مواضيع اليوم

هل محكوم على الدولار العظيم بالفشل؟

مدونة علوم

2014-10-11 03:37:20

0

حصلت في سنوات سابقة خلت خلال زيارتي لطشقند, عاصمة أوزبكستان ذات المظهر الحزين, على درس غير متوقع عن قوة الدولار الأمريكي. وبينما كنت متجها من المطار للمدينة فقد كان سائق التكسي الثرثار الذي أقلني بالكاد يضع يدا واحدة على عجلة القيادة بينما الأخرى تمسك بوجهي كومة من العملة المحلية (سوم - Som). كان يحثني بإصرار على مبادلة العملة بالدولار. بعد المراجعة في فندق أوزبكستان القاتم, عتال يرتدي زيا أنيقا أوصلني وزوجتي للغرفة, سيئة المظهر بجهاز تلفزيون مكسور, ثم إمتدت يده إلى جيوب سترته من أجل رزمة كبيرة من السوم(العملة المحلية). هو أيضا بإصرار كان يترجاني من أجل أوراق النقد الأمريكية الخضراء. في أوزبكستان, الدولار هو سيد الموقف. لذالك فقد كان في جميع أرجاء العالم من محلات بيع التذكارات في كوريا الشمالية إلى الأسواق الأثيوبية خلال العقود الستة الماضية. الموظفون الحكوميون يقيسون صحة الإقتصادات الوطنية بكمية الدولارات المكدسة في خزانة بنوكهم المركزية. الأسعار العالمية لكل شيئ من النفط الخام إلى حبوب الكاكاو يهيمن عليها الدولار الذي كان وسيطا في عمليات الصرف لأن السيولة المتوفرة جاهزة بالإضافة إلى أنها مدعومة بأكبر إقتصاد في العالم. كانت هناك أسباب ضعيفة للتجارة العالمية للعمل بأي طريقة أخرى. حتى الأن, مثلما العالم يترنح من أسوأ ساد منذ سنة ١٩٣٠, كساد ناجم عن الإشراف الإقتصادي الأمريكي الخاطئ, جوقة صاخبة من المنتقدين تدعو للإطاحة بالملك دولار. في أواخر شهر مارس, زهاو إكسشوان, محافظ البنك المركزي الصيني "أن الإقتصاد العالمي بحال أفضل مع إحتياطي عملة سيادية متفوقة تحل محل أخرى تم إصدارها من قبل أمة معينة" بكلمات أخرى كان يقصد الدولار الأمريكي. تكرار الأزمات الإقتصادية وزيادة شدتها, قال زهاو " ويقترح أن تكلفة مثل ذالك النظام (ويعني المعتمد على الدولار الأمريكي) على العالم قد تجاوز المنفعة منه. زهاو إقترح " تحويل حقوق السحب الخاصة (SDR), الوحدة الحسابية المستخدمة من قبل صندوق النقد الدولي, إلى العملة الدولية الرائدة. وكذالك فإن فريقا من الإقتصاديين التابعين للأمم المتحدة بقيادة جوزيف ستيجلتز الحائز على جائزة نوبل, إستنتج أن إصلاح النظام المالي مترافقا مع عملة دولية موحدة سوف يساعد على الإتيان بمزيد من القوة والعدالة للإقتصاد العالمي. ستيجلتز أخبر المراسلين " أن هناك وعيا متزايدا بوجود مشاكل في نظام الإحتياطي المعتمد على الدولار" حيث وصفه بأنه "متقلب نسبيا, منخفض القيمة وغير ثابت". الحجج ضد الوضع الراهن لها إستحقاقاتها. خلال السنتين الماضيتين , الإعتماد العالمي على الدولار كان من ضمن الصميم في أكثر المشاكل الإقتصادية العالمية تعقيدا. في أوائل العام ٢٠٠٨ إنخفاض قيمة الدولار كانت العامل وراء إرتفاع أسعار الطاقة, السلع والغذاء والتي شكلت عبئا غير مناسب على الفقراء أصحاب الدخل المحدود. النظام الذي يهمين عليه الدولار أيضا سمح للولايات المتحدة بتمويل ميزانيتها وعجزها التجاري بكلفة منخفضة حيث كرست عدم التوازن عالميا وساهمت في الأزمة الإقتصادية الحالية. النظام الذي تم إقتراحه من قبل بيجين(الصين), يجادل الإقتصادي في بنك دوتشيه الألماني جونما Jun Ma, سوف يجعل من الممكن "للصين والعديد من البلدان الأخرى بتجنب أن يصبحوا ضحية لمخاطر منظومة متولدة من مشاكل إقتصادية محلية وسياسات خاطئة من إصدار بلدان أصحاب العملات الإحتياطية الرئيسية. أيضا من المحتمل أن الدولار بعد عرض القوة مؤخرا, سوف ينخفض في القيمة أمام العملات الرئيسية الأخرى, حيث تتراجع جاذبيته كعملة إحتياطية. الثقة في سلامة الإقتصاد الأمريكي, وبالتالي الدولار الأمريكي, من الممكن أن تنهار بسبب إستمرار العجز في الحساب الجاري للولايات المتحدة, نظام بنكي غير مستقر, القضاء على الركود والسياسة المالية التوسعية. العجز في الميزانية الذي يقدر مكتب الميزانية في الكونجرس أن يصل إلى ١.٨ تريليون في السنة المالية الحالية و ١٣% من الناتج المحلي الإجمالي, أصبح مرتفعا بشكل ليس له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية. الدولار الأمريكي تم دعمه مؤخرا عبر محاولات تخفيض المديونية والتي تجري داخل نظام الولايات المتحدة المالي. بسبب الحاجة الشديدة للسيولة المالية, المؤسسات المالية الأمريكية قوم بإسالة(بيع بغرض التحويل لسيولة نقدية) الأصول الأجنبية وتحويل العائدات داخليا(إعادتها إلى مؤسساتها المالية داخل الولايات المتحدة) مما أدى إلى إرتفاع قيمة الدولار الأمريكي. وبينما تجري تلك العملية, عامل دعم رئيسي لقيمة الدولار من الممكن أزالتها. من الواضح أن أسواق العملات شديدة الإضطراب. في أواخر شهر مارس, سكرتير الخزانة الأمريكية تيموثي جيثنر تسبب بسقوط قيمة الدولار حين صرح "أنه منفتح تماما" على طلب الصين منح دور أكبر لحقوق السحب الخاصة(SDR). الدولار خسر ١.٣% أمام اليورو في فترة زمنية عشرة دقائق من تصريحات جيثنز الغير متوقعة. (الدولار الأمريكي تعافى في فترة زمنية قصيرة بعد تصريحات لجيثنز أنه يتوقع أن الدولار سوف يبقى العملة الرائدة عالميا). "فرصة السقوط المفاجئ جدا للدولار ممكنة جدا" كما صرح الإقتصادي في جامعة هارفارد جيفري فرانكيل. تحياتي لكم جميعا وشكرا لوقتكم إنتهى مجلة التايم http://content.time.com/time/business/article/0,8599,1889588,00.html تعليقي على الموضوع: المقال ترجمة حاولت أن تكون دقيقة قدر الإمكان وألتمس العذر في حال وجود أخطاء أو ملاحظات فأرجو تنبيهي إليها. المقال تاريخه قديم نسبيا منذ سنة ٢٠٠٩ ولكن برأي أنه صالح لكل زمان ومكان فجريدة التايم جريدة رصينة ومتميزة خصوصا في المجال الإقتصادي. والسؤال مازال قائما وهو هل سوف يفشل الدولار في المحافظة على مركزه كعملة إحتياطية عالمية تدور حوله عمليات المبادلة والتجارة الدولية؟ هل تاريخيا نجحت أي عملة ورقية في المحافظة على قوتها ضد الإنهيارات المالية و الأزمات الإقتصادية حين تبتعد عن غطائها الذهبي ويتم تعويمها؟ أعجبت بالمقال لأن الإجابة على السؤال " هل محكوم على الدولار العظيم بالفشل " يتم الإجابة عليه في أيامنا هذه, إسقاط الماضي على الحاضر.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !