هل للأنسان قيمة؟؟

كم هو رخيص الأنسان عندنا..

فهو يضطهد ويهان كل يوم من قبل السلطة..

ويستهزء به وتضحك عليه احزاب المعارضة..

وهو يعتقل لأتفه الاسباب من قبل الأمن..

و يذبح ويتهم بالعمالة ويكفر من قبل اعداء السلطة..

وهو ايضا جاهل غير مدرك يحتاج الى من يقوده بالنسبة الى رجال الدين..

ويعتبر من الجهلة الرعاع بالنسبة لأشباهالمثقفين الذين لايكلفون انفسهم تعليم وتنوير هذا المواطن المغلوب على امره..

ما اسوء حال الأنسان عندنا..

لانه يبحث عن لقمة عيشه..يقتل،ويجب على اهله ان يشكروا من قتل فهو ان كان ظالا فقد اراحوهم منه..

وان كان تقيا مؤمنا فمثواه الجنة اذ هو استشهد ولم يقتل والشهداء احياء يرزقون..

وهو قد يقتل وهو جالس في بيته لأن احد المجاهدين الأشاوس قرر ان يناطح الجدار ولم يختر مكانا للمناطحة سوى قرب بيت هذا المسكين حيث سيرد الحائط على هذا المناطح ويصرعه ويصيب الجالس في الدار جراء ذلك ما يصيبه..

مواطننا يا سادتي مجبر على ان يذهب لحتفه على قدميه طاعة لله ولرسوله!!!

قد لا تصدقونني..لكن بربكم ماذا تسمون الحج في هذه السنة ووباء ينتشر كالطاعون بين الناس؟؟

سيقال ان معظم من اصيبوا به تماثلوا للشفاء..لكن هل من يصاب به كمثل الحاج المتعب المرهق من المراسم؟؟

هل سار من شفي من المرض في زحامات شديدة؟؟ام انه خلد للراحة في المستشفيات؟؟

وأيضا ماذا عن الحجاج عندما يعودون لبلدانهم ويستقبلهم اهلهم واحباؤهم(بالأحضان والتقبيل بالطبع)؟؟

اليس زوال السماوات والارض اهون على الله من سفك دم انسان بحسب الحديث النبوي؟؟

اذا لماذا نضحي بالانسان من اجل شعيرة واحدة فرضت على المستطيع(اي انها لم تفرض على الكل)

المسألة لن تؤثر على الحجاج وحدهم فهذه الملايين القادمة ستنقل معها الوباء الى بلدانها(وبلدان المسلمين ولله الحمد متطورة بالعناية الصحية بالمرضى)التي لا تتوفر فيها ما يمكنها من معالجة المرض الذي ينتشر في اكثر البلدان رقيا في مجال الرعاية الصحية..

بأختصار الوباء ان انتشر بين الحجاج(لا سمح الله) سينتشر بشدة في البلدان الأسلامية مما سيضر العديدين من الناس الذين لاناقة لهم في الأمر ولا جمل..

لماذا اذا يصر العلماء على اقامة شعائر الحج وقبلها العمرة التي ستزدهر اثناء شهر رمضان؟؟

هل هي المنفعة المادية؟؟

ام هو خلاص من نوع اخر للشعوب..اذ سيقلل الوباء البطالة المنتشرة في بلاد المسلمين وسيقلل من انفاق الدولة على مواطنيها بشكل كبير..

ام هو الخوف وانعدام الجرأة من الذين تصدوا لهذه المواقع الحساسة..

نقطة اخرى..

الطقوس الدينية في العراق مسألة شبيهة بمسألة الحج ايضا..فالعشرات من المواطنين يذهبون ضحايا للعنف الذي يستهدفهم في هذه المناسبات في كل عام من دون ان تتحرك القيادات الدينية في البلد لمعالجة هذا الأمر..فكما قلنا الأنسان اقدس المخلوقات ولنحمي الانسان لابأس في التخلي عن بعض الطقوس(نؤجلها ولا نتركها) فأننا بذلك نكون قد حقنا دماء الناس وفوتنا فرصة على المتصيدين بالماء العكر..فمع كل شخص يذهب ضحية لهذه الأعمال الجبانة هناك فرصة لاندلاع فتنة او على الأقل شرارة لها..بالطبع وعي شعبنا تجاه هذه اللعبة  افشلها وأرسل محاولة اثارة الأخ ضد أخيه

 الى الجحيم لكن لماذا المجازفة ولماذا نرمل النساء ونيتم الأطفال ونثكل الأمهات من أجل طقوس بالأمكان ان تؤدى بأي وقت آخر؟؟ولماذا نعطي الفرصة لمثيري الفتن كي يمارسوا اجنداتهم على حساب الشعب وامنه ووحدته؟؟

هل هي مسألة اثبات وجود لرجال الدين؟؟ام هو استعراض انصار ليس الا والأنسان فيه ليس مسألة هامة حيث اسطوانة الجنة تعزف بأستمرار وانهم احياء يرزقون..وكأن هذا الكلام سيطعم اطفالهم الجياع ويتكفل بمصاريف بيوتهم..

بعد كل ماذكرت هل هناك شك بأن النسان في بلداننا ليس سوى وسيلة تستخدم لتحقيق المطامح الشخصية بلا من ان يكون الغاية؟؟

هل الغاية من الدين اذلال الأنسان ام حفظ كرامته؟؟

لماذا يستغل الانسان بأسم الدين ويقتل بأسمه ويضطهد بأسمه ايضا وتصادر حريته؟؟

لماذا لا يلتفت الى الأنسان بأسم الدين فيمنع من ان يذهب الى حتفه برجليه؟؟

هل نسمي هذا شدة ايمان؟؟

وماذا ستنفعنا تلك الشدة عندما تنفجر مفخخة أو ينتشر وباء الأنفلونزا بين شعوبنا فيخرج عن السيطرة؟؟

لمرة واحدة رجال الدين..اشفقوا على المعدمين والغوا شعائر الدين مؤقتا حتى ينجلي الخطر..