محمد الشهابى
shehaby1999@hotmail.com
الحوار المتمدن - العدد: 2270 - 2008 / 5 / 3
المحور: العلمانية , الدين , الاسلام السياسي
الرد على مقال وفاء سلطان: نبيك هو أنت ...
فى البداية وقبل البدء فى الرد على هذا المقال أود أن أشير بأننى رغم قرارى بعدم الخوض فى مهاترات على شكل حوارات مع كاتبة هذا المقال حينما آثرت الرد بإقتضاب على هذا المقال من قبل لغلق هذا الفاصل من السباب الذى تشنه كاتبة المقال على الإسلام والمسلمين بدون أى منطق أو عقل وإسكتمالا منها للشيزوفرنيا التى تعانى منها بالإدعاء بحرية العقيدة والإعتقاد ثم تهكمها على الإسلام بمناسبة وبدون مناسبة حيث تتفنن يوميا فى إختلاق الأحداث التى تدعوها لهذا الهجوم الغير مبرر وكأنما جميع مشكلات العالم منذ بدء الخليقة سببها هذا الإسلام.
على كل الأحوال وإستجابة لإلحاح بعض القراء بضرورة الرد على هذا المقال بالتفصيل آثرت التخلى عن موقفى السابق بعدم الخوض فى تفاصيل هذا المقال وقررت الرد على ماتدعى :
أولا :
تتسائل كاتبة المقال تساؤلا بريئا " هل سينقرض الإسلام؟ ":
وأنا أجيبها هنا بأن الإسلام لن ينقرض بالأمانى أو من خلال تحليلاتها الثاقبة التى تدعى بأنها عن دراسة عميقة ومفصلة عن هذا الدين الهش الذى هو أهون من بيوت العنكبوت.
وأزيد أيضا بأننى لا أدافع عن الإسلام بدون وعى وبتشنج وعصبية وليس أدل على صدق ما أقول هو الخوض فى الرد على هذه المهاترات بالرغم من سطحيتها الشديدة التى تخلو من أى دراسة أو علم كما تدعى صاحبة المقال ولكن كل ما تسوقه هو إجتهادات شخصية منها تحاول إقناعنا ببعد نظرها وتضرب لنا الأمثال والعبر فيمن كان يتخيل أن يزور ملك السعودية الفاتيكان أو ماشابه من أحداث تتوهم بأنها هى بداية النهاية للإسلام .
وأنا أتسائل هنا من هو ملك السعودية ؟
ومن هم أمراء السعودية؟
وهل تعتقدين أن هؤلاء هم حاملى راية الإسلام وبسقوطهم سيسقط الإسلام؟
ثم تتطرق كاتبة المقال للقصة الأليمة للطفلة التى حبسها جدها ولم تنطق بالشهادة كما يقول حديث الرسول صلى الله عليه وسلم بأن الإسلام هو دين الفطرة.
وأنا هنا أقول بما أن كاتبة المقال إنتهجت المنهج العلمى فى التفكير حينما قالت بما أن – إذا ...
فأنا أتسائل من هذا المنطق العلمى :
ما قولك فى المرضى الذين يولدون صما بكما؟
وإلى كاتبة المقال أقول:
إن التخاطب والقدرة على التكلم يجب أن يتوفر فيها الأسباب العلمية بحيث يجب أن يستمع الطفل حين ولادته وأثناء نموه لمن حوله حتى يستطيع التفاعل معهم والبدء فى الكلام .
وهى ذكرت هنا أن هذه الطفلة حينما عثروا عليها لم تنطق بأى صوت بخلاف صوت القطار الذى كانت تسمعه دائما.
فكيف لهذه الطفلة أن تتكلم أصلا بل والأدهش ان تنطق بكلمات عربية.
ولماذا لا تطلبين أيضا الصم والبكم بضرورة نطقهم بالشهادة حتى نثبت أن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم صحيحا؟
هذا من ناحية .
ومن ناحية أخرى فكاتبة المقال لا تعلم شيئا عن الإسلام من كون الإسلام هو ما وقر فى القلب .
فكم من مسلمين ينطقون الشهادة فى كل وقت وهم بداخلهم لا يحملون من مبادىء وتعاليم الإسلام حتى أبسط أحكامه وقواعده فهل يطلق عليهم مسلمين؟
والكثير من إخواننا الصم والبكم ممن لا يستطيعون نطق الشهادة ولكنهم عن طريق لغتهم المشتركة إستطاعوا قراءة القرآن وفهم معانيه والإلتزام بتعاليمه فهل هؤلاء ليسوا بمسلمين؟
وهل قامت كاتبة المقال بفتح قلب هذه الطفلة والإطلاع على ماهية إعتقادها؟
أعتقد أن الرد كافى لدحض هذه الإفتراءات
ثم تسترسل وتتمادى كاتبة المقال فى سرد القصص والحكايات لأشخاص لا أدرى ماعلاقتهم بجوهر الموضوع الذى تتكلم فيه أمثال مايكل جوردن وروز بيت ومؤخرتين فى سروال ومختبر الأحياء حينما كانت طالبة وكثير مما أصابنى بالنعاس أثناء قراءة المقال إلى ان إكتشفت أنها تقوم بسرد هذا الفاصل الطويل من القصص والحكايات حتى تخبرنا بضرورة أن يقوم المسلمون بعدم إتخاذهم للرسول صلى الله عليه وسلم كقدوة حسنة ولابد عليهم أن يسقطوه وألا يتبعوه مجددا وتناست ان تذكر لنا رقم هذا الفرمان الذى صدر منها ويجب على الجميع إحترامه فورا.
ثم ساقت قصة أخرى لرجل يمنى وقامت بتشبيه فعلته المشينة بزواج الرسول صلى الله عليه وسلم بالسيدة عائشة وأنا هنا إحتراما لتعهدى المسبق بالرد على هذه الإفتراءات مهما كانت وقاحتها وتطاولها فإننى سأقوم بالرد عليها لربما تتعلم كيف يكون الحوار المتمدن والمتحضر.
لكاتبة المقال التى تجهل هذا الزواج المبارك أقول:
إن كتب السيرة التي قدرت للسيدة عائشة تلك السن الصغيرة عند زواج النبي بها، روت بجانب هذا التقدير أمرا أجمع الرواة على وقوعه ؛ وهو أن السيدة عائشة كانت مخطوبة قبل خطبتها من رسول الله إلى رجل آخر هو "جبير بن مطعم بن عدي" الذي ظل على دين قومه إلى السنة العاشرة للهجرة.
فمتى خطبها المطعم بن عدي لابنه جبير؟
ليس معقولا أن يكون خطبها وأبو بكر مسلم وآل بيته مسلمون؛ لأن مصاهرة غير المسلمين تمنعها الخصومة الشديدة والصراع العنيف بين المشركين والمسلمين.
فالغالب - بل المحتم - إذن أن تكون هذه الخطبة قبل بعثة الرسول، أي قبل ثلاثة عشر عاما قضاها الرسول في مكة.
فإذا بنى بها الرسول في العام الثاني للهجرة تكون سنها - إذ ذاك - قد جاوزت الرابعة عشرة.
وهذا على فرض أن "المطعم بن عدي" خطبها لابنه في يوم مولدها، وهذا بعيد كل البعد أن خطب البنت في يوم مولدها !!
أعتقد أن الرد على كاتبة المقال كان مستوفيا جميع النقاط التى أشارت لها
ولك أنت عزيزى القارىء أترك الحكم على هذه الإدعاءات والرد عليها
التعليقات (0)