المصطلح المسمى الربيع اراده مروجوه, سخرية,مصطلحا سياسيا. ورغم ابهامه وبعده عن المصطلحات السياسية فقد اصبح الاكثر شيوعا وانتشارا وكأنه واقع يبحث فقط عن ارضية. ودخل مناطق عربية مشهورة بأنها عاطفية وبعيدة عن كل واقعية. متى عرفت المناطق العربية ربيعا او مايشبهه بالمفهوم الذي تم اضفاؤه على الربيع. صحيح ان الشعراء العرب والادباء والمغنين تغزلوا بالربيع وغنوه ولكن باعتباره فصلا من فصول السنة يأتي احيانا كاملا واخرى منقوصا حسب الاحوال الجوية وتقلب الطبيعة ولكن لم يُلمّح اليه احد منهم على ان له علاقة بالسياسة والاوضاع الاجتماعية والاقتصادية .
ومع ذلك نسمع اليوم كلمة الربيع العربي يرددها سياسيون ومتسيسون. وراقت التسمية للجميع وطرب بها الجميع دون معرفة العلاقة بين السياسة والربيع. حين سمع الطغاة العرب بحديث يسمى الربيع. وانه قد يدخل دولهم عملوا فورا ان يدخلوه, ان كان بإمكانه الدخلول, مناطق محروقة لا يمكن للربيع ان يعيش فيها. قام القذافي على سبين المثال لا الحص بتدمير ليبيا بيتا بيتا وزنقا زنقا وبستانا بستانا حتى لا يحل فيها شيء اسمه ربيع وحتى تبقى المنطقة غير صالحة لاستقباله. وحين سمع الاسد باحاديث عن ربيع لم يكن اقل عنفا وشراسة من القذافي فاقسم مع شبيحته ان يدمر سوريا حتى لا يجد الربيع فيها مكانا صالحا للربيع وهوائه وان كان لا بد من دخوله فيلدخل على جثته وجثث شبيحته . مناطق عربية اخرى لايعنيها الربيع واسمه في شيء مطمئنة ان الربيع لا يعيش او ينتعش مع او قرب ابار وبراميل النفط.اذن لتبقى الاحوال على حالها فليس في الربيع وحده يعش الانسان
الربيع ان كان لا بد من التغني به في فلسطين ودولتها القادمة فله خصائصه المميزة. فحسبما هو عليه الحال اليوم فالربيع الغزاوي غير مرحب به ان كان فيه قادمون من الضفة الغربية وخاصة ابو مازن. كما لا يمكن قبوله ربيعا في الضفة الغربية وفيه شلح او هنية. ومع ذلك لا أحد يلعن الربيع.
حين انتصرت بعض الثورات العربية على رؤوس انظمتها, مصر على سبيل المثال, اعتقد غالبية المصريين ان بناء الدولة الجديدة جاء بالربيع المصري لمصر بأكملها. ولكن الخلاف على الدولة الجديدة قبل البدء ببنائها, بدأ يطيح بأحلام الربيع. حيث اصبح من الصعب جدا ان يترابع (الربيعيون) ويتعايشوا كربعين متشابهين في مجلس الشعب وفي القضاء وفي الاحزاب السياسية. الثياب أيضا لم تصبح بعد ربيعية ولم يوحدها شيء ويجمع بين الوانها في الساحات المليونية مما يوحي بان الربيع فيها حاليا على الآقل ليس للجميع وان روائحه ليست للجميع وكانّ لكل فئة ربيعها وروائحها. تشائم البعض ممن غنوا منذ اليوم الاول للثورة مرددين اغنية فريد الاطرش _ده الربيع عاد من ثاني والفجرهلت انواره) ولكن البعض غيرهم يعلمون ان الربيع السياسي لم يكن يوما في مصر ليغيب عنها دهرا ثم يعود اليها من ثاني وكانّ عودته كانت مرتقبة ومنتظرة بشوق.
وكما ان ليس السنونو هو ما يعيد الصيف. فان قيام دولة كيفما اتفق لا يأتي بربيع. ومع ذلك لنتفاءل بالخير فقد نجده .
التعليقات (0)