ياترى هل تناثرت أدوات المشروع الأمريكي الصهيوني في لبنان ,لماذا تم إغتيال الحريري , ولماذا حرضت الأمم المتحدة على إصدار القرار 1959, ولماذا قانون محاسبة سوريا , ولماذا فرض بعض العقوبات التي تعتبر تأديبية بحق سوريا أو إيران , ولماذا دعم ماسمي لاحقا حكومة الظل الأمريكية في لبنان ( حكومة السنيورة ) , ولماذا تكبيل لبنان بهذا الرقم الهائل من الديون والذي لايتناسب أصلا مع حجمه الإقتصادي , ولماذا خلق واقع معاشي مزري يدفع الشباب الى الهجرة , ولماذا الإغتيالات اللاحقة , وأخيرا لماذا وضع سلاح المقاومة تحت المجهر . وتعطيل تشكيل الحكومة ؟!كل هذا
وغيره الكثير ولكن آثرنا أن نكتفي بهذا القدر ,هو المدخل الذي سيقودنا الى تفكيك المنظومة ذات العديد من الأبعاد, والتي إستحكمت الواقع اللبناني .....
من الواضح أن المخطط الأمريكي ومن أولوياته, يقضي كما هو معروف الى تأمين و في المقام الأول الأمن والسلام الى الكيان الصهيوني, وهذا الأمر أصبح من المسلمات البديهية للإدارات الأمريكية المتعاقبة على البيت الأسود ذاك ,على إعتبار أن هذا الكيان هو العين التي تراقب كل تحركات من هم في المنطقة , بإعتقادنا هو الـ ( أس ) الرئيسي في مجمل هذه المنظومة , ويأتي في المقام الثاني ( البترول ) على إعتباره هو المصدر الوحيد للطاقة في الوقت الحاضر , ولحين إستبداله بآخر .
كيف يمكن لهذا المخطط ان ينفذ ؟ إذن لابد من منظومة أدواتية سهلة ذو توجهات شوفينية ودينية, وتمتلك من المغرر بهم العدد الذي معه يمكن القيام ببعض التحركات, التي هم يعتقدون من خلالها أن ينفذوا الى الداخل, ويتمكنوا من الحركة بكل حرية تتناسب مع زمان ومكان مفردات مشروعهم الشيطاني الخبيث , وفعلا إختارت من تلطخ تأريخهم بالعار والشنار, في التعامل مع شركائهم في الوطن ,ولأن هؤلاء أبدوا إستعدادهم لأن يكونوا المطايا التي تحمل أثقال ذلك المخطط البليد, مثل بلادتهم وسذاجتهم ومن ثم خيانتهم لوطنهم والتنكر ( لشرفهم ) لأنهم أصلا وكما أسلفنا هم الوعاء الذي تقيئ به الأمريكي والصهيوني وإلا لما كانوا .
كانت البذرة الأولى في زراعة هذا المخطط, هو تكليف هذه المجموعات مجتمعة لإغتيال الحريري, وكانت النتيجة أن هذه العملية أدت الى إصدار القرار أعلاه, وخروج القوات السورية من لبنان, والتي كان سبب وجودها اصلا هو لموازنة قوة الردع على الساحة اللبنانية , ثم الذهاب الى تدويل عملية الإغتيال وظهور تنظيم ( سياسي ) جديد وهو حزب المستقبل, ولا ندري في الحقيقة عن أي مستقبل, ولأي مستقبل شكل هذا التنظيم المشبوه , ثم بدأت عمليات التزود بالأسلحة المتوسطة والثقيلة, وتخزينها والتدريب عليها من قبل تلك العناصر الذليلة , ومن ثم توالت عمليات الإغتيال لرموز سياسية وغيرها , وطبعا هذا مع وجود الضخ الإعلامي الضخم, من أجل الترويج الى الكثير من الخطوات اللاحقة, مع رمي التهم جزافا على قوى وطنية من تخوين وعمالة وتجسس ووو..الخ . ولا ننسى أن المال السياسي والدعم اللوجستي, ومن كل القوى المناهضة للمشروع المقاوم, كانت السبب في تجمع هذه الشراذم أيام الإنتخابات, مما أهلها أن تكون هي الأكثرية, وبالتالي لتستأثر بالحكم والقرار , كل هذه الخطوات كانت تهيئة لخطوة ومغامرة خطرة جد لم يحسبوا لها .
هؤلاء إرتضوا بهذه المأمورية, وكل درس وتدرب على مهمته في الداخل وفي الخارج وقد إعتقدوا
انهم اكملوا كامل الدورات التدريبية اللازمة, لهكذا نوع من المهمات الصعبة والمزدوجة , وحانت ساعة الصفر وكانت حرب تموز, ومعها بدأت اولى حلقات المخطط فكان ماكان, تهيئة للجو العام في الداخل, وخلق أزمة تجعل الجبهة الداخلية متضعضعة غير متماسكة, ومن ثم ومع إنعكاسات الحرب على جميع الأوضاع تؤجج الحرب الأهلية , وحينها يكون سلاح المقاومة الى الداخل در, وبهذا ينجحوا في خرق المنظومة الأخلاقية لدى المقاومة, ويبينوا للرأي العام سبب وجود السلاح, ومدى مشروعيته وهل فعلا هو للدفاع عن الوطن وأمنه وسيادته وتحرير ماتبقى من أرضة المغتصبة من قبل العدو الصهيوني , أم أنه للقمع الداخلي ؟ لكنهم فشلوا وإنكفأت مكيدتهم على أعقابها .
طبعا هناك امور كانت تتزامن مع كل هذه التطورات , 33 , يوم عواصف هبت عليهم وعلى أسيادهم , زوابع رعد أقضت مضاجعهم ,أشباح ليل
كوابيس جثمت على صدورهم , سفر وطلب هجرة وهروب وترك منازل والتحول الى فئران تعيش في الجحور, رعب من الظلمة رعشة من صفير الهواء قلق في النهار موت في الليل صراخ عواء نحيب , كل هذا ذاقه الصهيانة وكلابهم المسعورة في الداخل , إنهزم جيش الأسطورة , فروا مذعورين , تركوا أشلائهم للأشراف يحتفضوا بها صونا ورعاية لأخلاق الحرب , ميادين الوغى هي المعيار الحقيقي لأخلاق المحارب الذي يدافع عن دينه ووطنه وأهله ,فتعفر ثرى الجنوب الطاهر بياقوت الملائكة ,وفي الضفة الأخرى التي باعت الدين والوطن والأهل , حيث كانت الحقائب مليئة بما خف وزنه وغلا ثمنه , أي أنهم لامكان لهم بعد تلك العاصفة , لكنهم لم يتذكروا أن تلك الأيادي التي إمتدت لهم في السابق, لتحيتهم حينما كانوا يتصنعوا الشرف والوطنية , لايمكنها إلا ان تعيد ذات النفس الأبوي الحنون, وتهدي لهم النصر المؤزر الذي حققته بأيدي أشرف الناس وانبل الناس وأخير الناس وأطيب الناس وأعز الناس على الله , لكن ماذا أنت فاعل أيها الشريف مع من الخيانة في دمه والشرف لديه في خبر كان .
بعد العفو عند المقدرة من طرف الشرفاء أبناء الوطن الغيارى عن من جاهروا بالخيانة والإصطفاف, بل الإشراك مع العدو في الحرب ضد المقاومة الشريفة , على قاعدة عفى الله عما سلف , لعل هذا العفو يكون مدعاة طمأنة لهؤلاء, لكي يرعوو وبالتالي يتراجعوا عما هم عليه , لكن لاحياة لمن تنادي , بل قد تمادوا في غيهم , وهو العجب العجاب .
الشعب اللبناني, ومن ضمن مطالبه المشروعة هي المشاركة بالقرار السياسي, وعدم رغبته بألا تستأثر فئة معينة دون الرجوع الى أقرانها وشركائها في الوطن , ولما كانت هذه الفئة المتورطة بمشروع أمريكا والصهيونية , لذا كان إستفرادها بالقرار السياسي هو السبيل الوحيد للإستمرار بتكملة مفرداته , رغم ماتعرضت له من هزيمة منكرة في حرب تموز الدفاعية , وهذا ناتج عن الجرعات التي كانت تأخذها من اسيادها ومستحمريها , وكانت أن عمدت الى تعويم رئاسة لبنان, ليفقد بذلك القرار السياسي أهم حلقة رقابية في البلد, وهي رئاسة الجمهورية , ومن هنا فقد أخذت البلد الى المجهول كما تعتقد ومعها راكبيها الكابوي ,وهي بذات الوقت لن توفر على نفسها توزيع التهم الجاهزة والناجزة التي تتلقاها على أطراف داخلية أو إقليمية لتدخلها
بالشأن اللبناني الداخلي, وعرقلة عملية التوافق بين اللبنانيين .
ثم فكروا مرة أخرى , كيف لنا ان نجر المقاومة الى مستنقع ضحل لايمكن الخلاص منه , وحتى يكون وقع ماسيقومون به كارثيا ولا يمكن معه
السكوت , راحوا بعيدا في غيهم فأقدموا على عملية شنعاء اخرى تضاف الى جرائمهم المتواصلة , فإمتدت يد الغدر لتنال من القائد العظيم الذي كان يعد الكابوس الذي لايفارق كبار العتاة والأشرار من الإرهابيين الصهاينة والأمريكان , كل همهم الفتنة لخلق واقع مختلف عن طبيعة الشعب اللبناني, وهو مايعزز موقفهم وتقولهم أن المقاومة وسلاحها خطر على لبنان ( حسب إعتقادهم ) وأيضا فشلوا , بل كانت شهادة القائد الحاج عماد مغنية, فرصة ثمينة لكل الشرفاء في الداخل من مؤازرة المقاومة, وبالتالي المطالبة بالقصاص العادل والسريع من القتلة الأوباش, رعاة البقر وسائسي الحمير .
ولما كان المعتوه القذر ( بوش وعاهرته) وبالإتفاق مع الأشرار الصهاينة, أن لاينهي وجوده في الوكر الهندسي للإرهاب, حتى ينهي كل ماهو مصدر قلق لكيانهم المهترئ الغاصب, والذي شارف على النهاية الحتمية لوجوده , لذا أوعز هذا الصعلوك الى مطاياه لإفتعال أزمة تؤدي الى خلق فتنة تفضي بمجمل نتائجها المتحققة لاحقا الى تدخل أمريكي صهيوني مباشر في لبنان, وهذه هي الحلقة الأولى من المسلسل , وهو بعد القضاء على المقاومة الشريفة , يبدأ الزحف على أول حصن من حصون الممناعة, وهنا يبدأ الحلم بالشرق الأوسط الكبير , هكذا يفكر السذج في هذا العالم الغبي الذي أغرته القوة, التي اليوم يمتلكها وغدا في مهب الريح , لكن فضحهم الله والشعب الأبي المعطاء, رافضا كل الخطوات المجنونة التي قام بها وإرتكابه الجرائم التي شاهدها العالم بأسره , ولا نريد أن نعيد أو نكتب فإن الصورة كانت هي الأبلغ في تبيان الحقائق .
وقد وصلنا الى مانحن عليه الآن , نقول لهم وانتم هنا وبعد الإتفاق على كل مامن شأنه أن يعاد ترتيب البيت الداخلي, عليكم ان تتعاملوا مع واقع جديد لايمكن لكم وانتم ما انتم عليه ان تستمروا مطلقا , فهناك واقع جديد , وحياة جديدة , بل وفكر جديد يرفض تخرصاتك وإدعاءتكم , بل أقول أكاذيبكم وإفتراءاتكم , عودوا عن غيكم , كفروا عن سيئاتكم, وإستخلصوا العبر فإن العاقل من فهم وتدبر , عودوا لحضن وطنكم وحده القادر على إحتضانكم , عودوا لمشروعكم الوطني ووعيكم الوطني , حتما ستجدون تلك الأيادي الشريفة الصادقة والمعطاء, مشرعة لكم لتأخذكم بين حناياها أبناءا بررة مخلصين لدينكم ووطنكم واهليكم , وبعكسه ستجدون مالا يحمد عقباه وساعة لاينفع الندم .
وأما في الداخل المقدس والأقدس في قاموس المقاومة , هو في فلسطين السليبة كان المشروع الأمريكي الصهيوني يسير بنفس الخطى, وهو متساوق تماما مع ماكان يدور في لبنان , كي يضعف كل الجبهات ( حسب إعتقادهم ), لكن تحطمت مشاريعهم وسقط مشروعهم الى الأبد ولم يعد كما قلنا في مقال سابق .
علي المطيري
16__5 __ 2008
التعليقات (0)