مواضيع اليوم

هل لتأليف العلوم المختلفة قيمة مادية

A.Fattah Edris

2012-01-18 21:37:00

0

هل لتأليف العلوم قيمة مادية:

يقول الدكتور عبدالفتاح إدريس رئيس قسم الفقه المقارن بجامعة الأزهر عضو مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا, والخبير بمجمع الفقه الإسلامي بمكة المكرمة: إن تأليف العلوم في زماننا لم يعد كسابق العهد في التأليف، وذلك لأننا نعيش عصر التخصص الدقيق والمنهج العلمي البالغ في الدقة والإتقان، والذي اتفقت على منهجيته الجامعات في العالم، وذلك من ناحية استقاء المادة العلمية، وإسناد القول إلى قائله.

فضلاً عن المنهج العلمي البالغ التعقيد الذي يتبع في المقارنات بين مذاهب السلف والمندثرة منها والمشهورة وغيرها والذي يستغرق من باحثه الشهور والسنوات لإخراجه على الوجه الذي يرضى الحق سبحانه وتعالى ولا يترتب عليه تضليل أو فتنة أو تشويه للشرع الإسلامي فإذا أخذ في الاعتبار أن من يقوم بهذا الجهد المضني بشر له متطلباته الحياتية من أكل وشرب ودواء وكساء وسكنى ونفقات وشراء البحوث والكتب وطباعة هذه الكتب التي تضمنت العلم الشرعي وغيره حتى لا يكون كاتمًا لهذا العلم فإنه لابد وأن يحصل في مقابل نشره على عائد يغطي احتباسه لما احتبس له ويغطي تكلفة طباعة ونشره.

وأضاف إدريس قائلاً: إن كثيرًا من العلماء المجيدين لا تدعمهم دولهم ماديًا ولا معنويًا ولا تدعم بحوثهم ولا مؤلفاتهم في الوقت الذي تدعم فيه هذه الدول أنشطة المواخير وحانات الخمور وغيرها من وجوه المنكر في المجتمع، وهم لا يستطيعون نشر هذه المؤلفات التي تفيد الناس في العاجلة والآجلة إلا إذا اقتطعوا من قوتهم الضروري لتحقيق هذا النشر.

وقال إدريس: وإذا كانت هناك قاعدة قال بها بعض الفقهاء (إن من احتبس لمنفعة أحد فإن نفقته تجب على من احتبس له) وإذا كان العلماء الذين أفنوا أعمارهم في تأليف هذا العلم قد احتبسوا طيلة حياتهم لتأليفه وإخراجه للناس فلا أقل من أن يحصلوا على عائد لتغطية نفقات احتباسهم وطباعة هذا العلم ونشره على الكافة. وأشار إلى أن حكام السلف كانوا يزنون كتب العلماء بالذهب ويعطون من قام بتأليفها وزنها دنانير إلا أن حكام زماننا لا تزن هذه المؤلفات عندهم مثقال ذرة لأنها في نظرهم لا قيمة لها مؤكدًا أن هذا يفسر الانحطاط الثقافي والعلماء والتخلف وعدم الرقي بالبحث العلمي وتدنيه إلى أدنى مستوياته وشيوع العلوم لا وزن له وليس له قيمة ولا تساوي مؤلفات في نظر من بيدهم الأمر ثمن المدار الذي كتبت به ولهذا فلا ينبغي أن يقال بأن عالم اليوم ينبغي أن ينشر العلم بدون مقابل, وذلك لأنه لا يملك من ماديات الحياة ما يحقق به هذا النشر.
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !