مواضيع اليوم

هل ستطيح المقاومة المدنية بالرئاسة الأولى؟

عبدو شامي

2014-05-11 09:42:30

0

 هل ستطيح "المقاومة المدنية" بالرئاسة الأولى؟

 

استحقاق الرئاسة الأولى في مهب الفراغ الذي وصل الى "مستديرة الصياد" آتيًا من "حارة حريك" على أن يحط رحاله في بعبدا ويستقر على كرسي قصرها ابتداء من 25أيار2014.

 

الساتيكو منذ تعطيل جلسات الانتخاب يختصر بالتالي: قوى 8 آذار تكرر يوميًا معزوفة أن لا رئيس في بعبدا ما لم يؤد واجب الطاعة للاحتلال الفارسي وهو ما يُعرف اختصارًا بالـ "مقاومة"، فيما يُصر ما يسمى مجازًا بـ "تحالف" قوى 14آذار (أو معظمه)على ترشيح الدكتور "سمير جعجع" الذي اعتبر أن الفراغ أفضل من تسليم لبنان الى حزب إيران، ومع تسجيل حراك مكوكي بكافة الاتجاهات السياسية للرئيس السابق "أمين الجميل" الذي يستعد على ما يبدو لإعلان ترشيحه رسميا ويُمَنّي النفس بحصد أصوات من خارج 14 آذار فيما الحقيقة أن "حزب الارهاب المنظم" يتلاعب بالجميع بمن فيهم حصانه الطروادي "ميشال عون" ويستخدم رَجله في المجلس النيابي "نبيه بري" لضرب الدستور وهدم ما تبقى من أسس للدولة.

 

ما لا يدعو الى الاطمئنان في هذا الصدد هو ما خرج به المجتمعون عقب اجتماع ضم وفدين من "تيار المستقبل" و"القوات اللبنانية" من حيث "اعتبار الاستحقاق الرئاسي جزءا من المقاومة المدنية" و"تعميم هذا التوجه في قوى 14آذار". فمضمون مصطلح "المقاومة المدنية" التي أعلنها "تيار المستقبل" و14آذار عقب اغتيال اللواء "وسام الحسن" والوزير "محمد شطح" لا يبشّر بالخير، فقد كانت آخر الملاحم البطولية التي سطرتها هذه "المقاومة" موافقة "تيار السعودية أولا" على تغطية "حزب الإرهاب المنظم" في احتلاله لبنان وحربه على الشعب السوري من خلال مشاركته إياه في حكومة ائتلافية! ثم تابعت تلك "المقاومة المدنية" تسطير انجازاتها بحروف من ذهب مع دعوة وزير الداخلية "نهاد المشنوق" القيادي الميليشيوي "وفيق صفا" لحضور اجتماع رسمي لقادة الاجهزة الأمنية الرسمية في وزارة الداخلية!! والمفارقة هنا أنه إذا كان هذا حال "المشنوق" الذي يفاخر به تياره على أنه من "صقوره" فماذا ننتظر من الحمائم والفراخ؟! ولا شك أن التاريخ سيذكر لهذا "الصقر" و"تياره" أنهم حولوا تسمية وزارتهم من "وزارة الداخلية والبلديات" الى "وزارة الداخلية والميليشيات".

 

هذا النموذج "المشرِّف" من "المقاومة المدنية" التي يُراد لها أن تدير الاستحقاق الرئاسي يفتح علينا الباب لتدفق سَيل من الاسئلة المقلقة:  

فما الذي يضمن لنا عدم تكرار سيناريو 28/11/2007 بضرب "تيار المقاومة المدنية" استحقاق الرئاسة الاولى من خلال تجاوز المسيحيين وتأييد رئيس ضعيف مسيّر وخاضع لحملة السلاح الإرهابي؟! ما الذي يضمن لنا عندما تأتي كلمة السر السعودية-الإيرانية أن لا يخرج علينا "عمار الحوري" مجددا كما فعلها عام 2007 عبر مداخلة هاتفية في مقابلة متلفزة فيُعلن تأييد تياره "ميشال سليمان" كمرشح توافقي مفاجئًا مرشح 14 آذار يومها "بطرس حرب" والقادة الاستقلاليين الموارنة الذين كانوا اجتمعوا في معراب تحت شعار "الأمر لك في الأمن لا في السياسة" معلنين بذلك رفض إيصال قائد الجيش ميشال سليمان الى سدة الرئاسة الأولى؟!

 

ما الذي يمنع "الحوري" أن يعلن هذه المرة تأييد "البعثي الملتزم" "جان عبيد" الذي أدى "مناسك الحج" بكافة أركانها سواء في بكركي أو في فرنسا أو في السعودية كمرشح توافقي؟! ألم يُعلن صراحة "المشنوق" منذ بضعة أيام أن مرشحه الشخصي هو "عبيد"؟!

 

ما الذي يحول دون إعلان "الحوري" تأييده التمديد للرئيس الخارج "ميشال سليمان" مكافأة له على مواقفه الأخيرة التي لم تتعد الأقوال الى الأفعال؟ وبذلك تكون الحملة التي شنتها عليه قوى 8آذار هي حقيقة حملة دعم انتخابية وحملة سَتْر لا حملة تشهير لأنه لن يلبث أن يعود الى بيت الطاعة الذي لم يخرج منه أصلا إلا في السنة الأخيرة من عهده ولدواعي انتخابية بحتة.

 

ما الذي يمنع "الحوري" من إعلان تأييد قائد الجيش "جان قهوجي" بطل "حرب البندقية الموحدة" في عبرا يوم سمحت له مناقبيته العسكرية بالقتال جنبًا الى جنب مع ميليشيا إرهابية بل وتلقي بعض الأوامر منها؟! الأمر غير مستبعد بالنسبة لـ"تيار المقاومة المدنية" الذي نظّم حفل تكريم على شرف "قهوجي" عقب معركة عبرا مباشرة، فلِمَ لا يُكرَّم بالرئاسة الأولى كما سبق وكُرِّم سلفه بها مكافأة على دوره المخزي في تغطية غزوات 7 و11 أيار الإرهابية وتسخير الجيش الوطني لخدمة قوى الإرهاب في قتل المواطنين واحتلال العاصمة؟!

 

لم يكن مازحًا مستشار "علي خامنئي" الجنرال "يحيى رحيم صفوي" عندما أعلن في 6/5/2014 أن "حدود إيران تصل الى جنوب لبنان"، لكن عتبي عليه أنه ناكر للجميل والعرفان لأنه لم يشكر صقور وأبطال "المقاومة المدنية" الذين عبّدوا له الطريق ليعلن تصريحه المعادي ذاك بكل ثقة وغطرسة وعنجهية واستكبار.

عبدو شامي

11/5/2014  




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !