مواضيع اليوم

هل للأمسِ أنْ يعودَ غداً؟

صفاء أبو صالح

2009-01-12 20:21:47

0

هل للأمس ِ أنْ يعودَ غداً؟
 
 وطني شجرة ليمون... خضراء في كل ِ الفصول ِ.
حلمٌ ورديٌ ،زهرةٌ نديةٌ،
ربيعُ تزينه الفراشات وطيور المحبة
وحنيني ممزوج برائحةِ الأحبةِ
والورود والياسمين.
ويا له من حنين...

هاجرته! و كان قسرياً الفراق
إلى اللامكان
هنا في بلادِ الممنوعات:
ممنوع من الكلامِ...، ممنوع من السفرِ... ،
ممنوع من ألإشتياقِ.

بلا دفء ... باردة هذه الوجوه...،هذه الطرقات...، هذه المقاهي.

مبعثرة أنا إلى أشياءٍ وأشلاءٍ.
وكل شيء مني مسلوب.
سلبوا أبسط حقوقي... كإنسانٍ.
أخذوا أصوات الأحبة وبقي الصدى.
قتلوا الأمل والربيع وبقيت المقبرة.

سبوا أحلامي وجواز سفري وتركوني في ذاكرةِ النسيانِ

فكيف أعود لأراك دون أن يسملوا عينيّ ؟
كيف أصلُ دون أن يبتروا قدميّ؟
كيف أعانقك دون أن يقيدوا يديّ؟
كيف أنطقُ بإسمك دون أن يكتموا صوتي؟

وطني يا برج الحمام...
ليس لي أطفال فأنت طفلي.
ليس لي حبيب فأنت حبيبي.
ليس لي ماضٍ وحاضر ومستقبل دونك فأنت تاريخي.

فهل بمقدرةِ الأمسِ أن يعودَ غداً؟
لتمد لي يديكَ وتأخذني لأرقصُ حافية تحت مطركَ .
ويا له من مطر...

وطني يا وطن السلام...
هل تعودُ الذاكرة إلى الوراءِ؟
لأزقزق كالعصافير على أغصانك الخضراءِ .
وأتمايلُ في حقولك كالسنابلِ .
وأركبُ أراجيحك كالأطفالِ .

أحسدُ الطيورُ ... وكم تمنيت أن أكون طيراً يحلقُ بأرجائكَ.
أحسدُ الرياحَ ... وكم تمنيت أن أكون ريحاً يلمس حسن وجهك.

أترقبُ العودة ... ودموع الأمل تغمر حزني المشرد في الطرقاتِ.
متعبةٌ هذه الغربةُ ... موجع هذا المنفى.
فهل تشرع أبوابك ... وتحضني... وتأخذني... من ألمي الدفين؟

فلا تتركني وحيدة هنا، في مهبِ البردِ، في سكونِ الصمتِ .
دفئني ... ففي داخلي صقيع أبدي.
احميني... من هزائمي...
من هذا النوى...
فقد آن لنا أن نجتمع من جديد؟!!"


20/8/2007


التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !