القلق و الاضطراب و الغموض، صفات تواجدت في الفنانين الراحلين مايکل جاکسون و سعاد حسني وقد تم تأکيدها و الاشارة إليها من قبل الکثيرين، وکما کانت هذه الصفات الثلاث تهيمن بشکل او بآخر على کل من جاکسون و حسني، فإنها باتت تلف رحيليهما الغريبين عن العالم وترسم أکثر من علامة استفهام و تعجب في عقل و جدان المعجبين و المحبين لهما.
ملك البوب، الذي نقلت العديد من القنوات تقارير خبرية تشير الى انه قد صار مسلما قبل وفاته بفترة زمنية محددة، شغل العالم برمته لفترات ليست بقصيرة بما أشيع عنه من سعيه لغواية قاصر، أما سندريلا الشاشة العربية، فقد کانت إشاعة حبها و زواجها من المطرب الراحل عبدالحليم حافظ بالاضافة الى إشاعات و قضايا أخرى أثيرت عنها، بمثابة الوقود الذي کان يضئ من بريق نجوميتها أکثر فأکثر، لکن الاهم من نجومية جاکسون و حسني، ان کلاهما لم ينعما بحياة عادية هادئة وانما کانا و على الدوام يعانيان من حالة إضطراب و عدم استقرار نفسية من المرجح جدا ان سببها الرئيسي هو عدم تمکنهما من التوفيق بين نجوميتيهما و حياتيهما العاديتين کمجرد إنسانين.
ضريبة الشهرة تکون في کثير من الاحيان باهضة جدا بحيث أنها قد تسبب في تعکير صفو حياة الفنان او السياسي او الاديب المشهور وتقلب حياته جحيما لايطاق وهو امر تجسد لدى الممثلة الامريکية الراحلة مارلين مونرو وکذلك الروائي الراحل آرنست همنغواي، حتى وصل الامر لحد إقدامهما على الانتحار بعد ان يأسا من الحياة برمتها و وجدا في الموت و الفناء الخلاص و المصير الافضل لکليهما.
اننا عندما نطالع حالات إنتحار مثل تلك التي أقدم عليها الشاعر الروسي سيرجي يسنين او حالات قتل و إغتيال کتلك التي تعرض لها السياسي و المفکر الروسي ليون تروتسکي او القاص الفلسطيني غسان کنفاني او السياسي الکوردي الايراني الدکتور عبدالرحمن قاسملو، نجد انها بديهيات لامناص من الاخذ او الاقرار بها، لکننا عندما نطالع حالات شبيهة بحالة کل من مايکل جاکسون و سعاد حسني، فإننا نجد الکثير من ضباب الشك و غبار القلق و عدم الثبات يهيمنان عليهما بقوة، وان حالة مايکل جاکسون مثلا، والتي استخدمت فيها أفضل و أکثر التقنيات العلمية الحديثة، لم تٶت بجديد و ظل الامر کله مجرد فرضية قابلة للتأويل او التخمين و قطعا ان اليقين غير الفرضية التي تحتمل التصديق او التکذيب ومن أجل ذلك فإن حقيقة کون ميتة جاکسون مجرد حالة عادية، مازالت هي الارجح و الاقرب للعقل و المنطق، أما في حالة الراحلة الدلوعة سعاد حسني، فإن الامر مشابه أيضا تماما لحالة مايکل جاکسون وانها لاترقى أبدا لحالة المطربة اللبنانية سوزان تميم و التي تتعاضد فيها کل الادلة و الاثباتات الى درجة اليقين بالايمان بأن تميم قد ماتت مقتولة فعلا وان قاتلها يکاد أن يحصل حاليا على طوق النجاة من خلال علاقاته و نفوذه الخاص(وهو أمر وارد جدا و سيکون عار ليس بعده عار على جبين العدالة المصرية).
التعليقات (0)