هل تحب زوجتك كما هي أو كما تراها أنت؟ لا تتعجب من السؤال فله ما يبرره. نحن نحب الأشياء كما نحب أن نراها وليس كما هي في الواقع. نحن نرسم صورة للمحبوب ونصنع لها رتوشا تظهرها في إطار أنقى مما يراه الناس وإلا لما كان للأذواق اختلافات وتباينات. ودائما يكون البعيد في عين المشاهد أجمل من القريب لأنك تضيف إلي صورته جمالا وتمسح عنه ما قد يشوهه من ظلال. وخذ مثالا علي ذلك ما تراه في إطار المشهد المصور فأنت ترى ما يعرضه لك المصور دون أن ترى المصور ولا الأضواء ولا خلفية الصورة من المحيطين بموقع التصوير فهم يرون المشهد علي حقيقته لا كما تراه أنت. بل يراه من في موقع التصوير كل من زاوية تختلف حسب موقع المشاهد ونخلص من ذلك أنك ترى جانبا من كل ما تشاهد يخص موقعك الجغرافي منه. ونذكر قصة ثلاثة من العميان طلب منهم وصف الفيل فقال من يجلس عند الذيل هذا مخلوق يشبه الثعبان والذي عند جسم الفيل قال أنه يشبه الحائط وقال الذي لمس الأذن إنه مخلوق كأوراق الشجر العريضة لقد رأوه كل من زاويته ولم يروا الحقيقة كما لم نرها نحن أبدا
التعليقات (0)