سؤال أصبح يفرض نفسه بعد إعلان النتائج الأولية والشبه النهائية في انتظار الحسم في نتائج اللائحة الوطنية الخاصة بالنساء والأخرى خاصة بالشباب.
النتائج أعطت تقدما ملحوظا ل"حزب العدالة والتنمية" الاصولى التوجه بقيادة" بن كيران "العضو السابق في "جماعة الشبيبة الإسلامية" بزعامة الشيخ عبد الكريم مطيع .لقد حصد الحزب أكثر من ثمانين مقعدا وهو يتوجه بثبات نحو تشكيل حكومة هي الأولى بعد الاستفتاء الدستوري والإقرار بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية حزب العدالة والتنمية تقدم إذن ونجح بعد أن جيش قواته المكونة من مناضلين ومتعاطفين وحاول استغلال فرصة انخراط أحزاب وطنية في صراعات ونقاشات باهتة استغلها الحزب وكذلك ضعف المشاركة في الانتخابات كانت سببا في تحقيق هذا الفوز الكاسح .إذ يعتقد أن الكثير من المواطنين رفضوا التوجه نحو مكاتب الاقتراع منهم من مل من وجود قنوات سياسية فاسدة ومنهم من امتنع عن الانخراط في المشاركة بدعوة أو استجابة لدعوات المقاطعة والتي تقودها مجموعات حزبية ونقابية وشبابية تحت يافطة "20فبراير ".ومن ابرز الداعين لرفض المشاركة حزب الطليعة اليساري الريديكالى وحزب النهج القاعدي وجماعة" العدل والإحسان "ومجموعات أصولية سلفية وأخرى نقابية .
ان ضعف المشاركة ونجاح الأصوات المقترعة في إنجاح حزب "العدالة والتنمية "دليل قاطع على وجود خصومة بين الشعب وحزب الاستقلال الذي قاد ائتلافا حكوميا اعتبره الكثير بان سياسته كانت كارثية في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية ناهيك عن السياسية .
لقد ودع حزب الاستقلال الحكومة الان حاملا معه خيبات أمل في العودة ...لكن الشعب قال الكلمة ولننتظر معارضة قوية مع انتظارنا لحكومة جديدة بنكهة أصولية لن تكون خالصة .
ينص الدستور الجديد على أن الملك يعين الوزير الأول من الحزب الفائز ولذلك ننتظر تعيين بن كيران وزيرا ورئيس أول حكومة بعد التعديلات الدستورية .
بن كيران ظل يتطلع لقيادة الحكومة منذ فترة، فهو يؤكد ان مشاركة حزبه العملية السياسية وتطلعه للفوز هو هدف استراتيجي لقيادة مرحلة مهمة تعرفها البلاد بل الأكثر من ذلك أن نشطاء الحزب كانوا يتوقعون فوزا ساحقا. وقد تحقق ذلك فعلا والآن هم سائرون نحو تشكيل حكومة ذات طبيعة أصولية على الرغم من ان الحزب لن يكون قادرا على تطبيق شعاراته الأصولية ولن يسمح بتجاوز خطوطا حمراء مرسومة سلفا لان إمكانية إحراجه وإفشال خططه أصبحت مدرجة في سلم الأولويات لجل الأحزاب التي ترى فيه منافسا قويا ومهدما لأحلام الكثير من القادة .
الخاسر الأكبر في هذا الاستحقاق الوطني ليس فقط أحزاب الكتلة التي حصدت مجتمعة 85 مقعدا ،بل تيارات حداثية وتقدمية دائمة التوجس من الإسلاميين المغاربة الذين انقسموا بين تيار قاد حملة انتخابية وتيارات نزلت بثقلها للشارع رفضا لمسلسل الإصلاحات .
التعليقات (0)