أصبح واضحاً أن نتنياهو يسعى لتدمير المنشآت النووية الايرانية بأي ثمن وهو يفتعل الحجة تلو الحجة ويأتي بالدليل تلو الدليل لكي يقنع العالم وفي مقدمته الولايات المتحدة بأن القدرة النووية الايرانية خطر ارهابي داهم وينبغي ضربها اليوم قبل الغد حتى ولو كان الثمن باهظا لا تدفعه إيران وحدها بل المنطقة والعالم.. وأصبح واضحاً كذلك أن نتنياهو يتمنى سقوط اوباما في انتخابات الاعادة في تشرين الثاني المقبل لانه لو فاز برئاسة ثانية فلن يحتاج بعد ذلك لاموال ودعم اللوبي الصهيوني، وهو في تقديره يشكل عقبة في طريق ذهاب الولايات المتحدة لمهاجمة ايران.
فأوباما – كما يراه خبراء السياسة - لا يريد ان يغرق بلاده في حرب أخرى يعرف سلفاً نتائجها الكارثية على الاقتصاد المحلي والعالمي بما في ذلك ارتفاع اسعار النفط ارتفاعاً شاهقاً واشتعال مشاعر العداء لاميركا بين المسلمين والعرب، ولديه وراء الابواب المغلقه في واشنطن عدد من كبار المسؤولين في القيادة العسكرية والاستخبارات ومؤسسات السياسية الخارجية الذين يقولون له أن إسرائيل تشكل عبئاً على الولايات المتحدة اكثر مما هي مصدر قوة لها وأن قيادتها ليست مهتمة بالسلام الحقيقي مع الفلسطينيين وتلعب بورقة التهديد النووي الايراني لكي تحول الانظار عن استمرارها في احتلال الضفة الغربية وتوسعها في بناء المستوطنات ورغبتها في حذف فلسطين من اجندة السياسة الخارجية الاميركية ! لذلك كله ولكي يتخلص نتنياهو من هذا المأزق في الوقت الذي توصي اجهزته الاستخبارية بألا تشن إسرائيل الحرب على ايران وحدها بل بمشاركة اميركا والأفضل بقيادتها، فانه قد يلجأ الى خيار شرير آخر هو عبارة عن عملية تخريبية كبرى ضد مصالح اميركية حيوية تدبرها الموساد بالخدعه تحت علم ايران مما لا يدع لاوباما مجالا لأي تردد أمام مواطنيه في اقحام اميركا في الحرب على ايران ! .
هذا ما استطعت استخلاصه مما كتبه ألان هارت الذي عمل سابقاً مراسلا للـ BBC و ITN وغطى كثيرا من الحروب والنزاعات ومن اهم كتبه ((الصهيونية / العدو الحقيقي لليهود)) في مقاله في ال Information Clearing House 16 آذار 2012 حيث أكد خطورة سياسة نتنياهو الحالية على العالم واستذكر أن الرجل خطير منذ زمان طويل فقد وصفه له برايان اوركهارت قبل ثمانية وعشرين عاماً بأنه أخطر رجل في العالم ! وبرايان اوركهات هذا هو البريطاني الذي شغل منصب الأمين العام المساعد للأمم المتحدة وقد خدم مع اربعة أمناء عامين وكان المسؤول رقم واحد الذي اوكلت له المهام الصعبة في حل وإدارة النزاعات الكبيرة الصعبة في مختلف انحاء العالم. وعُرف بأن له قدرة فائقة ونظرة ثاقبة في معرفة كنه القادة والسياسيين الذين يتعامل معهم وقد أفضى لهارت برأيه الشخصي في نتنياهو بعد دقائق من لقائه يوم قدّم اوراق اعتماده كسفير لاسرائيل في الأمم المتحدة عام 1984 ! .
وبعد .. فإلى الذين مازالوا يتوهمون أن الادارة الاميركية لا تدرك خطر اسرائيل وقادتها نقل هارت عنوان مقال جدعون ليفي الأخير في صحيفة هاآرتس ((إنها فقط مسألة وقت قبل أن تتعب (!) الولايات المتحدة من .. اسرائيل)) ومن الواضح انه يوافقه .
الرأي الأردنية
التعليقات (0)