مواضيع اليوم

هل فقد اردوغان عقله ام نحن اللذين سنفقد عقولنا !

عبد العراقي

2009-10-30 19:54:13

0

هل فقد اردوغان عقله ام نحن اللذين سنفقد عقولنا !
في عام 1998 قال اردوغان في احدى خطبه شعرا يقول .
مســــــــــــــــــــــــاجدنا ثكناتنا
وقبابــــــــــــــــــــــــابنا خوذاتنا
مــــــــــــــــــــــــــــــــاذننا حرابنا
والمصــــــــــــــــــــــلون جنودنا
هذا الجيش المقــــــــــــــدس يحرس ديننا
ظهر بعد هذه الخطبة هذا الرجل قائدا دينيا بامتياز فالتف حوله الشعب المسلم في تركيا والعالم العربي مع ان هذه الكلمات ادخلته السجن بتهمة اثارة الكراهية لكنه استطاع ان يلتف على امكانية ابعاده من السياسة كما فعل باستاذه نجم الدين اربكان رئيس حزب الفضيلة بانشقاقه عن الحزب المحظور وانشائه حزب العدالة والتنمية منذ البداية اراد ان يخفف حدة الصراع بينه وبين التيار العلماني فقال ((سنتبع سياسة واضحة ونشطة من أجل الوصول إلى الهدف الذي رسمه أتاتورك لإقامة المجتمع المتحضر والمعاصر في إطار القيم الإسلامية التي يؤمن بها 99% من مواطني تركيا)) لكنه فعل عكس ذلك باتخاذه الطابع الديني نهجا لحكمه ,في عام 2003 اصبح رئيسا للوزراء وكان توجهه منذ البداية وهو توجه حزب العدالة والتنمية وهو المشاركة مع الجيران العرب واقامة العلاقات الاقتصادية والسياسية معهم وذلك لتقاسم النفوذ بين الشعب العربي مع اللاعب الايراني وما موقفه من العدوان الاسرائيلي على غزة وانسحابه من ملتقى دافوس الا محاولة منه للعب على عواطف الشعب العربي والاسلامي مما يجعله ياخذ مكانة تنافس المكانة الايرانية بين الشعب العربي باعتبار ان ميزان صعود او هبوط التاييد الشعبي العربي لاي دولة ولاي حزب ولاي سياسي هو مدى تعاطفه ووقوفه مع القضية الاولى بالنسبة للعرب وهي القضية الفلسطينية ومدى قوة مواقفه ضد الكيان الصهيوني لان الشعب العربي يقيس كل شيء بعواطفه لابعقله وهذا هو ما استطاع ان يدركه ويلعب عليه الجانب الايراني اولا والتركي ثانيا ...
بعد هذه المقدمة الطويلة مانستغربه حقا هو الزيارة التي وصفت بالدافئة التي قام بها اردوغان الى عاصمة المحور المنافس له في تقاسم النفوذ في المنطقة العربية وبين الشعوب الاسلامية طهران فكل تصرفات اردوغان السياسية حتى فترة قريبة كانت تشير الى انه يلعب دور اقليمي متوازن مرحب به من قبل الاقطار العربية والقوى العالمية وعلى راسها امريكا قائدة حلف الناتو وحليفة تركيا التي هي عضو في هذا الحلف فالدور الذي كانت تلعبه السياسة التركية في المنطقة لم يكن معاديا او متعارضا مع طموحات ومصالح الاقطار العربية او الولايات المتحدة لانه ليس لديه اي طموحات بالتوسع الجغرافي او الايديولوجي كما هو الحال مع الدور الايراني مما اعطى لتركيا خاصية تفردت بها وهي علاقات متميزة مع كل الاطراف العربية المعتدلة منها والممانعة مما جعلها قادرة على القيام بدور الوسيط في كل الخلافات العربية العربية او الخلاف بين العرب واسرائيل , لكن المحير او المستغرب هو التوجه التركي الحالي والجديد تجاه ايران فهل استشعر اردوغان ان القادم من الايام سيشهد تقاربا امريكيا غربيا مع ايران مما يخرج ايران من خانة اعداء الولايات المتحدة الى خانة حلفائها مما سيخلق واقعا سياسيا جديدا سيقسم المنطقة الى مناطق نفوذ ومصالح جديدة مما جعله يستبق الامور ليكون له ولبلده دور في التقسيمات المتوقعة للمنطقة ومحاور النفوذ فيها , ام ان اردوغان شعر بضعف الموقف الامريكي بعد الازمة المالية الاخيرة فاراد ان يخلق لتركيا مكانة في الجانب الذي يتوقع انه سيكون الرابح في المعركة السياسية الدائرة بين الغرب ومحور الاعتدال العربي من جهة وبين ايران ومحور الممانعة من جهة اخرى واين ستكون مصالح العرب فيما لو كان ذلك سيحصل فعلا .. في النهاية اعتقد ان على العرب ان يدرسوا التغير الحاصل في السياسة التركية بعناية وان ياخذوا كل الاحتمالات على محمل الجد لكي لايفاجئوا بما لايسرهم فرجل مثل اردوغان لايمكن له ان يتصرف بهذه الطريقة الا ان يكون لديه معلومات ومعطيات جديدة للقادم من الايام او انه قد فقد عقله ومبادئه وانا شخصيا مع الاحتمال الاول لانه لم تظهر على اردوغان اي علامات من علامات فقدان العقل , فلابد اذا انه يملك معطيات جديدة جعلته يتصرف بهذه الطريقة التي توحي بانه قد فقد عقله بينما هو يتمتع بكامل قواه العقلية .....



 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !