قالت صحيفة الحياة اليوم أن مصدرا سعوديا قد صرح لها بأن سلاح الجو الملكي السعودي شن غارات على مواقع المسلحين الذين تسللوا إلى الأراضي السعودية الثلاثاء وهاجموا دورية لحرس الحدود وقتلوا رجل أمن وجرحوا 11 آخرين.
وقال المصدر لـ «الحياة»: إن أي مسلح أو معتدٍ يدخل أراضينا سنضطر لضربه أو قصفه، وهذا ما فعلناه لحماية أراضيناوتوقّع المصدر أن تحسم المعركة خلال اليومين أو الأيام المقبلة، مؤكداً أنها «شبه محسومة لمصلحة السعودية، إذ إن فارق القوة واضح»، وذكر أن المعارك تدور في نطاق ضيق ومسرح حدودي معروف .
.وشدّد المصدر الذي تحدثت إليه «الحياة» على أن السعودية تبدي أقصى درجات الحرص والحذر، لئلا تقاد إلى معركة لا تريد الخوض فيها بمشيئتها.
ونفى مسؤول بوزارة الدفاع اليمنية ان تكون القوات السعودية ضربت اهدافا داخل اليمن .
من تصريحات المسؤولين السعوديين سنستنتج أن الحكومة السعودية لا ترغب بتدخل مباشر في اليمن ،أو هذا هو الموقف المعلن على الأقل . ومن الممكن تصديق أقوال السعوديين خاصة وان أي تحرك عسكري سعودي مباشر لن يحظى بتأييد بين بعض اليمنيين الذين يشعرون بحنق تجاه جارتهم الشمالية وهي مشاعر يمكن أن يستغلها جناح تنظيم القاعدة بالمنطقة وقد تلهب صراعا يتفجر من وقت الى اخر منذ عام 2004 . وكذلك لأن هذا التدخل لابد وأن يثير أعتراضات كثيرة من منظمات حقوق الأنسان العالمية في حالة سقوط ضحايا من لمدنيين وهو ما لا يمكن تجنبه كما اثبتت الأحداث . أضافة الى أعتراضات ومشاكل داخلية سيثيرها هذا التدخل .
كما ان تدخلا سعوديا مباشرا في اليمن سيستدعي تدخلا ايرانيا "وغير أيراني" مماثلا وسيزيد من حرارة صراع نفوذ أقليمي موجود أصلا في المنطقة .
ألا أن ما يظل غامضا في موضوع التدخل السعودي هو موقف الحكومة اليمنية . فهي من جهة لاتستطيع طلب عون السعودية بصورة مباشرة للأسبابا اعلاه ولأسباب داخلية كثيرة . ألا أنها من جهة أخرى راغبة بأي قشة تتعلق بها وتنقذها من الغرق .
جاء في بيان لمكتب الحوثي أنه "لا صحة على الإطلاق لما نشر في بعض وسائل الإعلام عن سيطرتنا على قرى سعودية، والأحداث تركزت في (جبل الدخان) مع الجيش اليمني."
وأضاف البيان أن "حرس الحدود السعودي هم من سلموا الموقع للجيش اليمني باعتراف السلطة اليمنية التي أعلنت سيطرتها على الموقع، وبعد طرد الجيش اليمني من الموقع بدأ حرس الحدود السعودي بالاعتداء بضرب المنطقة بشتى أنواع الأسلحة بدون أي مبرر."
كان الحوثيون "حسب تقارير" قد أعلنوا في وقت سابق سيطرتهم على موقع جبل الدخان الواقع بين الحدود اليمنية السعودية بمنطقة الملاحيظ .
تقارير أخرى أشارت الى ان الجيش اليمني انسحب بعد ساعات قليلة وبدون قتال تقريبا من المنطقة اللتي تسلمها من الجيش السعودي في جبل الدخان "وهذا يتطابق وبيان مكتب الحوثي" . الأمر اللذي جعل قوات حرس الحدود السعودي وجها لوجه مع الحوثيين اللذين نزلوا للسيطرة على المنطقة الخالية من القوات اليمنية، واللتي قدمت لهم على طبق من ذهب .
مما يثير علامات أستفهام كبيرة عن أسباب هذا الأنسحاب اليمني المفاجيء . خاصة وأن الجيش السعودي كان لايزال قريب من المنطقة اللتي قتل فيها أحد ضباطه وكان سيتدخل بالتأكيد لمعاونة الجيش اليمني ضد الحوثيين أذا ما عاودوا الهجوم .
التصرف الطبيعي في مثل هذه الحالة لابد أن يكون تعزيز الجيش اليمني لقواته في منطقة جبل الدخان وخاصة في المنطقة الحدودية اللتي استردها الجيش السعودي من الحوثيين لا الأنسحاب منها .
من الواضح بأن جكومة اليمن المتورطة في حروبها مع ثوار كثر سوف لن تتردد في قبول اي مساعدة خارجية تنقذها من ازمتها . فهل كان هذا الأنسحاب مقصودا لجر الجيش السعودي للدخول رسميا في الحرب اليمنية اليمنية بصورة غير مباشرة ؟.
والسؤال الثاني هو . هل نجحت الحكومة اليمنية في ذلك ؟؟.
international.daralhayat.com/internationalarticle/73532
التعليقات (0)