مواضيع اليوم

هل كان ماركس مصيبا او مخطئا عندما قال ان الدين افيون الشعوب

عبد العراقي

2009-11-21 18:06:07

0

هل كان ماركس مصيبا ام مخطئا .
((الدين افيون الشعوب ))هي كلمة او جملة قالها الفيلسوف الالماني اليهودي " كارل ماركس " المنظر الاهم للاشتراكية واحد اقطاب الشيوعية العالمية ,مايهمنا هنا وماسنحاول الوصول هل كان كارل ماركس محقا فيما قال ام كان مخطئا خطئا يخرجه من موضع العبقرية الاقتصادية التي وضع فيها الى موقع اخر .

أصل كلمة الدين من دان، وهو اسم عبري معناه قاضٍ، وهو علم كان اسمَ خامس أبناء يعقوب، ولدته له "بلهة" كما ورد في الإنجيل دان يدين، دين ودينونة: تطلق على حكم الله على الناس بحسب أعمالهم.مالم يحسبه ماركس او يعيه ان الدين هو اهم مظهر انساني امتازت به كل الشعوب على مر التاريخ ولم يذكر لنا التاريخ المكتوب او حتى المتوارث كقصص واساطير شعبية عن أي شعب ملحد لايعرف الدين عاش في أي فترة من فترات تاريخ البشر على هذه الارض وهنا نقصد الدين كرابط بين البشر يجمعهم نحو رمز معين يجتمعون حوله حتى لو كان هذا الدين وضعيا وثنيا او سماويا لكن في النهاية هو دين يجمع مجموعة من البشر تحت عادات ثابتة معروفة وتقاليد متبعة في طقوس تجمع الكل تحت قانون واحد يدينون به ,حتى الاقوام البدائية التي لاتعرف أي اساس وعنصر من عناصر الحضارة وجد عندها الرابط الديني أي ان الرابط الديني هو اهم رابط يجمع البشر على الاطلاق . فمثلا اعظم الحضارات في تاريخ البشرية قامت على اسس دينية فحضارة مصر التي انتجت الاهرامات احدى عجائب الدنيا السبعة وعلم التحنيط الذي لم تفك رموزه لحد اليوم اسست وبنيت وصممت على اساس ديني وزقورات بابل في العراق وزقورات حضارة المايا في امريكا الجنوبية كلها قامت وبنيت على اساس ديني ولضرورات دينية أي ان الدين هو من حرك الشعوب في هذه الاقوام لبناء هذه الصروح الحضارية الشامخة لحد اليوم فكيف يكون العنصر والدافع الذي يحرك البشر لكل هذا الابداع هو بمنظور ماركس عبارة عن افيون مخدر لشعوب فلو كان الدين مخدرا للشعوب لما راينا هذه الشواخص القائمة تخلد حضارة ونبوغ الجنس البشري الذي يبدو ان ماركس اغفله في زحمة الحاده وبغضه للدين وعناده لمنطق الاشياء ..


عندما انزل الله الاديان على الارض اخرج بها البشر من خانة الوحشية الروحية الى خانة الفضيلة والسمو الروحي التي نسقت حياتهم بشكل بشكل قربهم اكثر الى قيمتهم الانسانية , فاذا اخذنا الدين الاسلامي نموذجا للدين المحفز للانسان لبناء حياته الروحية والمادية بشكل يليق بانسانيته وبالمكانة التي ارادها الله خالقه له على هذه الارض فاول ما يشد انتباهنا هو مدى البون الشاسع الذي يفصل بين حياة العربي قبل الاسلام وحياته بعد الاسلام , فلو اخذنا الجانب المادي من بناءه الحضاري لوجدنا تخلفا الى ابعد الحدود فالمدن تكاد تكون معدومة او انها متفرقة الى الحد الذي لاتمثل الا نقاط صغيرة في صحراء شاسعة خالية من أي كيان حضاري يمكن ان يشار اليه على مجمل جزيرة العرب , وكانت مكة هي الرمز الحضاري الوحيد الذي يمكن ان يشار اليه في صحراء جزيرة العرب الشاسعة وهنا ايضا من اعطى لمكة هذه المكان هو وجود رمز ديني مهم وهو الكعبة , اما بعد ان انزل الله اليهم الاسلام حفزهم الى بناء الكيان المادي للدولة وبناء الكيان القانوني للدولة المتمثل في دستور المدينة اول دستور مكتوب لكيان سياسي حضاري في جزيرة العرب فكان هذا الفعل الذي خلقه وجود الدين في حياة العربي البذرة التي صنعت دولة حدودها من الصين شرقا الى اسبانيا والاطلسي غربا فلو لم يوجد الدين في حياة العربي لبقي حبيسا حياته البائسة في خيمة سوداء تتقاذ فها الرياح في صحراء جرداء ليس فيها أي رمز او روح لكيان حضاري , فاين ماركس من ومقولته من هذه الثورة الحضارية المادية التي صنعها الدين ..


اما الجانب الروحي فكان ماساة انسانية بكل معنى الكلمة يعيشها العربي نتيجة لبيئته القاسية التي فرضت عليه وعلمته ان العيش لايمكن ان يكون الا بحد السيف , فكانت الغزوات لا تتوقف بين القبائل المتناحرة على كم راس من الغنم او من الابل او على مراعي جدباء لاتسد رمق انعامهم , وكانت القوافل التجارية على قلتها لاتسلم من لصوص الليل والنهار , لكن عندما اتى الاسلام دين المحبة والحقوق والقانون تعلم العربي ان له حقا وان عليه واجبا امام الله وامام الناس فبنى حياته على حب الخير والعمل به الى ان ساد العالم باخلاقه فكانت الشعوب تدخل في الاسلام طائعة بعد ان ياسرها موقف او فعل من افعال قائد من قواد جيش المسلمين او حتى جندي من جنودهم , فهل الاسلام افيون خدر الشعوب العربية ام انه منبه حفز العرب ليكونوا في طليعة العالم المتحضر في ذلك الزمن اين ماركس من هذا التاريخ الذي يشع نورا على كامل الانسانية ...


في النهاية ان ماركس اخطء بمقولته هذه كما اخطاء في امور كثيرة فقد عاش حياتا بائسة حتى ان زوجته كانت تقول له متهكمة ((( لوجمعت شيئا من راس المال الذي تكتب عنه لكان حالنا افضل )))................. المفارقة ان مقبرة كارل ماركس في لندن بقيت مقفرة لعقود حتى عندما كانت الشيوعية في ا وجها واعز ايامها اما اليوم و بعد ان امتلك ايتام ماركس في العراق الاموال التي سرقوها من قوت العراقيين ليتحولوا الى راسماليين فان هذه المقبرة تشهد ازدهارا بعد ان اشترى هؤلاء الاراضي المجاورة لقبر ماركس ليدفنوا قربه ليتباركوا به وبالحاده .................
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !