مواضيع اليوم

هل قتل بن لادن ..؟

ياسر العزاوي

2011-05-17 14:51:57

0

عدت الادارة الامريكية عملية قتل زعيم تنظيم القاعدة الارهابي اسامة بن لادن اكبر وانجح عملية نوعية في تاريخ الجيش الامريكي في وقت قياسي لايتجاوز 40 دقيقة .. ما اثار عدة تساؤلات حول هذه العملية التي اودت بحياة راس الارهاب ومجموعة من ازلامه دون مواجهة مسلحة يفترض ان تكون كبيرة بما يتناسب وحجم الهدف الذي شغل العالم لاكثر من عقد من الزمن وراح بسببه عشرات الالاف من الضحايا في شتى بقاع العالم.
بن لادن الذي شكل على مدى ثلاثة عقود من الزمن قلقا جديا لاكثر دوائر الاستخبارات العالمية وعلى رأسها وكالة المخابرات المركزية الامريكية لم يكن في سنواته الخمس الاخيرة الا رجلا شبه معزول عن العالم الخارجي ولاتربطه به الا شاشات التلفزيون او الانترنيت او الاتصال الهاتفي, ما يعني ان الرجل كان مهمشا داخل التنظيم وليس سوى شماعة تلقي عليها الانظمة المستهدفة تبعات اغلب العمليات التي تقوم بها مجاميع ارهابية اخرى نشأت فيما بعد في ظل القاعدة, مستغلة خشية الانظمة من التصريح بوجود اكثر من عدو حقيقي يهدد امنها ومصالحها, ما يستدعي مراجعة حقيقية لاهداف ومنطلقات هذه المنظمات وكذلك الجهات الداعمة والحاضنة لها, فضلا عن تنظيم القاعدة الاساس.
وتعد الدول الاسلامية افضل ساحة لنمو وانتشار هذه المجاميع لشعورها بالظلم والحيف والاستغلال غير المنصف لثرواتها وابتعاد حكامها عن مسارات تحقيق طموحاتها المشروعة, وكذلك لارتباطها بشكل او بآخر بدوائر قرار الاستكبار العالمي, هذا بالاضافة الى الموروث الخاطئ لمفهوم الحكم في الاسلام والمبني على اساس الاستحواذ وشرعنة الملكية واقرار البيعة للحاكم وان جاء بقوة السيف, واتاحة الفرصة لشيوع الافكار التي تدعم بشكل او باخر موقف الحاكم جائرا كان او عادلا, ما ساعد على نشوء منظمات تعمل في بادئ الامر في ظل الحاكم او الجهات الدولية التي لديها قدرة الدعم ومن ثم يتم الالتفاف عليها من قبل جهات ودوائر اخرى قد تكون اكثر قدرة على الدعم وتوجيهها باتجاه رعاية مصالحها ومواقفها تحت عدة مسميات اغلبها اخذت الطابع الاسلامي كونه المؤثر الاول في بنية الموقف الشعبي لدى هذه الشعوب.
مقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن جاء وبحسب المراقبين ليعطي دفعا جديدا لقوات الجيش الامريكي المنتشرة في اكثر من دولة خصوصا تلك التي تمثل خط تماس مع الدول التي تعلن العداء لامريكا, فيما يرى اخرون ان العملية لاتخرج عن اطار الدعاية الانتخابية التي بداها الرئيس الامريكي باراك اوباما قبل ايام ما زاد من شعبيته في الاوساط الداخلية بنسبة 11 نقطة على الاقل, وفي ظل هذا الموقف يبرز الى الواجهة تساؤل اثارته بعض الاوساط , وهو : هل ان عملية قتل اسامة بن لادن تمت فعلا في هذا الوقت, ام انها كانت في وقت سابق الا ان الاعلان عنها ارجأ الى وقت يمكن ان يكون اكثر اثارة وفعالية, وبالتالي يعطي زخما اكبر للموقف الامريكي بشكل عام, وما يدعم هذا الموقف هو عدم نقل جثة بن لادن الى اليابسة ودفنه بدل رميه في البحر, واذا كانت امريكا تخشى من تحول قبره الى مزار ياتيه اتباعه فيما بعد, فلماذا لم يدفن في مكان غير معلوم وعدِّه سرا من الاسرار الكثيرة للمخابرات الامريكية.
ومن جانب اخر تعلن الادارة الامريكية انها لاتمتلك اي ادلة تفيد بعلم السلطات الباكستانية بمكان بن لادن داخل اراضيها على الرغم من مكوثه مدة 5 سنوات وعلى بعد مئات الأمتار فقط عن اكبر أكاديمية عسكرية في المدينة التي تبعد مسافة 190 كيلومترا عن الحدود مع أفغانستان, هذا بالاضافة الى عدم اخبار الحكومة الباكستانية بموعد العملية.
اثارات كثيرة تحوم حول الموضوع من قبيل نوع الارتباط بين القاعدة والولايات المتحدة الامريكية, فمنذ عام 1988 وهو العام الذي تولى فيه اسامة بن لادن ادارة التنظيم بشكل رسمي مرورا بحقبة التسعينات التي شهدت المزيد من الاتهامات الموجهة للتنظيم, متوجا عمل التنظيم بعمليات 11 سبتمبر في عام 2003 التي لم يكشف عن الكثير مما يرتبط بالاعداد لها وتنفيذها كونه يمثل جزءا وخطا احمرا لامن الكيان الصهيوني, كل هذا الوقت الطويل لم يسعف جهاز المخابرات الامريكية في القضاء على هذه المنظمة وراسها اسامة بن لادن, ما يثير الفضول اكثر لمعرفة طبيعة التنظيم والجهات الداعمة له سواء على مستوى الدول او المنظمات قبال هذا التهويل لكفاءة جهاز المخابرات المركزية الامريكية وامكانية متابعة المعلومة في ادق تفاصيلها واينما تكون من هذا العالم الذي تدعي السيطرة عليه وادارته مخابراتيا.
بلا شك ان موت المجرمين من امثال اسامة بن لادن يشكل انتصارا لكل الانظمة الساعية لاقامة العدل والحرية والمساواة, لكنه في الوقت نفسه لا يعني موت الارهاب ومنظماته المدعومة من قبل امريكا او غيرها من الدول التي لا تحدها موازين شرعية او اخلاقية في الوصول الى اهدافها والحفاظ على مصالحها, فان اجهزة المخابرات الدولية ولودة لامثال هذا المجرم او غيره بحسب المقاسات المطلوبة التي عادة ما تتناسب وحجم المهمة الموكلة اليها. ما يحتم على مدعي محاربة الارهاب تقديم ادلة اكثر وضوحا لكل الشعوب التي اكتوت بنار اجرامها وتجاوزها لكل القيم الانسانية, والاقلاع الحقيقي عن دعم كل المنظمات التي تؤدي دور المنفذ لاجندات غير انسانية وغير اخلاقية بحق الشعوب الفقيرة والمغلوب على امرها والابتعاد عن ازدواجية المعايير والتعامل على اساس ان الناس صنفان اما اخ لك في الدين او شريك لك في الخلق.
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !