مواضيع اليوم

هل سوف يؤدي التقدم التكنولوجي في مجال الطاقة البديلة إلى إلغاء الإعتماد على النفط وإنخفاض سعره؟

مدونة علوم

2014-10-09 23:25:44

0

هناك الكثير من التوقعات بخصوص الطاقة البديلة وإنتهاء الإعتماد على النفط ومصادر الطاقة التقليدية, للأسف جميعها متفائلة أكثر من اللازم. هناك الكثير من العوامل التي لم يدخلها المؤيدون لتلك النظرية في حساباتهم لعل أولها الشركات النفطية ذات التأثير والنفوذ التي سوف تقاوم أي محاولة لتعريض الأرباح الهائلة التي تتحصل عليها للخطر. العامل الثاني شركات تصنيع السيارات التي سوف تتأثر أرباحها وهي أيضا ذات تأثير ونفوذ يساوي بل وقد يزيد عن نفوذ شركات النفط وهي أيضا سوف تقاوم فكرة السيارات التي تعتمد الطاقة البديلة. العامل الثالث هو إمكانية تطبيق الفكرة وتعميمها تجاريا فمليون دولار سعر للسيارة الواحدة التي تعمل بتقنية الطاقة البديلة(كهرباء أو مياه مالحة) يجعل الحجة التي تستند عليها النظريات المتفائلة بدون أي قيمة فهل ثمن تلك السيارة سوف يكون بمتناول الجميع؟ من هم القادرون على دفع ثمنها؟ توفر المال ليس هو المشكلة بل أن الكثير من رجال الأعمال والأغنياء هم أكثر حرصا على المال الذي يجمعونه وليسوا على إستعداد لدفع مليون دولار ثمنا لسيارة لأنها فقط تعمل بواسطة الماء المالح أو الكهرباء. رجال الأعمال والأثرياء من تلك النوعية يقيسون الأمور بحسابات الربح والخسارة فكم سوف تساوي كمية الوقود التي يتم توفيرها؟ وهل تبرر الثمن المرتفع للسيارة؟ إن مزاعم تعميم فكرة السيارات التي تعمل بوساطة الكهرباء وهي من مصادر الطاقة البديلة على المستوى التجاري مثيرة للشفقة والضحك فهل إستطاعت تلك التكنولوجيا أن تديم الوقت اللازم لإستهلاك شحن بطاريات الهواتف الذكية أكثر من يومين أو الأجهزة اللوحية الذكية أكثر من ١٠ ساعات؟ العامل الرابع هو مصدر تلك الطاقة البديلة. في حالة كانت الكهرباء السؤال عن كيفية توليدها؟ هل من الممكن أن تعمل محطات توليد الطاقة الكهربائية بالماء المالح أو بواسطة الرياح؟ ومن أين تأتي الطاقة لشحن سيارة كهربائية مثلا؟ لمزيد من التوضيح سوف نأخذ مثالا بسيطا وهو الدانيمرك حيث من المعروف أنها دولة رائدة عالميا في مجال الطاقة البديلة وتصدير تكنولوجيا الطاقة البديلة. بعد كل تلك السنين من الأبحاث المضنية فلا أظن أن نسبة مساهمة الطاقة البديلة من مجمل الطاقة المستهلكة هو ٢٠% ولكن السؤال عن أي طاقة نتحدث؟ الطاقة الكهربائية وإستخداماتها في البيوت والمصانع وليس في وسائط النقل كالسيارات. وعلى الرغم من ذالك فهل إنخفضت أسعار إستهلاك الطاقة بالنسبة للمواطن الدانيمركي؟ الجواب هو لا فالمواطن هناك مازال يدفع عن إستهلاكه للطاقة واحدة من أعلى الأسعار في العالم لأن تعميم الفكرة بشكل تجاري مهمة غاية في الصعوبة فلا أظن حتى دولة بتقدم الدانيمرك سوف تستطيع التخلي عن مصادر الطاقة التقليدية خلال أي فترة قريبة. عندما يكون في وسع مواطن دانيمركي أو أمريكي أو فرنسي أو حتى صيني من الطبقة المتوسطة أن يقوم بدفع ثمن سيارة تعمل بالمياه المالحة أو الكهرباء حيث يمكن شحنها في بواسطة كيبل كهربائي أم تعبئة المحرك بماء البحر مثلا أو مياه مالحة فعندها نستطيع القول أنها بداية جيدة يتبعها تحسن في مستوى التكنولوجيا والإنتاج ممايؤدي إلى إنخفاض السعر حيث يتمكن شخص يعمل بالحد الأدنى للأجور من توفير ثمن سيارة تعمل بتلك النوعية من التكنولوجيا حتى لو لم تكن من النوع الفاره الذي ثمنه قد يصل إلى مليون دولار. وقد يتفاجأ البعض إذا ذكرت لهم أن أكبر نسبة من إستهلاك الوقود في دول مثل الولايات