هل صواريخ الحرس الثوري الإيراني تحمل رسائل سلام ومحبّة للمنطقة ؟!

تناقلت وسائل الإعلام الإيرانية قبل أيام بكثرة خبر المناورات العسكرية للمضادات الجوية التي أجريت في حوالي نصف مساحة إيران البالغة مليون و 648 ألف کیلومتر مربع والتي أجريت من قبل الحرس الثوري الإيراني . جاءت هذه المناورات في توقيت عصيب للغاية حيث تشهد المنطقة أجواء حرب فعلية على مختلف الأصعدة أهمها إمكانية نشوب الحرب بسبب مواصلة طهران ملفها النووي الذي تتهم دول غربية إيران بالسعي لإنتاج السلاح النووي .
لا اعتراض على هذه المناورات التي تعتبر حقاً سيادياً واستعداداً طبيعياً لأي بلد يمرّ بأزمة مع دول العالم حول برنامجه النووي كما يمرّ به النظام الإيراني الذي يعتبر برنامجه سلمياً فيما تتهمه الدول المتخاصمة معه على أنه مشروع مخصص للأغراض العسكرية فهذا البلد يحاول عبر المناورات تلك درء المخاطر التي تتهدده فلا نقاش في ذلك . لكن ما يثير الإستغراب هو أن يوصف القائمون على المناورات التي تُستخدم فيها إيران أسلحة فتّاكة بغرض إسقاط طائرات العدو وصواريخه على أنها مناورات تحمل رسائل محبة وسلام للمنطقة.
فنقلت "جمهوري إسلامي " الصحيفة الإيرانية شبه الرسمية عن العميد في الحرس الثوري "شاهرخ شهرام" في تصريح للصحفيين في ختام مناورات الحرس لاختبار فاعلية المضادات الجوية الإيرانية بأنّ المناورات تحمل رسالة السلام والمحبة والامن المستديم للدول الصديقة والجارة وقال، ان الامن المستديم في المنطقة يتحقق بمشاركة دول المنطقة وايران".
لا أحد يمكنه تصديق رواية المسؤولين الإيرانيين لأنها لا تنطبق و المعايير و الدلائل المنطقية . ولا البراهين العقلية يمكنها أن تصدّق مثل هكذا استدلال . فجميع الدلالات تشير الى أنّ مثل هكذا مناورات مخصصة لأغراض المواجهة الدموية و الدمار والقتل فلا يمكن أن تحمل في طياتها رسائل محبة وسلام .
و كأن فصائل المقاومة في قطاع غزة التي تمطر الأن إسرائيل بوابل من الصواريخ وهي إيرانية الصنع "فجر 5" على أنها رسائل سلام تبعثها الى الشعب الإسرائيلي أو كأنّ إسرائيل تؤكد على أنّ عدوانها على غزة يحمل بشائر السلام وروح الأخوة بين الطرفين . فالأجدر بالمسؤول الإيراني أن يطبّق المثل القائل " حدّث العاقل بما يُعقل " لا أن يلفّ ويدور في فلك المفردات.

للمزيد مراجعة العناوين التالية :
http://www.alalam.ir/news/1389074
http://www.alalam.ir/news/1392004