مواضيع اليوم

هل سيصنع الإرهاب مستقيل البشر ؟!

أحمد قيقي

2014-11-09 22:08:11

0

ما زلت على يقينى بأن البشرية فى حالة مخاض متعسر  وأن نوع الجنين المنتظرلا يزال  مجهول الهوية , وأن ملامح مستقبله غائمة مضطربة غير معروفة السمات .   فحينما يصرح أوباما أن بلاده قد أساءت تقدير خطر جماعات الإرهاب المنتسبة إلى الإسلام الراديكالى فمعنى ذلك أننا فى عالم نفتقد فيه الثقة فى أمن مستقبل أبنائنا وأوطاننا وعالمنا لأنه حينما  تعجز أكبر قوة فى العالم وأكثرها امتلاكا لأجهزة  التنبؤ والاستشعار وكفاءة اجهزة الاستخبارات  , حينما تعجز عن معرفة خطورة الفكر التكفيرى ولا تحاصره من البداية  فمعنى ذلك أن الأسرة الدولية هى أسرة بلا أب  أو أن أباها صار فاقد الرشد عديم الأهلية .  هنا ارانى لست فى حاجة إلى سرد ما يعرفه القارئ من  انتشار القتل والذبح اليومى فى العالم العربى والإسلامى بيد الإرهاب , ومن فشل ما يطلق عليه التحالف الدولى فى  كسر جماعات القتل عن طريق الضربات الجوية العبثية , ومن ثم سأجدنى  مضطرا للتساؤل مرة أخرى عن مستقبل  الحياة والحريات  فى العالم عامة وعالمنا العربى والإسلامى خاصة  وذلك عن طريق طرح بعض  الأسئلة ومحاولة الإجابة عليها  :  - أولا - هل سيستطيع التحالف الدولى القضاء على جماعات القتل والذبح باسم الله  والذين ذكرت بعض التقارير الغربية أن مقاتلى داعش  حوالى الثلاثين ألف مقاتل  هذا عدا التنظيمات الأخرى التى لا تقل خطرا أمثال : القاعدة وتنظيم النصرة , وأنصار بيت المقدس , وطالبان , والجهاد وبوكو حرام وغير هؤلاء من الجماعات المنتشرة فى منطقتنا والتى استطاعت مد أزرع لها فى الكثير من دول العالم الأخرى ؟   -ثانيا - إذا لم يستطع التحالف الدولى القضاء على هذه التنظيمات  بحكم تغلغلها وسط الجماهير واعتمادها حرب العصابات وامتلاكها عقيدة حب الموت , إذا لم يستطع القضاء عليها فهل فى استطاعته  إقناع هذه الجماعات بتغيير  فكرها والاندماج فى حضارة العصر   وتفعيل معنى ( لا إكراه فى الدين )   ؟  أظن أن تغيير عقيدة وفكر هذه الجماعات  أصبح فو ق طاقة  أية قوة  مهما قدمت من أسباب الإقناع وقوة الحجة  لأن هذه الجماعات قد تشبعت بفكرها حتى صار جزءا من كينونة ووجود أفرادها - ثالثا -  هل لدى الحكومات العربية والإسلامية وقادة العالم المتقدم  أن يعودوا إلى ما تجاهلوه وغفلوا عنه من البداية  وهو  تجريم فكر الإرهاب  وتخليص المناهج الدراسية من  النصوص الداعية للقتل  ومعاقبة كل داعية  يحرض على استباحة دماء المخالفين لعقيدته   وهذا ما اطلقت عليه - حتمية اتفاقية دولية لحظر أفكار الدمار الشامل - فى مقال سابق على هذه المدونة ؟  .  ولو فرضنا جدلا أن العالم قد توصل لهذه الاتفاقية التى تجفف منابع الإرهاب  وتقضى أو تحد من اعتناق عناصر جديدة لفكره , لو حدث ذلك  فماذا عن  عشرات الآلاف بل مئات الآلاف التى اعتنقت  هذا الفكر  والتى لا يمكن زحزحتها عنه  , ومدى تأثيرها على مسيرة الحضارة البشرية  ؟    تلك  مجرد تصورات وأسئلة اطرحها  لعل التفكير فيها  والاحتياط لأجوباتها يكون مجديا  ومفيدا فى تجنيب مستقبل عالمنا الكثير من ألوان القهر والدمار




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !