مواضيع اليوم

هل غزة على أبواب حرب إسرائيلية...؟

حسام الدجني

2011-03-26 20:29:37

0

يشهد قطاع غزة هذه الأيام تصعيداً عنيفاً ضد المدنيين الفلسطينيين من قبل إسرائيل، وعلى الرغم من هذا التصعيد إلا أن مؤشرات الحرب على قطاع غزة ما زالت ضعيفة، بسبب:
1- خشية (إسرائيل) من اشتعال الجبهات السورية واللبنانية والمصرية
2- حجم المفاجآت العسكرية التي تحملها الفصائل الفلسطينية
3- مستقبل الحليف الاستراتيجي بالضفة الغربية
4- مكانة (إسرائيل) الدولية في ضوء جرائمها

1- اشتعال الجبهة السورية واللبنانية والمصرية: (إسرائيل) على دراية واسعة بطبيعة المشهد السياسي في كل من مصر وسوريا ولبنان، وهي تعلم أن التغيير السياسي في مصر بعد الثورة سوف يدفعها إلى إعادة النظر في جغرافية ثكناتها وقواعدها العسكرية ومفاعلاتها النووية، فبعد توقيع اتفاق كامب ديفيد عام 1978م، عملت (إسرائيل) على نقل الثقل الاستراتيجي نحو الجنوب، نظراً للأمن الذي حققه نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، وبذلك هي تخشى من هجوم صاروخي يتم من الأراضي المصرية، أضف إلى ذلك موقف المجلس العسكري الأعلى والذي قد يستجيب للحراك الجماهيري في حال شنت (إسرائيل) حرباً ضد قطاع غزة.
أما سوريا فتشهد حراكاً شعبياً بدأ في درعا وربما يمتد ليصل إلى مناطق أخرى، وهنا (إسرائيل) تعلم أنه في حال ارتكبت حماقة ضد غزة فإن سيناريو توجيه ضربة عسكرية سورية لـ(إسرائيل) هو وارد وبقوة لحرف الأنظار وتوحيد الجبهة الداخلية السورية خلف الرئيس بشار الأسد ضد إسرائيل.
أما لبنان فأعتقد أن حزب الله اللبناني في ضوء المتغيرات السياسية لم يترك (إسرائيل) تنفرد بأهلنا في قطاع غزة وسيشعل الجبهة الشمالية لإسرائيل.
2- حجم المفاجآت العسكرية التي تحملها الفصائل الفلسطينية: لم تغب عن أجهزة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية طبيعة المفاجآت التي تمتلكها الفصائل، ومدى جاهزية الجبهة الداخلية الإسرائيلية للتعاطي مع تلك المفاجآت.
3- مستقبل الحليف الاستراتيجي بالضفة الغربية: من المؤكد أن حرباً محتملة ضد قطاع غزة قد تدفع السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية لإسقاط خيار السلام، والتحول نحو خيار الكفاح المسلح، وبذلك تتحقق وحدة السلاح وهي خير وسيلة لإنهاء الانقسام، وبذلك تخسر (إسرائيل) حليفاً استراتيجياً تمثّل بنخبة فلسطينية، ربما في ظل بيئة مقاومة قد تغادر البلاد، أو تحمل السلاح مع شعبها.
4- مكانة (إسرائيل) الدولية في ضوء جرائمها: في حال شنت (إسرائيل) حرباً أو عدواناً فإن ذلك من شأنه أن يزيد العزلة السياسية على دولة الاحتلال، وسيكون (غولدستون 2) مشرعاً في وجه القادة الإسرائيليين، ولن تحقق (إسرائيل) أي مكاسب من وراء الحرب سوى مزيداً من الإدانة والملاحقة القضائية.

ولكن في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية، يبقى كل شيء وارد، ولكن رسالة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة للعالم أجمع بأنه يرغب في أن يعيش بأمن وسلام واستقرار، وفي الوقت نفسه يرفض هذا الشعب كل أشكال جرائم الحرب التي قامت وما زالت تقوم بها إسرائيل، من قتل للأطفال والنساء والشيوخ، وانتهاكها الصارخ لحقوق الإنسان من خلال الحصار الجائر المخالف لكل القوانين والأعراف الدولية، وكأن استمرارية وديمومة الائتلاف الحاكم في (إسرائيل) مستمد من جرائمه ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، وتنكره لحقوقه المسلوبة.

ومن هنا تأتي حملة الإعلام الإسرائيلي في أنحاء العالم والتي تقوم على التضليل ونشر الأكاذيب واستجداء الرأي العام الدولي من خلال تصوير القذائف المحلية التي تطلقها فصائل المقاومة وكأنها صواريخ كروز تستهدف المدنيين الإسرائيليين، بينما الحقيقة هي قذائف بسيطة يعبّر من خلالها الشعب الفلسطيني عن نفسه بعدما فقد الثقة في القانون الدولي والقائمين على تطبيقه، حيث يتعامل المجتمع الدولي مع جرائم (إسرائيل) بازدواجية معايير واضحة، فجرائم الحرب التي قامت بها (إسرائيل) ضد أطفال فلسطين تفوق جرائم الطاغية معمر القذافي، فأين مجلس الأمن من مجزرة عائلة الحلو في غزة والتي راح ضحيتها ثلاث أطفال ومسن، وأين مجلس الأمن من الحصار على غزة...

العدوان الإسرائيلي في تزايد، وقد يفقد الجميع السيطرة، وحينها لا ينفع الندم، فالبيئة السياسية المحيطة بالمنطقة لا تسمح بأن تنفرد (إسرائيل) بقطاع غزة، فعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسئولياته، ويضغط على (إسرائيل) لوقف إرهابها للأطفال الأبرياء، فالكرة الآن في الملعب الإسرائيلي، كون رسالة الحكومة الفلسطينية وفصائل المقاومة في القطاع واضحة، فالجميع ملتزم بالتهدئة، طالما (إسرائيل) التزمت بها.

Hossam555@hotmail.com

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات