بعد سقوط مبارك حاول البعض ان يثبت لنا ان احمد عز يهودي او على الاقل ان اصول احمد عز يهودية ، بل ذهب البعض الى ابعد من ذلك فتحدثو عن جذور سوزان مبارك اليهودية ، وما يؤسفني ليس حديث العامة ، لكن المحزن والمؤلم ان يحدث ذلك من بعض الذين ينسبون انفسهم الى الثقافة كبعض الصحفيين والمدونين وغيرهم . وبعد ان انتقلت الثورة الى ليبيا انتقل معها الحديث عن جذور معمر القذافي اليهودية ، او على الاقل امه ( غزالة) وعلى حد علمي ان معمر القذافي ينتمي الى عائلة (القحوص ) من قبايل القذاذقة التي تنتمي الى على ابن ابي طالب وفاطمة بنت محمد رضي الله عنهم وهي قبيلة معروفة ولا يمكن ان ترضى ان ينتمي اليها ابن سفاح او حتى رجل من اصل يهودي ، وعلى حد علمي ايضا ان والدة القذافي من جذور يهودية ولكنها لم تكن يهودية ولا ندري كيف اسلمت ولا متى اسلمت . والاقاويل عن جذور القذافي اليهودية ليست جديدة فانا اسمع هذه الاقاويل منذ سنين وان اختلفت الراويات عن الظروف التي تزوج فيها والد معمر القذافي بوالدته . وقد راينا احدى القنوات الاسرائيلية وهي تتحدث عن هذا الموضوع ولا ندري ها هو هدف تلك القناة من ربطها للقذافي بالجذور اليهودية . هل تريد من اليهود ان يدافعو عنه ؟ (وهذا مستبعد) ام تريد انتهاز الفرصة للتخلص من عدو معروف لها وللغرب سابقا فتوحي للشعب ان هذا الرجل يهودي فلا ترحموه ؟ (لعلمها بكراهية العرب اللا محدودة لليهود ولكل ما هو يهودي ) لكن ما يهمني هنا ليس اهداف هذه القناة ، بل وليس ان كان القذافي يهوديا ام لا ، ولا عن جذور ابيه ولا عن جذور والدته ، كل ذلك لا يعنيني ، ان ما يعنيني حقا وما جعلني اكتب هذه المقالة هو التنابز باليهودية . فهل هي مسبة ؟ وهل هي منقصة لصاحبها ؟ يعني لو فرضنا جدلا ان ام معمر القذافي يهودية هل ذلك منقصة في حقها وحق ابنها ؟ وهل ذلك هو الدافع الحقيقي لأن نثور عليه ونخلعه من الحكم ؟ فاصحاب هذا المنطق في ورطة حقيقة لأننا لو نظرنا نظرة سريعة ومختصرة الى التاريخ سنكتشف مدى فظاعة وشناعة المغالطة والورطة التي تورطو فيها .فسيدنا المسيح كان يهوديا وامه مريم العذراء يهودية وسيدنا يحيى كان يهوديا و سيدنا زكريا كان يهوديا وسيدنا داوود كان يهوديا وسيدنا سليمان كان يهوديا وسيدنا موسى (كليم الله) كان يهوديا وسيدنا هارون كان يهوديا . وبعض الصحابة من جذور يهودية وام المؤمنين ( صفية بنت حيي ) كانت من جذور يهودية . فماذا سنفعل مع هولاء وما ذكرت هؤلاء الا لأهميتهم وايضا للاختصار والاقتصار عليهم لأن كثير من الصالحين كانو يهودا وكما قال الله (( وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا)) .. ايضا لو نظرنا الى اصل المسمى فسنجد أن سبب تسميتهم بهذه التسمية كانت نسبة الى (يهوذا ) وهو ابن يعقوب ابن اسحاق ابن ابراهيم يعني شرف ابن شرف ابن شرف ، علما بان يهوذا احد الاسباط الذين ذكرهم الله تعالى في اكثر من اية وامرنا باتباعهم ، ناهيك عن الايات التي تتحدث عن تفضيل الله لبني اسرائيل كمثل اية (يا بني اسرائيل اذكرو نعمتي التي انعمت عليكم واني فضلتكم على العالمين) سورة البقرة . قد يقول قائل ان هذا التفضيل تاريخي . سارد عليه بالقول انه لا يوجد اي دليل على انه تاريخي كما ان النص في الاية ليس تاريخيا بل على العكس نص حر مطلق فلم يقل اني كنت قد فضلتكم على العالمين . فلا يستطيع احد ان يثبت ان التفضيل تاريخي ، وحتى ان سلمنا له جدلا انه تاريخي فهو كافي على تفضيل هذه الجذور ولو كان في تاريخ معين . والكلام في هذه الامور يطول جدا . لكن الخلاصة اني لا ادري كيف يكون الانتماء الى جذور الانبياء مسبة واهانة و(شتيمة) وكيف سنتعامل مع الانبياء الذين ينتمون الى نفس الجذور ؟ وما اكثرهم ، وبأي حجة ومبرر سنستثنيهم من هذه القاعدة ؟ ثم ماهو المبرر اصلا لهذه العنصرية التي لاتحط الا من قدر صاحبها ؟ ولماذا لا نقول ان معمر القذافي رجل ديكتاتور ولابد من خلعه بغض النظر عن اصله وجذوره ؟ نحن نريد التخلص من حكمه بسبب افعاله وليس بسبب جذوره ، وهذا ما يقوله كل العالم المتحضر ،
ابورفاد العليي الكناشي السليمي القيسي
الموضوع السابق : ايلاف تحذف رابط ايلاف مدونات
التعليقات (0)