هل كان علي بن ابي طالب إله .. فلماذا عبدوه ؟
مرة اخرى نعود الى علي بن ابي طالب لنطرح تلك الأسئلة المحرمة التي لم يستطع احد طرحها من قبل من أمة الاسلام وعلماء الاسلام ومؤرخي الاسلام بل حتى وأعداء الاسلام .. لماذا صمتت إذن كتب التاريخ الاسلامي وخرست ألسنتها الطويلة عن كشف حقيقة علي بن أبي طالب التاريخية وما جرته هذه الشخصية الدموية بإمتياز من مآسي وكوارث وأحقاد وفتن بين أبناء هذه الأمة وما تزال قائمة الى يومنا هذا وتزداد تعمقا وتجذرا في كل يوم بل في كل لحظة ..؟ إن تلمس الأسباب التي كانت وراء ذلك يمكن حصرها في معادل واحد هو قرابة علي من الرسول عليه السلام .. أما ما عدا ذلك من أسباب فهي واهية ولا ترقى الى أن نموضعها في اطار السبب الأول .. فإذا كان علي شجاعا ففي الصحابة من هو اشجع منه .. واذا كان عالما ففي الصحابة من هو أعلم منه واذا كان كريما ففي الصحابة من هو أكرم منه واذا كان سابقا الى الاسلام ففي الصحابة من هو أسبق منه .. وزواجه من فاطمة لا يعطيه أفضلية على الصحابة فعثمان تزوج أم كلثوم وزينب .. وإن كان الشيعة يقولون أنهما ابنتا خديجة رباهما محمد .. فذلك بحث آخر .. وهكذا ...لانجد صفة واحدة تميز علي إلا قرابته .. التي راح يوظفها بمنطق دعائي لشخصه طيلة تاريخة .. إن قرأة كتب التاريخ مشحونة بأشارة كثيرة على كيفية استغلال علي لهذه القرابة علما أن أبو لهب كان اقرب الى النبي منه .. اذن من هو علي بن ابي طالب ؟ لماذا يصر الشيعة على رفعه الى مستوى إله يعبد اسوة بالنصارى الذين جعلوا من عيسى إلها عبدوه ؟ لقد قام الإسلام على كتفي أبي بكر وانتصر بسيف عمر .. ويالهما من رجلين ما مر في تاريخ الاسلام بعد رسول الله شبيها بهما .. سبهما عبدالله بن سبأ في حضرة علي فقيل له اي لعلي لولا أنك تضمر للشيخين ما تضمرما اجترأ هذا اليهودي العبد على ذلك .. فقال : لعن الله من أضمر لهما إلا الحسن الجميل .. وهذه اللعنة لا تشمل من سبهما كما أنها لا تشمل من أضمر لهما الحسن الجميل ولم يظهره ... وعبدالله بن سبأ هذا هو الذي قال لعلي : أنت أنت ... أي أنت الله .. فقال له علي لا تساكنني في بلد ابدا .. ومن العجيب أن علي لم يؤاخذه ولم يحاسبه ولم يستتيبه فإن اصر على قوله قتله لأنه كفر وارتد عن الاسلام .. واكتفى بنفيه الى المدائن .. هل نفاه الى المدائن ليفسح له المجال بالقول بألوهيته .. وهذا ما حصل بالفعل ؟ عبد الله هذا كان قد شارك في حرب الجمل وكان له دور لعين في هذه الحرب ... من أراد الرجوع الى سيرة علي مع هذا اليهودي فهناك عشرات الكتب الحديثة والقديمة التي تناولت هذه العلاقة بشكل مفصل ... أما قول الشيعة بأن هذه الشخصية لا وجود لها على الحقيقة وإنما خلقها الأمويين للتعبير عن عمار بن ياسر ابن السوداء .. فذلك حديث خرافة وما أكثر خرافات الشيعة وما أكثر أكاذيبهم وأباطيلهم .. نعم إن الذين أزعجهم قولي: أن علي ولغ في دماء المسلمين خمسة وعشرين ألف قتيل في موقعة الجمل من كبار الصحابة ... ماية ألف قتيل في موقعة صفين .. خمسة وأربعين ألف قتيل في موقعة النهروان ..المجموع ماية وسبعون ألف مسلم قتلهم علي .. في سبيل ماذا قتلهم ؟ وما الذي جناه من قتلهم وكيف قسم المسلمين الى شيع مذاهب وأفكار متناحرة متقاتله يعتمل في قلوبها الكره والبغضاء والحقد والحسد .. بدل المحبة والمؤاخاة والأثرة والاتفاق وغيرها من القيم التي قام على اساسها مشروع الاسلام الكبير الذي اختطه الرسول طيلة حياته الكريمة هم في الواقع مأسورون مأزومون لا يحسنون قرأة التاريخ بعقل منفتح أو عقل ينفتح على كل الإحتمالات الممكنه ... لقد أزعجهم قولي أيضا :
لقد فتح عمر بن العاص مصر باربعة الآف مقاتل ودمر سعد أمبراطورية الفرس بعشرة الآف مسلم ... أليس هذا العدد الذي قتل بسيف علي وبطمع علي .. كان كافي ليغير وجه التاريخ البشري أليس لو وجهت هذه الجموع التي قتلت فقط .. لتستكمل حركة الفتوح التي اختطها ابو بكر وعمر وعثمان؟ ألا يمكن أن يتغير تاريخ العالم ..؟ وقلت إن الحجاج الذي حولوه الى طاغية ومجرم .. .. لقد قالوا عنه أنه قتل من أهل الكوفة وحدها مأتي ألف شخص ولا ندري اذا كانت الكوفه اليوم فيها مثل هذا العدد أم لا؟ إن الحجاج بثلاثين ألف مقاتل فتح الهند والسند ووصلت جيوشه حدود الصين واسبانيا ..هل علينا أن نقرأ التاريخ بشكل معاكس .. هل علينا أن نقرأ ما لم يقرأ في التاريخ أو ما جعلت قرأته حراما وكفرا وزندقة .. لكن لماذا لا نقرأ التاريخ بمثل هذه القرأة التي حتما ستوصلنا الى حقيقة ما حدث وما يحدث الآن ..
... لقد عرف الأمويون الجريمة التي اقترفها علي فراحوا يلعنونه لمدة ماية عام على المنابر .. هل هذا الرجل مقدس أم إله .. أم معصوم وهو لا يخطئ أذن كيف لعنوه ؟ لقد عرفوا وأدركوا وتيقنوا إن الأخطاء التي ارتكبها عبارة عن جرائم لا يغفرها التاريخ .. أقرؤا سيرة علي أثناء عهد عثمان وكيف راح يدبر مؤامرة قتله ... فقتلة عثمان هم اصفياؤه وأخلص خلصائه وقادة جيوشه ولا يمكن أن يصدروا عن أمر بهذه الخطورة دون الرجوع إليه ... وكيف أشار على الرسول بطلاق عائشة ليلصق التهمة بها وبالتالي يشين أباها ابو بكر ويقتله وهو حي عندما يلبسه هذا العار وهو يعلم مكانته من رسول الله .. ولا يدري أنه بذلك يلبس العار رسول الله قبل أبي بكر ؟
كل ذلك في سبيل طمعه الذي لم يفارقه لحظة واحدة في أن يرث الخلافة من رسول الله
هل جاء علي انتصار للضعفاء وهزيمة للظلمة اذا جاء كذلك فكيف تحول الى النقيض من ذلك ؟
أن الثائر على الظلم والظالم، وعلى الأستبداد والمستبد، يتحول الى أعتى الطغاة والظلمة والمستبدين عندما يقتل ويشرعن القتل، باسم الضعفاء أو اعادة الحق الى نصابه .. ما هو الحق ذلك الذي فقد نصابه ؟
أقرأوا تاريخ الثوار كيف تحولوا الى مستبدين وطغاة .. إن الذي يأتي استجابة الى نداء الضعفاء والمحرومين للإنتقام من الظلمة يصبح هو أقوى الظلمة في التاريخ عندما يتحول الى قاتل ، وأنه في سعيه الحثيث الى ذلك يمارس ظلمه وبطشه ... إنني لا أستطيع أن افهم عليا أبدا إلا من هذه الزاوية ؟ لكن من هم الظلمة الذين قاتلهم وقتلهم علي .. هل طلحة والزبير ظلمة .. هل عائشة التي الصق بها الشيعة كل منقصة ظالمة ؟ هل معاوية ظالم ؟ .. هل هؤلاء ظلمة لأنهم طالبوا بالقصاص من قتلة عثمان ..لماذا لم يقتل علي قتلة عثمان .. هو لا يستطيع أن يفعل ذلك لأنهم صدروا عن أمره فكيف يسلمهم أو يقتلهم ؟
إن كل من يجيء لإنقاذ الإنسان من الآمه أو لتجفيف دموعه يتحول اذا انتصر الى نقيض الفكرة التي يزعم أنه جاء من أجلها ؟.. رجل الدين يأتي ليحسم الخلاف الضاري القديم بين الطوائف او المذاهب الدينية المختلفة ليلقى بينها المحبة يتحول هو الى خلاف وبغض جديدين ..والخليفة الذي يجيء ليصنع وحدة وانسجام بين امة الاسلام يصبح شقاقا سياسيا وانتقاما وقتلا وهزيمة وموتا اذا كان على شاكلة علي ومثاله ...
