا ان السلفيين انقلبوا على انفسهم فى هذه المسألة وناصروا المعتزلة فى تقديم العقل على النقل
قال الإمام السيوطى فى (تنوير الحلك فى إمكان رؤية النبى والملك) : فقد كثر السؤال عن رؤية أرباب الأحوال للنبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة وإن طائفة من أهل العصر ممن لا قدم لهم في العلم بالغوا في إنكار ذلك والتعجب منه وادعوا أنه مستحيل فألفت هذه الكراسة في ذلك وسميتها (تنوير الحلك في إمكان رؤية النبي والملك)
روى الامام البخاري في صحيحه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من رآني في المنام فسيراني في اليقظة فإن الشيطان لا يتمثل بي)) كما روى هذا الحديث مسلم وأبو داود في صحيحيهما.
فهذا حديث صحيح صريح لا يقبل التأويل؛ فمعروف أن اليقظة هي الانتباه, والانتباه ضد النوم, قال العلامة ابن الأثير في كتابه (النهاية في غريب الحديث والأثر) : اليقظة قد تكرر في الحديث ذكر اليقظة والاستيقاظ وهو الانتباه من النوم.
وأخرج الطبراني مثله من حديث مالك بن عبد الله الخثعمي ومن حديث أبي بكرة ، وأخرج الدارمي مثله من حديث أبي قتادة . قال العلماء اختلفوا في معنى قوله ( فسيراني في اليقظة ) فقيل معناه فسيراني في القيامة وتعقب بأنه بلا فائدة في هذا التخصيص لأن كل أمته يرونه يوم القيامة من رآه منهم ومن لم يره ، وقيل المراد من آمن به في حياته ولم يره لكونه حينئذ غائبا عنه فيكون مبشرا له أنه لا بد أن يراه في اليقظة قبل موته، وقال قوم هو على ظاهره فمن رآه في النوم فلا بد أن يراه في اليقظة يعني بعيني رأسه وقيل بعين في قلبه حكاهما القاضي أبو بكر بن العربي، وقال الإمام أبو محمد بن أبي جمرة في تعليقه على الأحاديث التي انتقاها من البخاري : هذا الحديث يدل على أنه من رآه صلى الله عليه وسلم في النوم فسيراه في اليقظة وهل هذا على عمومه في حياته وبعد مماته أو هذا كان في حياته وهل ذلك لكل من رآه مطلقا أو خاص بمن فيه الأهلية والإتباع لسنته عليه السلام اللفظ يعطى العموم ومن يدعي الخصوص فيه بغير مخصص منه صلى الله عليه وسلم فمتعسف قال وقد وقع من بعض الناس عدم التصديق بعمومه وقال على ما أعطاه عقله وكيف يكون من قد مات يراه الحي في عالم الشاهد قال وفي قول هذا القول من المحذور وجهان خطران : أحدهما عدم التصديق لقول الصادق عليه السلام الذي لا ينطق عن الهوى والثاني الجهل بقدرة القادر وتعجيزها كأنه لم يسمع في سورة البقرة قصة البقرة وكيف قال الله تعالى : (( فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيى الله الموتى )) وقصة إبراهيم عليه السلام في الأربع من الطير وقصة عزير فالذي جعل ضرب الميت ببعض البقرة سببا لحياته وجعل دعاء إبراهيم سبباً لإحياء الطيور وجعل تعجب عزير سبباً لموته وموت حماره ثم لإحيائها بعد مئة سنة قادر أن يجعل رؤيته صلى الله عليه وسلم في النوم سببا لرؤيته في اليقظة وقد ذكر عن بعض الصحابة أظنه ابن عباس رضي الله عنهما أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فتذكر هذا الحديث وبقي يفكر فيه ثم دخل على بعض أزواج النبي أظنها ميمونة فقص عليها قصته فقامت وأخرجت له مرآته صلى الله عليه وسلم قال رضي الله عنه فنظرت في المرآة فرأيت صورة النبي صلى الله عليه وسلم ولم أر لنفسي صورة قال وقد ذكر عن بعض السلف والخلف وهلم جرا ممن كانوا رأوه صلى الله عليه وسلم في النوم وكانوا ممن يصدقون بهذا الحديث فرأوه بعد ذلك في اليقظة وسألوه عن أشياء كانوا منها متشوشين فأخبرهم بتفريجها ونص لهم على الوجوه التي منها يكون فرجها فجاء الأمر كذلك بلا زيادة ولا نقص قال والمنكر لهذا لا يخلو إما أن يصدق بكرامات الأولياء أو يكذب بها فإن كان ممن يكذب بها فقد سقط البحث معه فإنه يكذب ما أثبتته السنة بالدلائل الواضحة وإن كان مصدقا بها فهذه من ذلك القبيل لأن الأولياء يكشف لهم بخرق العادة عن أشياء في العالمين العلوي والسفلي عديدة فلا ينكر هذا مع التصديق بذلك انتهى كلام ابن أبي جمرة.
وقال الشيخ محمد بن علوى المالكى في كتابه (الذخائر) : (ص146) : إن رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم ممكن لعامة أهل الأرض في ليلة واحدة، وذلك لأن الأكوان مرايا، وهو صلى الله عليه وسلم كالشمس إذا أشرقت على جميع المرآيا ظهر في كل مرآة صورتها، بحسب كبرها وصغرها، وصفائها وكدرها، ولطافتها وكثافتها... الخ .
كالشمس فى كبد السماء وضوؤها يغشى البلاد مشارقا ومغاربا
وقال صاحب رسالة (الموقظة فى رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم فى اليقظة) : هل يمكن الاجتماع بالنبي والتلقي منه فى اليقظة ؟ نعم يمكن ذلك، فقد صرح بأن ذلك من كرامات الأولياء الغزالي والبارزي والتاج السبكي والعفيف اليافعي من الشافعية والقرطبي وابن أبي جمرة من المالكية.
قال ابن بطّال : قوله ( فسيراني في اليقظة ) يريد تصديـق تلك الرؤيا في اليقظة وصحتها وخروجها على الحق وليس المراد أنه يراه في الآخرة لأنه سيراه يوم القيامة في اليقظة فتراه جميع أمته من رآه في النوم ومن لم ير منهم
وقال ابن التين : المراد من آمن به في حياته ولم يره لكونه حينئذٍ غائباً عنه، فيكون بهذا مبشراً لكل من آمن به ولم يره أنه لابدّ أن يراه في اليقظة قبل موته.
وقال ابن الحاج المالكي في (المدخل) : وقلّ من يقع له ذلك الأمر، إلاّ من كان على صفة عزيز وجودها في هذا الزمان بل عدمت غالباً، مع أننا لا ننكر من يقع له هذا من الأكابر الذين حفظهم الله تعالى في ظواهرهم وبواطنهم.
وقال الخطيب القسطلاني : فلا يمتنع من الخواص أرباب القلوب القائمين بالمراقبة والتوجه على قدم الخوف بحيث لا يسكنون لشيء مما يقع لهم من الكرامات فضلاً عن التحدث بها لغير ضرورة مع السعي في التخلص من الكدورات والإعراض عن الدنيا وأهلها جملة، وكون الواحد منهم كالشيخ عبد القادر الكيلاني يود أن يخرج من أهله وماله وأنه يرى النبي .
وقال الإمام الغزالي : ومن أول الطريقة تبتدأ المكاشفات والمشاهدات حتى أنهم في يقظتهم (يعني أرباب القلوب) يشاهدون الملائكة وأرواح الأنبياء ويسمعون منهم ويقتبسون منهم فوائد، ثم يترقى الحال من مشاهدة الصور والأمثال إلى درجات يضيق عنها نطاق النطق.
لماذا لم تظهر هذه الرؤية في صدر الإسلام الأول؟
أجاب الإمام الآلوسي في (تفسيره) فقال : وكانت الخوارق في الصدر الأول ـ لقرب العهد بشمس الرسالة ـ قليلة جداً وأنّى يرى النجم تحت الشعاع أو يظهر كوكب وقد انتشر ضوء الشمس في البقاع! فيمكن أن يكون وقع ذلك لبعضهم على سبيل الندرة ولم تقتض المصلحة إفشاءه، ويمكن أن يقال : إنه لم يقع لحكمة الابتلاء أو لخوف الفتنة أو فيما يهمهم أو ليهرع الناس إلى كتاب الله وسنته صلى الله عليه وسلم لأن في القوم من هو كالمرآة له فيتسع باب الاجتهاد وتنتشر الشريعة وتعظم الحجة التي يمكن أن يعقلها كل أحد أو لنحو ذلك.
وأضاف رحمه الله فقال : وهذه الرؤية إنما تقع للكاملين الذين لم يخلّوا وبين أحد من الأمة باتباع الشريعة قدر شعيرة ومتى قويت المناسبة بين رسول الله قوى أمر رؤيته إياه عليه الصلاة والسلام، وقد تقع لبعض صلحاء الأمة عند الاحتضار لقوة الجمعية حينئذٍ.
أعلم أخي القارئ أن رؤيته صلى الله عليه وسلم من الممكنات وأنها جائزة شرعًا وعقلا ونقلا, فليس هنالك تكذيب بعد النص الصريح وأن رؤيته صلى الله عليه وسلم تحصل في الدنيا لا في الآخرة, لأنه صلى الله عليه وسلم قال "فسيراني في اليقظة" ولم يقل سوف يراني, ومن المعلوم أن كلمة سيراني تستخدم في اللغة للقريب عكس عبارة سوف , وأنه صلى الله عليه وسلم أدرى الناس بالعربية ولو أراد الآخرة لقال سوف يراني. والقول بتخصيص الرؤية في القيامة باطل, لأن كل الأمة تراه يوم القيامة فأين المزية لمن يراه في النوم؟؟
ولقد أجمع علماء الأصول أن المخصص إذا لم يوجد فاللفظ على عمومه وظاهره، فالتخصيصُ بغير مخصِصٍ باطل عند الجميع.
سئل الفقيه العلامة ابن حجر الهيتمي في كتابه (الفتاوي الحديثة) : سئل هل ممكن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة فأجاب: أنكر ذلك جماعة وجوزه آخرون وهو الحق وقد أخبربذلك جماعة من الصالحين واستدل بحديث البخاري (من رآني في المنام فسيراني في اليقظة) أي بعين رأسه. واحتمال إرادة القيامة بعيد من لفظ اليقظة، على أنه لا فائدة في التقييد حينئذ لأن أمته كلهم يرونه يوم القيامة من رآه في المنام ومن لم يره في المنام اه.
وفي شرح الحافظ ابن أبي جمرة للأحاديث التي انتقاها من البخاري قال: (ترجيح بقاء الحديث على عمومه في حياته ومماته لمن له أهلية الاتباع للسنة ولغيره, ومن يدعي الخصوص بغير تخصيص منه صلى الله عليه وسلم فقد تعسف ثم ألزم منكر ذلك بأنه غيرمصدق بقول الصادق وأنه جاهل بقدرة القادر وبأنه منكر لكرامات الأولياء مع ثبوتها بدلائل السنة الواضحة، ومراده بعموم ذلك وقوع رؤية اليقظة الموعود بها لمن رآه في النوم ولو مرة واحدة تحقيقا لوعده الشريف الذي لا يتخلف .وأكثر ذلك للعامة قبل الموت عند الاحتضار فلا تخرج روحه من جسده حتى يراه وفاء بوعده, أما غيرهم فيحصل قبل ذلك بقلة أو كثرة بحسب تأهلهم واتباعهم للسنة إذ الإخلال بها مانع كبير) انتهى كلام الحافظ .
ثم إن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة من الممكنات التي تدخل تحت القدرة الإلهية وليس من المستحيلات الذاتية, فإن رؤية مخلوق لمخلوق أمر ممكن سواء كان المخلوق المرئي في الدنيا أم في الآخرة, والعلماء مجمعون على أن الممكن الذي يدخل تحت القدرة الإلهية لا يجوز إخراجه إلا بنص صريح.
فأين النص الصريح هنا؟؟.
كما أجمع العلماء على أن العدل الضابط إذا أخبر بأمر ممكن فلا وجه لتكذيبه. وقد أخبر برؤيته صلى الله عليه وسلم عدد كبير من العلماء والصالحين الذين لا يشك في عدالتهم. إذا فالأمر ثابت من غير حديث البخاري ثم جاء حديث البخاري فازدادت المسألة ثباتـًا على ثبات.
قال العلامة الآلوسي في تفسيره روح المعاني [22/36] عند كلامه على نزول المسيح عليه السلام: ((لا يبعد أن يكون عليه السلام قد علم في السماء بعضا ووكل إلى الإجتهاد والأخذ من الكتاب والسنة في بعض آخر وقيل : إنه عليه السلام يأخذ الأحكام من نبينا صلى الله تعالى عليه وسلم شفاها بعد نزوله وهو في قبره الشريف عليه الصلاة والسلام وأيد بحديث أبي يعلى والذي نفسي بيده لينزلن عيسى إبن مريم ثم لئن قام على قبري وقال يا محمد لأجيبنه
.
وجوز أن يكون ذلك بالاجتماع معه عليه الصلاة والسلام روحانية ولا بدع في ذلك فقد وقعت رؤيته صلى الله تعالى عليهوسلم بعد وفاته لغير واحد من الكاملين من هذه الأمة والأخذ منه يقظة .
قال الشيخ سراج الدين بن الملقن في طبقات الأولياء : قال الشيخ عبد القادر الكيلاني قدس سره : رأيت رسول الله قبل الظهر فقال لي : يابني لم لا تتكلم قلت : يا أبتاه أنا رجل أعجم كيف أتكلم على فصحاء بغداد؟! فقال : افتح فاك ففتحته فتفل فيه سبعاً وقال : تكلم على الناس وادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة فصليت الظهر وجلست وحضرني خلق كثير فارتج علي فرأيت علياً كرم الله تعالى وجهه قائما بإزائي في المجلس فقال لي : يا بني لم لا تتكلم قلت : يا أبتاه قد ارتج علي فقال : افتح فاك ففتحته فتفل فيه ستاً فقلت : لم لا تكملها سبعاً؟ قال : أدباً مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم . ثم توارى عني فقلت : غواص الفكر يغوص في بحر القلب على درر المعارف فيستخرجها إلى ساحل الصدر فينادي عليها سمسار ترجمان اللسان فتشتري بنفائس أثمان حسن الطاعة في بيوت أذن الله أن ترفع وقال أيضا في ترجمة الشيخ خليفة بن موسى النهر ملكي : كان كثير الرؤية لرسول الله عليه الصلاة والسلام يقظة ومناما فكان يقال : إن أكثر أفعاله يتلقاه منه يقظة ومناما ورآه في ليلة واحدة سبع عشرة مرة قال له في إحداهن : يا خليفة لا تضجر مني فكثير من الأولياء مات بحسرة رؤيتي وقال الشيخ تاج الدين بن عطاء الله في لطائف المتن : قال رجل للشيخ أبي العباس المرسي يا سيدي صافحني بكفك هذه فإنك لقيت رجالا وبلادا فقال : والله ما صافحت بكفي هذه إلا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال : وقال الشيخ لو حجب عني رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم طرفة عين ما عددت نفسي من المسلمين ومثل هذه النقول كثير من كتب القوم جداً. اهـ))
الإمام البيروتي في كتابه (أسنى المطالب ج1/ص357) قال
:
"ثم أن كثيراً من الصالحين يقول إنه يرى النبي صلى الله عليه وسلم يقظة ولا ينكر هذا منهم وإنما هي رؤية روحانية لاجسمانية ولذلك يراه البعض دون البعض في المكان الواحد ولو كان بجسمه لرآه كل أحد لأن رؤية الجسم لا تتوقف على صلاح التقوى بل رآه الكفار في حيلته صلى الله عليه وسلم وشرار الخلق وخيارهم واعلم أن الشيطان لا يمكنه أن يتمثل بصورة الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - وهذا لطف وكرامة من الله - تعالى - زيادة في حفظهم وعصمتهم منه حتى لا يقدر على التشكل بشكلهم فإذا أكرم الله عبداً برؤية رسوله صلى الله عليه وسلم يقظة يمثل له نوره الشريف بصورة جسمه الكريم وربما ظنه الرائي أنه الجسم الشريف لغلبة الحال ومن ذلك ما وقع لسيدنا الرفاعي - رضي الله عنه - حين زار النبي صلى الله عليه وسلم وأنشد عند الحجرة الشريفة البيتين المشهورين وهما في حالة البعد روحي كنت أرسلها تقبل الأرض عني وهي نائبتي
وهذه دولة الأشباح قد حضرت فامدد يمينك كي تحظى بها شفتي
فمثلت له اليد الشريفة وقبلها والخبر المذكور مشهور......)). اهـ
- القاضي أبو بكر بن العربي أحد الأئمة المالكية، شارح صحيح الترمذي، في كتاب قانون التأويل، فقد قال ذهبت الصوفية إِلى أنه إِذا حصل للإِنسان طهارة النفس في تزكية القلب، وقطع العلائق، وحسم مواد أسباب الدنيا منالجاه والمال والخلطة بالجنس، والإِقبال على الله تعالى بالكلية، علماً دائماً وعملاً مستمراً، كشفت له القلوب، ورأى الملائكة وسمع أقوالهم، واطلع على أرواح الأنبياء، وسمع كلامهم، ثم قال ابن العربي من عنده: ورؤية الأنبياء والملائكة وسماع كلامهم ممكن كرامة، وللكافر عقوبة( الحاوي للفتاوى ج2 ص257، 258 للعلامة جلال الدين السيوطي المتوفى سنة 911هـ
- الإمام أبو عبد الله القرطبي المفسر الكبير قال في "التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة [1/212
] :
(قال شيخنا أحمد بن عمر: موت الأنبياء إنما هو راجع إلى أن غيبوا عنا بحيث لا ندركهم و إن كانوا موجودين أحياء ، و ذلك كالحال في الملائكة فإنهم موجودون أحياء و لا يراهم أحد من نوعنا إلا من خصه الله بكرامة من أوليائه
سلطان العلماء عز الدين بن عبد السلام في القواعد الكبرىوكذلك الإمام ابن الحاج في المدخل رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة باب ضيق وقل من يقع له ذلك إلا من كان على صفة عزيز وجودها في هذا الزمان بل عدمت غالبا مع أننا لا ننكر من يقع له هذا من الأكابرالذين حفظهم الله في ظواهرهم وبواطنهم
الحاوي
(2258)
القاضي شرف الدين هبة الله بن عبد الرحيم البارزي في كتاب توثيق عرى الإيمان قال البيهقي في كتاب الاعتقاد(الأنبياء بعد ما قبضوا ردت إليهم أرواحهم فهم أحياء عند ربهم كالشهداء وقد رأى نبينا صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج جماعة منهم وأخبر وخبره صدق أن صلاتنا معروضة عليه وأن سلامنا يبلغه وأن الله تعالى حرم على الأرض أن تأكل لحوم الأنبياء)
وقال البارزي وقد سمع من جماعة من الأولياء في زماننا وقبله أنهم رأوا النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة حيا بعد وفاته قال وقد ذكر ذلك الشيخ الإمام شيخ الإسلام أبو البيان نبا ابن محمد بن محفوظ الدمشقي في نظيمته توثيق عري الايمان وذكر في كتاب الحاوي (2258)
- الشيخ أكمل الدين الجبرتي الحنفي في شرح المشارق في حديث من رآني الاجتماع بالشخصين يقظة ومناما لحصول ما به الاتحاد وله خمسة أصول كلية الاشتراك في الذات أو في صفة فصاعداً أو في حال فصاعداً أو في الأفعال أو في المراتب وكل ما يتعقل من المناسبة بين شيئين أو أشياء لا يخرج عن هذه الخمسة وبحسب قوته على ما به الاختلاف وضعفه يكثر الاجتماع ويقل وقد يقوى على ضده فتقوى المحبة بحيث يكاد الشخصان لا يفترقان وقد يكون بالعكس ومن حصل الأصول الخمسة وثبتت المناسبة بينه وبين أرواح الكمل الماضين اجتمع بهم متى شاء. ... شرح المشارق والحاوي
(2258)
الإمام الفقيه الرباني محمد بن محمد العبدري الفاسي المصري المالكي المعروف بابن الحاج(بعضهم يدعي رؤيته عليه الصلاة والسلام وهو في اليقظة، وهذا باب ضيق، وقل من يقع له ذلك الأمر، إلا من كان على صفة عزيز وجودها في هذا الزمان، بل عدمت غالبا، مع أننا لا ننكر من يقع له هذا من الأكابر الذين حفظهم الله تعالى في ظواهرهم وبواطنهم(. وقال مثله أيضاً: في كتاب "المدخل 3/194:
الإمام عفيف الدين أبو محمد اليافعي اليمني المكي قال في "روض الرياحين في حكايات الصالحين
:
("قوله: تلقاني الخليل)" قول حق لا ينكره إلا جاهل بمعرفة ما يرد عليهم من الأحوال، التي يشاهدون فيها ملكوت السماء والأرض، وينظرون الأنبياء أحياء غير أموات كما نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى موسى عليه السلام في الأرض، ونظره هو وجماعة من الأنبياء في السموات وسمع منهم مخاطبات، وقد تقرر أن ما جاز للأنبياء معجزة جاز للأولياء كرامة بشرط عدم التحدي)
روض الرياحين والحاوي للفتاوى (2258)
الإمام ابن بطال(قال بن بطال قوله فسيراني في اليقظة يريد تصديق تلك الرؤياه في اليقظة وصحتها وخروجها على الحق وليس المراد أنه يراه في الآخرة لأنه سيراه يوم القيامة في اليقظة فتراه جميع أمته من رآه في النوم ومن لم يره منهم وقال بن التين المراد من آمن به في حياته ولم يره لكونه حينئذ غائبا عنه فيكون بهذا مبشرا لكل من آمن به ولم يره أنه لا بد أن يراه في اليقظة قبل موته( فتح الباري شرح صحيح البخاري جزء 12 - صفحة 383 -15 العلامة الملا علي القاري
في كتابه جمع الوسائل شرح الشمائل للترمذي ، في رده على عبارة الاهدل ، جاء فيه :
(وهذه الالزامات كلها ليس شيء منها بلازم ، ودعوى استلزامه ( يعني الاهدل لذلك عين الجهل أو العناد ، وبيانه إن رؤيته صلى الله عليه وسلم يقظة لا يستلزم خروجه من قبره ، لأن من كرامات الاولياء كما مر أن الله يخرق لهم الحجب فلا مانع عقلاً ولا شرعاً ولا عادة أن الولي وهو بأقصى المشرق أو المغرب يكرمه الله تعالى بأن لا يجعل بينه وبين الذات الشريفة وهي في محلها من القبر الشريف ساتراً ولاحاجباً ، بأن تجعل تلك الحجب كالزجاج الذي يحكي ما وراه ، وحينئذ فيمكن أن يكون الولي يقع نظره عليه عليه الصلاة والسلام ، ونحن نعلم أنه صلى الله عليه وسلم حي في قبره يصلي وإذا أكرم إنسان بوقوع بصره عليه) صلى الله عليه وسلم)فلا مانع من أن يكون بمحادثته ومكالمته وسؤاله عنالاشياء وأنه يجيبه عنها، وهذا كله غير منكر شرعاً ولا عقلاً، وإذا كانت المقدمات والنتيجات غير منكرين عقلاً ولا شرعاً فإنكارهما أو إنكار أحدهما غير ملتفت إليه ولا معوّل عليه
.... )
جمع الوسائل شرح الشمائل للترمذي (2299)
الفقيه المالكي الإمام عليش قال في فتح العلي المالك
:
«وسمعت سيدي عليًا الخواص يقول : لا يصح خروج شيء من أقوال الأئمة المجتهدين عن الشريعة أبدًا عند أهل الكشف قاطبة، وكيف يصح خروجهم عن الشريعة مع اطلاعهم على مواد أقوالهم في الكتاب والسنة، وأقوال الصحابة،ومع اجتماع روح أحدهم بروح رسول الله صلى الله عليه وسلم وسؤاله عن كل شيء توقفوا فيه من الأدلة : هل هذا من قولك يا رسول الله أم لا ؟ يقظة ومشافهة وكذلك كانوا يسألونه صلى الله عليه وسلم عن كل شيء من الكتاب والسنة قبل أن يدونوه في كتبهم ويدينوا الله تعالى به ويقولون يا رسول الله قد فهمنا كذا من آية كذا وفهمنا كذا من قولك فيالحديث الفلاني كذا فهل ترضاه أم لا؟ ويعملون بمقتضى قوله وإشارته صلى الله عليه وسلم ومن توقف فيما ذكرناه من كشف الأئمة ومن اجتماعهم برسول الله صلى الله عليه وسلم من حيث الأرواح، قلنا له : هذا من جملة كرامات الأولياء بيقين
»فتح العلي المالك ج1 ص 92، 93
الإمام المجتهد القاضي ابن المنير علي بن محمد بن منظور نقل عنه الحافظ في فتح الباري (... ضمن شرح حديث: "من رآني في المنام.." ) أنه قال:
يجعل الله لروحه مثالا، فيرى في اليقظة كما يرى في النوم...).
فتح الباري شرح صحيح البخاري جزء 12 - صفحة 383
الشيخ سراج الدين بن الملقن في طبقات الأولياء
قال الشيخ عبدالقادر الكيلاني قدس سره رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الظهر فقال لي يابني لم لا تتكلم قلت ياأبتاه أنا رجل أعجم كيف أتكلم على فصحاء بغداد فقال أفتح فاك ففتحته فتفل فيه سبعا وقال تكلم على الناس وأدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة فصليت الظهر وجلست وحضرني خلق كثير فأرتج علي فرأيت عليا كرمالله تعالى وجهه قائما بإزائي في المجلس فقال لي يا بني لم لا تتكلم قلت يا أبتاه قد أرتج علي فقال أفتح فاك ففتحتهفتفل فيه ستا فقلت لم لا تكملها سبعا قال أدبا مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم روح المعاني ج22/ص35 - 19 الإمامِ المناوي قال في فيض القدير، شرح الجامع الصغير- (طوبى لمن رآني) أي وأثرت فيه بركة نظري إليه ورؤيته لي (ولمن رأى من رآني، ولمن رأى من رأى من رآني) والعارفون يرونه في عالم الحس يقظة حتى قال الشيخ أبو العباس المرسي: لو احتجب عني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم طرفة عين ما عددت نفسي من الفقراء، وفي رواية من المسلمين، وكان بعضهم يعيد كل صلاة غفل فيها عن شهوده ولو سهواً ويقول: من توارى عنه شهوده في صلاته ولم يصافحه فيها فهي خداج لأنه الذي يمدّ جميع العمال بشريعته ] في مراتب الكمال، وهذا المقام وإن عسر على الناس ولا يقول به كثير فكل ميسر لما خلق له فمن أهله اللّه لمقام صعب المرتقى فهو عنده من أسهل الأمور
."
فيض القدير الجزء الرابع >> حرف الطاء(6/32)
الإمام ابن العماد الحنبلي في كتابه شذرات الذهب
في ترجمة الإمام السيوطي....رحمه الله
"...وذكر الشيخ عبد القادر الشاذلي في كتاب ترجمته أنه كان يقول رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقظة فقال لي يا شيخ الحديث فقلت له يا رسول الله أمن أهل الجنة أنا قال نعم فقلت من غير عذاب يسبق فقال ذلك وقال الشيخ عبد القادر قلت له كم رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقظة فقال بضعا وسبعين مرة ........... "وقال الإمام ابن العماد الحنبلي "...ومناقبه لا تحصر كثرة ولو لم يكن له من الكرامات إلا كثرة المؤلفات مع تحريرها وتدقيقها لكفي ذلك شاهدا لمن يؤمن بالقدرة ." انتهى شذرات الذهب (10102)
إمام القراء و المحدثين الإمام الجزري قال الإمام الجزري في كتابه ( الحصن الحصين من كلام سيد المرسلين صلى الله عليه و سلم) في المقدمة" و لما اكملت ترتيبه و تهذيبه - يقصد الحصن الحصين - طلبني عدو، و لا يمكن ان يدفعه إلا الله تعالى، فهربت عنه متخفيا، و تحصنت بهذا الحصن، فرأيت سيد المرسلين صلى الله عليه و سلم و انا جالس على يساره، و كانه صلى الله عليه و سلم يقول : ماذا تريد؟ فقلت : يا رسول الله! ادع الله لي و للمسلمين، فرفع صلى الله عليه و سلم يديه الكريمتين و انا انظر اليهما، فدعا، ثم مسح بمهما وجهه الكريم، و كان ذلك ليلة الخميس، فهرب العدو ليلة الاحد، و فرج عني و عن المسلمين ببركة ما في هذا الكتاب عنه صلى الله عليه و سلم
الإمام أبي العباس القرطبي يقسم بالله انه راى النبي صلى الله عليه وسلم يقظة
قال رحمه الله تعالى في كتابه   المُفْهِم ) لِما أشكل مِن تلخيص كتاب مسلم ج6ص24-25 ما نصه
:
( قد قررنا أنَّ المدركَ في المنام أمثلةٌ للمرئيات لا نفس المرئيات ، غير أنَّ تلك الأمثلة تارة تكون مطابقةً لحقيقة المرئيِّ ، وقد لا تكون مطابقة . ثمَّ المطابقة قد تظهر في اليقظة على نحو ما أدركتَ في النوم ، كما قد صحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لعائشة: " أُريتُكِ في سَـرَقَـةٍ مِن حرير ، فإذا هي أنتِ " ومعناه: أنه رآها في نومه على نحو ما رآها في يقظته
.
قلتُ: وقد وقع لي هذا مرات . منها: أني لمَّا وصلتُ إلى تونس قاصداً إلى الحج سمعتُ أخباراً سيِّئة عن البلاد المصرية مِن جهة العدوِّ الذي غلب على دمياط فعزمتُ على المقام بتونس إلى أنْ ينجلي أمر العدو ، فأُريتُ في النوم كأني في مسجد النَّبي صلى الله عليه وسلم وأنا جالسٌ قريباً مِن منبره ، وأُناس يُسلِّمون على النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، فجاءني بعض من سلَّم عليه ، فانتهرني وقال: قُمْ فسلِّمْ على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقمتُ فشرعتُ في السلام على النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، فاستيقظت ، وأنا أسلِّم عليه ، فجدَّد الله لي عزماً ويسَّر عليَّ فيما كان قد صعبَ مِن أسبابي ، وأزال عنِّي ما كنتُ أتخوَّفه مِن أمر العدو ، وسافرتُ إلى أنْ وصلت إلى الإسكندرية عن مدة مقدارها ثلاثون يوماً في كتف السلامة ، فوجدتها والديار المصرية على أشدّ خوفٍ ، وأعظم كربٍ ، والعدو قد استفحل أمره ، وعظمت شوكته ، فلم أُكمل في الإسكندرية عشرة أيامٍ حتَّى كسر الله العدو ، ومكَّن منه مِن غير صُنْع أحدٍ من المخلوقين ، بل: بلطف أكرم الأكرمين ، وأرحم الراحمين . ثمَّ: إنَّ الله تعالى كمَّل عليَّ إحسانه وإنعامه ؛ وأوصلني بعد حجِّ بيته إلى قبر نبيه ومسجده ، فرَأَيتـُـهُ وَاللـَّــــهِ فـي اليـقـظــة على النَّحو الذي رأيته في المنام مِن غير زيادة ولا نقصان ). انتهى 23- العلامة النفراوى المالكى رحمه الله قال في الفواكة الدواني(( يجوز رؤيته – عليه الصلاة والسلام- فى اليقظة والمنام باتفاق الحفاظ , وانما اختلفوا هل يرى الرائى ذاته الشريفة حقيقة او يرى مثالا يحاكيها , فذهب الى الأول جماعة وذهب الى الثانى : الغزالى والقرافى واليافعى واخرون واحتج الأولون بأنه سراج الهداية ونور الهدى وشمس المعارف كما يرى النور والسراج والشمس من بعد , والمرئى جرم الشمس بأعراضه فكذلك البدن الشريف , فلا تفارق ذاته القبر الشريف , بل يخرق الله الحجب للرائى ويزيل الموانع حتى يراه كل راء ولو من المشرق والمغرب , او تجعل الحجب شفافة لا تحجب ما وراءها , والذى جزم به القرافى او رؤياه مناما ادراك بجزء لم تحله افة النوم من القلب فهو بعين البصيرة لا بعين البصر بدليل انه قد يراه الأعمى وقد حكى ابن ابى جمرة وجماعة انهم رأوا النبى صلى الله عليه واله وسلم يقظة وروى : (( من رانى مناما فسيرانى يقظة )) . ومنكر ذلك محروم , لأنه كان ممن يكذب بكرامات الأولياء فالبحث معه ساقط لتكذيبه ما أثبتته السنة أشار الى جميع ذلك شيخ مشايخنا اللقانى فى شرح جوهرة التوحيد ))
وغيرهم الكثير مما لا يتسع المقام لذكرهم مثل
الحافظ عبد الله بن أبي جمرة ،الحافظ القسطلاني، الحافظ السبكي
،. الحافظ البيهقي ، الإمام البارازي ،الإمام ابن الحاج المالكي ،الإمام أبو بكر بن العربي المالكي ،القاضي عياض والعلامة الخادمي والمازري وبدر الدين بن الصاحب ونور الدين الايجي وابن النجار الشيخ ابن علاّن الصديقي الشافعي و الإمام التاج السبكي و الإمام النجم الغزي و الإمام ابن دقيق العيد وا لعلامة المحدث ولي الله الدهلوي الخ
كتب في إثبات إمكانية رؤية النبي صلى الله عليه وسلم
يقظة
1-تنوير الحلك في إمكان رؤية النبي والملك
2- كتاب الموقظة فيرؤية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في اليقظة
فهل كذب كل اولئك العلماء في دعواهم ؟؟؟ وهل كذب سادتنا الاولياء الصوفية في قولهم برؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة ؟؟؟ ام صار الامام البخاري يكذب على النبي صلى الله عليه وسلم ؟؟؟
التعليقات (0)