المتحدة والصين والهند تذهب للمركبات الشخصية فنحن لم ندخل بعد في حساباتنا الوقود المستهلك في شاحنات النقل والطائرات والسفن وغيرها من وسائط النقل المختلفة التي تعتمد على مصادر الطاقة التقليدية. وقد يكون سكان الأردن من المحظوظين بتك النوعية من تكنولوجيا السيارات التي تعمل بالمياه المالحة إذا توفرت لهم حيث هناك مياه البحر الميت الشديدة الملوحة والتي لا أظن أي نوعية مياه في العالم تستطيع التفوق عليها بتلك الخاصية. في تلك الحالة تستطيع الحكومات الأردنية والأجهزة المعنية بموضوع الطاقة التخلي عن خططها لإنتاج النفط الصخري وكذالك خططها بخصوص الطاقة النووية والبدء بمخطط طموح لتخفيض أسعار إستهلاك الطاقة الكهربائية ووقود التدفئة على المواطنين. ولكن بالنسبة لي عندي تسائل وهو من أين سوف يأتي شخص بمياه مالحة وهو يسكن في بلد لاتطل على بحر مثلا؟ هل يستطيع أن يقوم بخلط مياه الصنبور بملح الطعام وتعبئة محرك سيارته مثلا؟ أم هناك نوعية مياه جاهزة سوف تباع في محطات الوقود بدلا من البنزين؟ أم هناك وصفة منزلية يمكن إتباعها لتحضير تلك النوعية من المياه المالحة لمحرك السيارة؟ تخيلوا أن هناك تنافس بين الشركات لإنتاج مياه مالحة لمحرك السيارة, فتلك الشركة تزعم أن المياه المالحة التي تنتجها تمكنك من قيادة سيارتك ١٠٠ كم\لتر وشركة أخرى تزعم أن إذا ملئت محرك سيارتك بالمياه المالحة التي تنتجها فسوف تسمح لك بقيادة سيارتك ٢٥٠ كم\ساعة وسوف يتنافسون أيضا في سرعة السيارة والمسافة الإجمالية التي تقطعها. دعايات تجارية يتم فيها إستخدام أكثر النساء جمالا لجذب الزبون وإقتاعه ليس طبعا بمفاتن فتاة الدعاية ولكن بفوائد المياه المالحة التي سوف تجعل سيارتك تسير بأسرع من مركبة فضائية. ولكن هل تعلمون من هو الأكثر حظا؟ من يمتلك منزله بجانب شاطئ البحر حيث يمكنه القيام بملئ خزان سيارته بالماء المالح وبشكل مجاني وبسيط وكل مايلزمه في تلك الحالة هو وعاء بسيط أو مايقال له باللهجة العامية جركن ويستطيع القيام بتلك العملية في الفترة التي يستغرقها في تحضير قهوة الصباح. من يتفائل بمستقبل مزهر ومشرق لتكنولوجيا الطاقة البديلة قادم محمولا على بساط الريح فهو قد جانب الصواب ومن يروج بالتخلي عن مصادر الطاقة التقليدية فهو أيضا قد جانب الصواب. على الرغم من كل التقدم الذي تحققه تكنولوجيا الطاقة البديلة فلن تصل لنسبة ١٠٠% من إجمالي الطاقة المستهلكة حتى في دولة مثل الدانيمرك وسوف يكون هناك دائما قنوات لإستهلاك المزيد والمزيد من مصادر الطاقة التقليدية في المدن الصناعية والمصانع الضخمة ومجالات أخرى مما قد يؤدي إلى زيادة أسعار المصادر التقليدية للطاقة بدلا من إنخفاضها وفق نظرية بسيطة ملخصها (إنخفاض السعر يؤدي إلى زيادة في نسبة الإستهلاك مما سوف يؤدي في مرحلة لاحقة لإرتفاع السعر مرة أخرى حتى توفر المزيد من التكنولوجبا المتقدمة...وهلم جرا). وهكذا كان هو الحاصل في صناعة السيارات في الولايات المتحدة إثر فترة السبعينيات بما يسمى (صدمة الأوبك) والحظر النفطي حيث كانت نتيجة التقدم في تكنولوجيا محركات السيارات ورفع كفائتها مقارنة بالمسافة الإجمالية المقطوعة لكل جالون من الوقود هو زيادة المسافة المقطوعة من قبل سائقي المركبات وليس العكس. شكرا لوقتكم مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية رابط الموضوع على مدونة علوم وثقافة ومعرفة http://science-culture-knowledge.blogspot.ca/2014/10/blog-post_9.html الرجاء التكرم بدعم المدونة عن طريق زيارتها شكرا جزيلا مرة أخرى النهاية




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !