مواضيع اليوم

هل كرَهْنا........دَقّة واحدة

ماءالعينين بوية

2011-06-05 00:46:58

0

 

هرمت ياسمين و لم تعد تعي أن كرهنا بالكسر لا بالنصب، لكن حين كانت تلقي كلمتها بالدارجة سرقت لازمة الجزيرة المشهورة " لقد هرمنا هرمنا ......" مخيال بادو لترتدي " كْرهنا بالدارجة" رداء " هرمنا فقط مع نصب الراء".
تمضي السيدة في استرسال كلمتها بخصوص ملف الأطباء المضربين، فتختتم جملتها و بلحن فصيح و ممدد " دقةً واحدً" فما معنى دقة واحدة باللغة العربية ؟
بالدارجة المغربية تعني دق َ وحْدَ مرة واحدة، أي أنها ستنهي الملف مرة واحدة، السيدة وزيرة الصحة الحاصلة على إجازة القانون الخاص وازنت بين الدارجة و العربية لتنتج دارجة مشكلة ملحنة ممطة على أثير قناة المتوسط، و ليس الأمر بمريب.
كثيرا ما نادى البعض من تأخذ الدارجة حيزا أكبر كوسيلة للتواصل بدل اللغة العربية الفصحى، فحسب هؤلاء المواطن العامي يستسيغ الدارجة على العربية الفصحى المتجاوزة ، مثقفون و سياسيون و صلوا إلى حد الدعوة لإعتبار الدارجة لغة وطنية يتم دسترتها بدل العربية الفصحى، وسائل إعلامية مثل القناة الثانية و إذاعات محلية تنحو في هذا الإتجاه من حيث التركيز على الدارجة العامية كوسيلة للتوصل و التبليغ بدل اللغة الفصحى. فبأي لسان كانت تتحدث بادو؟
لو كانت الوزيرة تحدثت بالدارجة دون إقحام اللحن الفصيح، لما عوتبت على هذه الزلة، ولقيل أنها من أرباب فكرة تبني الدارجة، غير أن بدعتها " دقة واحدة" تفيد أنها لا في العير و لا في النفير، و أنها تحدثت بكل ثقة لتمنح العرب معنى و استعمال جديد لكلمة "دقة". هي في هذه الحالة تقدم مثالا للمسئول المغربي و عثراته في التواصل باللغة العربية، فكثير من وزراءنا و مسئولينا يجدون مشاكل في الحديث و باللغة العربية الفصحى خاصة مع القنوات المشرقية، بل تجد فيهم من يستنجد بالدارجة المشرقية لملء فجوات حديثه.
من يسوس البلاد و يتقلد المهام الصعاب، إما أبناء نخبة تحدثت و درست باللغة الفرنسية و بالتالي هم بعيدون عن اللغة العربية الفصحى و لا يعرفون منها إلا ما سمعوه في الشارع و المحيط، أي العامية الدارجة، هؤلاء كثر، منهم أيضا من درس العربية و درس بالعربية، في هذه الحالة يبقى العيب عندهم  في التواصل و عملية النطق، فندرة الحديث بشكل ارتجالي و عفوي و عدم الاحتكاك بوسائل الإعلام غيب حس العفوية و الاسترسال في الحديث بلغة عربية نقية و سليمة. و ليس كل المسئولين على هذا النحو، بل هناك ممن يتميز منطقه بلغة عربية سلمية داعية للإنصات. غير أنهم قلة للأسف.
هو ازدراء بلغة تعتبر اللغة الرسمية لدولة عربية إسلامية، و عدم اهتمام المسئولين بأدبيات الحوار و الحديث مع مجتمع يتبنى اللغة العربية، هو دليل على مآل هذه اللغة، هو دليل على مستوى التعليم في بلدنا، لن يلام التلميذ الصغير إن حول الدارجة بمفرداتها إلى حقل اللغة الفصحى، لن يلام إن أفدح في تكرار الأخطاء. عموما يبدو أن أصحاب فكرة تعميم الدارجة كلغة " وطنية" قد ينجحوا في هذه الظروف في كسب المزيد من المؤيدين، فقط لأن اللغة العربية قد يكون مآلها الإندثار في مجتمعنا المغربي إن لم تقم قائمة لمن فيه غيرة على لغة القرآن لإعادة إحياءها رد إعتبارها.

الفيديو

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات