في حديث له على قناة الجزيرة يظهر لنا احد شيوخ الازهر، يتكلم عن عن حد الردة في الاسلام فيقول:
المرتد على نوعين: نوع كتم كفره وردته ولا يعلم عنه ما يخالف الاسلام ، فلا علاقة لنا به. ونحن لا نشق عن قلوب الناس، ونحن نتعامل بما ظهر منه ونكلوا سره الى الله عز وجل. نوع جاهر بكفره، نوع جاهر بكفره واظهر ردته وبدأ يطالب بان يوضع في بطاقته القومية انه مرتد، هذا انسان خرج عن نطاق الحرية الشخصية التي يكتمها الى اطار العلانية بالكفر والفتنة في المجتمع فهذا هو الذي يقع تحت طائلة قانون العقوبات تلك العقوبات التي يتولاها القضاء ويحقق فيها ويتحرى عن دلائلها وبيناتها وشهودها.
الذين ينكرون عقوبة الردة في الاسلام يجهلون الامة الاسلامية حكاما ومحكومين ويطعنون في العلماء والفقهاء على مدى التاريخ الاسلامي كله، على مدى اكثر من 14 قرن كان هؤلاء جميعا جهلاء لانهم لم يفهموا ان الردة ليست فيها نص شرعي مع ان دلائل القرآن والسنة قائمة وواضحة وصريحة على عقوبة الردة. عقوبة الردة ثبتت بالقرآن قبل ان تثبت بالسنة، واعطيكم بعض النماذج، قال الله تعالى "لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها الا قليلا. ملعونين اينما ثقفوا اخذوا وقتلوا تقتيلا ". من هم هؤلاء؟ انهم المرتدون، المنافقون، المنافقون مرتدون، الذين في قلوبهم مرض المرتدون، المرجفون في المدينة المرتدون، فهؤلاء مرتدون كانوا يضيرون الاسلام ويبطنون الكفر فربنا حكم عليهم وقال "اينما ثقفوا اخذوا وقتلوا تقتيلا"
فهذه الاية صريحة في حكم قتل المرتدين وهم المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون فهؤلاء يظهرون الاسلام ويبطنون الكفر وكشف الله ذخائل نفوسهم وحكم بتقتيلهم. عندما نقرأ قول الله تعالى "يا ايها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم وماواهم جهنم وبئس المصير". من هم المنافقون الا المرتدون؟ وما معنى اغلظ عليهم الا القتال والقتل؟ الاية الكريمة التي يستدل بها على حد الحرابة وهي قول الله تعالى "انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا ان يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من الارض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الاخرة عذاب عظيم"، لماذا نقصرها على سرقة الاموال وقتل الانفس؟ من الذي قصرها على هذا؟ ما معنى المحاربة لله ورسوله والسعي في الارض فسادا اذا كان هناك اعتداء على الدين وخروج على الاسلام؟ فاول ما تنطبق عليه هذه الاية هم المرتدون، لانهم يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا. الاسلام جاء للحفاظ على الضرورات الخمس، الدين والنفس والعقل والمال والنسب، فلماذا نحينا الدين عن هذا الحكم؟ وهو اولى ان يصان واولى ان يحمى عرينه. "انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا ان يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من الارض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الاخرة عذاب عظيم". عندما نقرأ الاية الكريمة "يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا الا ان اغناهم الله ورسوله من فضله فان يتوبوا يك خيرا لهم وان يتولوا يعذبهم الله عذابا اليما في الدنيا والاخرة وما لهم في الارض من ولي ولا نصير" ماهو العذاب الاليم في الدنيا اذا لم يكن القتل؟ فهذه آية صريحة واضحة وضوح الشمس في حكم المرتدين "يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا الا ان اغناهم الله ورسوله من فضله فان يتوبوا يك خيرا لهم وان يتولوا يعذبهم الله عذابا اليما في الدنيا والاخرة وما لهم في الارض من ولي ولا نصير". ايها الاخوة انا اكدت على آيات القرآن حتى اواجه هؤلاء الذين يرتعشون اسلاميا او الذين ينكرون مشروعية حد الرد في القرآن الكريم، اما السنة فهي واضحة ولا خلاف حولها "من بدل دينه فاقتلوه" و "لا يحل دم امرء مسلم الا باحدى ثلاث .." واحاديث كثيرة جدا اذكر منها حديثا، قال الرسول صلى الله عليه وسلم، "اذهب انت يا ابا موسى الى اليمن ثم اتبعه معاد بن جبل فلما قدم القي اليه وسادة فقال فاذا رجل مربوط ـ موثق ـ ، فقال ماهذا؟ قالوا كان يهوديا فاسلم ثم تهود، قال لا اجلس حتى يقتل، قضاء الله ورسوله، قضاء الله ورسوله، قضاء الله ورسوله، فامر به فقتل". في حديث صحيح البخاري. ايضا ان عليا رضي الله عنه حرق قوما ارتدوا عن الاسلام فبلغ ذلك ابن عباس فقال، لو كنت انا لقتلتهم، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، من بدل دينه فاقتلوه ولم اكن لاحرقهم لقول رسول الله لا تعذبوا بعذاب الله فبلغ ذلك علي فقال صدق ابن عباس. انتهى
نحن نشكر هذا الشيخ لانه وضح لنا الحقائق بطريقة لا غبار عليها، وبحديثه هذا يقطع الطريق امام المدعين بحرية الاعتقاد في الاسلام بترديدهم عبارة "لا اكراه في الدين".
والان ناتي الى السؤال الاهم وهو، كيف يمكننا التعامل مع هذا الكلام؟ انها دعوة علنية الى قتل من يبدل دينه، وهي تتعارض بشكل واضح جدا مع المادة الثامنة عشرة من مواد الاعلان العالمي لحقوق الانسان والتي تنص:
"لكل شخص الحق في حرية التفكير والضمير والدين، ويشمل هذا الحق حرية تغيير ديانته أو عقيدته، وحرية الإعراب عنهما بالتعليم والممارسة وإقامة الشعائر ومراعاتها سواء أكان ذلك سراً أم مع الجماعة".
التعارض هنا لا ياتي من شخص او حكومة او سلطة، التعارض هنا ياتي من دين وعقيدة، فهل يمكن لنا ان نعتبر هذه العقيدة عقيدة حرة، مع انها تتعارض مع مبادئ الاعلان نفسه؟
هذا ما يجب ان يدرس بتركيز، ويجب ان تعرّف الحرية بصورة واضحة لا تقبل مجالا للشك، فالدعوة الى قتل البشر المخالفين للمعتقد او اولئك الذين اختاروا ان يبدلوا عقيداتهم بأخرى، ليست من الحرية بشيء.
التعليقات (0)