إذا اردت أن تعرف فلا تنمى أفكارك وأرائك وثقافتك على ما حصلته من التعليم , لأن ما ندرسه لاقيمة له بجوار بحر العلم الواسع فى شتى المجالات .
التاريخ هو الشئ الوحيد الذى يجب أن تبحر فيه وتقرأ لمختلف الرواة وتبحث عن صحيحه كما تبحث عن سند الحديث .
محمد على هو بانى مصر الحديثة , وجمال عبدالناصر هو رمز العروبة , والسادات هو صاحب انجاز أكتوبر المجيد ومبارك صاحب الضربة الجوية الأولى , هذا هو التاريخ الذى ندرسه وننقله لآجيالنا .
إذا كان الفراعنة تركوا لنا الأهرامات والمعابد والتراث الذى يشهد له العالم أجمع فعبدالناصر ترك لنا السد العالى وبرج القاهرة .
من الجحود والحقد وتزييف التاريخ أن ننسى دور الزعيم الراحل جمال عبدالناصر فى نهضة مصر الحديثة , فهو أول من أدخل التلفزيون وبنى السد العالى الذى حمى مصر من الفيضانات وساعد فى نهضتها الزراعية , ودوره الرائد فى الصناعة فعلى عهده صنعت مصر السيارات وأنشأت صناعة الحديد والصلب ,بالإضافة الى تأميمه للشركات وإذا ذكرنا التأميم نبدأ بالطبع بقناة السويس وقراره الصائب الذى عارضه الكثير عليه , وبناءه لبرج القاهرة .
يقول الرئيس الراحل محمد أنور السادات فى مذكراته " البحث عن الذات " : بعد نجاح الثورة إجتمع مجلس قيادة الثورة لإختيار نظام الحكم فقال عبدالناصر : إما أن تكموا بالديمقراطية أو تحكموا بالدم , وكنا ثمانية أشخاص سبعة منا رفضوا طريق الديمقراطية فى مواجه واحد فقط وهو عبدالناصر , ولما رأى الجميع ضده قرر الانسحاب من مجلس قيادة الثورة , وذهبنا إليه فى اليوم التالى لنثنيه عن رأيه ومثلنا جميعا لرأى عبدالناصر واختيار طريق الديمقراطية ".
وتقول إعتماد خورشيد عندما تعرض لى مصطفى عبدالناصر وأثناء زيارة الرئيس جمال لى فى المستشفى اشتكيت له أخوه فقرر الرئيس إرساله الى سوريا .
هذه هى إحدى مواقف عبدالناصر والتى يتمسك بها الناصريون ضد كل من يتهم الرئيس الراحل بالديكتاتورية .
لكن هل ترى هذا هو التاريخ ؟ بالطبع لا فالتاريخ كالعملة لا يصلح الا بوجهيه .
ويجب علينا أن نعرف ان واجب كل رئيس هو النهوض بشقيها البشرى والمادى , فمحمد على نهض بمصر ماديا فبنى المدارس وأنشأ دور المصانع وبنى الجيش والأسطول , لكنه دمر المواطن المصرى وعانى فلاحى مصر أسوأ معاناة عرفها التاريخ من الظلم والقهر .
هكذا فعل عبدالناصر ورجاله فعانى فى عهده أصحاب الرأى فسجن الشعراء والكتاب وعلى رأسهم مصطفى أمين أستاذ الصحافة الخبرية , يقول مصطفى أمين فى كتابه "سنة أولى سجن " : كان أفضل يوم لى فى السجن عندما أختاروا أربعة حملة المؤهلات العليا لخدمة الكلاب ومن حسن حظى أنى كنت واحدا منهم "
وتصف إعتماد خورشيد زوجة رئيس المخابرات المصرية أنذاك صلاح نصر فى كتابها : إعتماد خورشيد شاهدة على إنحرافات صلاح نصر : كان صلاح نصر تلاعب بعبدالناصر ويقول لى أين تريدى أن يكون عبدالناصر اليوم فعندما يريد ان يثنيه عن مكانما يتصل به ويقول أن هناك مؤامرة ضدك , وتضيف أن ثلاث فنانات فقط إستطاعوا أن يهربوا من براثن وظلم صلاح نصر , فكان يجبر الفنانات أن يغنوا عرايا , وقالت قام أعضاء من مجلس قيادة الثورة بقيادة عبدالحكيم عامر وصلاح نصر بسرقة الأموال والذهب الذى جاء من الخليج وتم دفنه فى فيلا عبدالحكيم عامر .
يعتذر الاعلامى حمدى قنديل فى أحد مقالاته والذى نشر فى كتاب " عبدالناصر الوجه الآخر " عما حدث لأعضاء جماعة الاخوان المسلمين من سجن وتعذيب دون وجه حق .
يقول الدكتور مصطفى محمود إن جمال عبدالناصر جرى وراء الاشتراكية ولم يجنى منها سوى الخراب والدمار على الشعب المصرى , ويكفى عبدالناصر أنه أستلم مصر مملكة مصر والسودان وتقع عزة تحت الحكم المصرى وتركها مصر بدون السودان وبدون غزة وبدون سيناء .
وأسوأ ما فعله عبدالناصر هو خلع الرئيس الراحل محمد نجيب دون سبب من رئاسة الجمهورية ووضعه تحت الاقامة الجبرية فى فيلا زينب الوكيل بالمرج والمعاملة السيئة التى لقيها من العساكر المكلفين بحمايته .
بالإضافة إلى إعدام ستة من أعضاء جماعة الاخوان المسلمين وعلى رأسهم سيد قطب فى حادثة المنشية وسجن الآلآف منهم .
كل هذا لا يساوى شيئا فى نكسة 67 التى دمر فيها جيشنا وانتهك العدوا فيها أرضنا بسبب سوء القيادة .
هذا هو الشق الثانى الذى يتمسك به التيار الاسلامى ويدلون به على ديكتاتورية عبدالناصر .
فهل كان عبدالناصر ديكتاتورا ؟
التعليقات (0)