ولعل هذا الذي اعتقدناه بطلا من أبطال التاريخ لا يعدو أن يكون الا مهزوما من المهزومين الذين دفعوا مواكب البشر لتساق الى حتفها الى مصيرها الى قدرها الى موتها وهم قريرة أعينهم .. و لقد مات هؤلاء المساكين لأنهم أمروا بأن يموتوا دون أن يفهموا أو أن يطالبوا بأن يفهموا بل دون أن يراد لهم أن يفهموا ... إن عليا هو الذي صنع موتهم ولأنهم ماتوا بأمر علي فهم ماتوا تحت شعاراته وراياته ومذهبه ورأيه وحقه ولم يقف أحد منهم ليسأل عن معنى شعار علي وعن هدفه ورايته ومذهبه وحقه .. .. ولم يقف أحد منهم ليسأل نفسه ليقول لها : اذا كنت تموتين فداء لفكرة ما فلماذا تموتين باسم الفكرة ونقيضها ؟
إن موقف هاؤلاء الذي ماتوا في حروب علي لا يساوي أكثر من موقف علي أمرهم بالموت فماتوا.. أمرهم بالأنتحار فانتحروا.. أمرهم بأن يفقأوا عيونهم ويقطعوا أيديهم وأرجلهم ويخصوا ذكورتهم ففعلوا.. لكن لماذا فعلوا وكيف فعلوا ذلك وباسم اية حقيقة فعلوا وعن أي شرف وحق واسلام كانوا يفعلون ؟ لا أحد يعلم والى غاية هذه اللحظة هم مختلفون...
هل لأن علي هو ابن عم الرسول؟ هل لأنه سلب الخلافة ؟هل كانت الخلافة حقا من حقوقه اللإهية ؟ اذن لماذا لم ينزل بها قرآن أو ينصبه الرسول بكلام واضح وصريح.. أي أن يقول وهو المطاع والرسول وقوله حق كما فعله حق : هذا علي هو خليفة من بعدي عليكم فاسمعوا له وأطيعو ا .. هل كان أحد من المسلمين يجرؤ أن يخالف رأي الرسول ؟ أو لو نزلت آية صريحة في هذا الموضوع الحساس والخطير هل يجرؤ أحد على مخالفة القرآن ؟ ثم ومع ذلك هل تساوي و هل تستدعي هذه الخلافة أن يموت هذا الجمع الغفير من المسلمين في سبيلها .. أم هي مصلحة شخصية ومنزع فردي وهاجس ظل يؤرق علي طيلة خلافة ابي بكر وعمر وعثمان ... حتى قتل عثمان ؟
إن الذين مشوا في ركاب علي هم جنود و الجندي لا يطيع أربابه القتلة بقدر ما يحترمهم أو يفهمهم أو يفسرهم أو يفهم منطقهم ونياتهم، بل بقدر ما يعجز عن عصيانهم .. ففي عصيانهم هلاكه وللأسف كان في طاعته هلاكه في مثال علي ..
علي وضع السلاح بايدي المسلمين وصوبه الى صدور المسلمين بلا تفسير أو منطق أو غاية أو معنى أو سبب بلا أي معنى لمعاني الحياة والكرامة والخوف من الله .. في سبيل دنيا طلبها وأدارت لها ظهرها لأنه طلبها بدم الضعفاء والمساكين والجهله والأغبياء الذين صدقوا أنه كان إنما يريد الحق ووحدة المسلمين
الخوارج الذين خرجوا عليه لماذا خرجوا وهم من كبار الصحابة ... الم يخرجوا بعد أن عرفوا أنهم غرر بهم ، أي بأنهم كانوا وقودا لحرب غايتها لم تكن الله، وقتال الذين خرجوا على أمر الله في حادثة رفع المصاحف الشهيرة .. اي الاحتكام الى كتاب الله ووافق علي .. فسألوه أوليس الحق معك ونحن خرجنا لأن الحق معك وأنت مع الحق فلماذا تقبل بأن نحكّم كتاب الله .. ؟ وهنا تركوه واعتزلوه وقالوا لا حكم إلا لله .. أي ليس لعلي ولا لغير علي .. لكنه لم يتركهم وكانت موقعة النهروان التي ذبحهم بها ذبح النعاج ... تحت أي شريعة أو حق أو عرف أو منطق أو عقل يمكن تبرير ذلك ؟ ويال الخوارج من فرقة ظلمها المورخون الكذبه وفقهاء السلاطين وأرباب المذاهب والنحل وظلمها الشيعة على وجه التحديد .. راجعوا كتاب فلوهوزن الأحزاب السياسية في صدر الاسلام الذي ترجمه بدوي
كيف أنصف هذا المستشرق هذه الفرقة وصب جام غضبه على الشيعة....
إن كل تلك الأحاديث التي وردت في علي وفضل هي أحاديث موضوعة كاذبة وضعها الشيعة او الذين تعاطفوا مع آل البيت من السنة .. فلا حديث الكساء صحيح ولا حديث غدير خم صحيح .. ولا حديث أنا مدينة العلم صحيح .. ولا حديث الحق مع علي صحيح .. ولا حديث عمار بن ياسر صحيح .. ولا الأحاديث التي وردت في الحسن والحسين صحيحة .. أما الأحاديث التي جاءت عند الشيعة فكلها خرافات وأكاذيب وضلالات حيث حول الشيعة علي الى
إله صغير هو الذي رد الشمس مرتين وهو قسيم الله يوم القيام فيدخل من شاء النار ومن شاء الجنة . .... الخ . وحتى هذا الكتاب نهج البلاغة فهو من وضع الشريف الرضي ..
التعليقات (0)