مواضيع اليوم

هل ستضرب إسرائيل المنشئات النووية الايرانية فعلا؟!

نزار جاف

2011-12-08 06:34:03

0

هل ستوجه إسرائيل ضربة جوية للمنشئات النووية الايرانية؟ سؤال يتم طرحه بين کل فترة و أخرى، و في کل مرة تتم عمليات صياغة او بالاحرى تأليف عدة سيناريوهات للضربة الموعودة و نتائجها و تداعياتها، وبعد صخب و جلبة قد تستمر لأکثر من بضعة أسابيع، يعود الصمت و الترقب سيد الموقف و الاحداث و ينبري المحللون و المراقبون السياسيون للبحث عن موضوع و سياريوهات جديدة لتناول الملف النووي الايراني و لسان حالهم يقول(لاجديد تحت الشمس)!
السؤال المهم المطروح في مستهل مقالنا، يصبح أهم و أکثر حيوية و حساسية لو تمت إضافة کلمة فعلا للسؤال أي يکون السؤال بالصورة التالية: هل ستوجه إسرائيل فعلا ضربة جوية للمنشئات النووية الايرانية؟ نعتقد بأن الاجابة إيجابيا على السؤال بهذه الصيغة قد لاتکون سهلة بل و قد يکتنفها شئ من التعقيد و الغموض، لکنها في نفس الوقت ستميط اللثام عن عدة أمور و حقائق من المفيد جدا توضيحها و وضع النقاط على حروفها الصماء الجرداء.
النظام الديني المتطرف الذي شکل منذ بدايته صداعا للجميع بدون إستثناء، و ملأ الدنيا صخبا و زعيقا بطروحات و أفکار و مزاعم ذات اسس دينية(مختلف عليها أساسا)، شکلت دولة اسرائيل جانبا مهما جدا من تلك الطروحات و الافکار، وقد تمکنت من لفت و جذب نسبة کبيرة من المأخودين و المنبهرين بفکرة معاداتها لإسرائيل و (محوها)من الوجود، کما قال الخميني(اسرائيل يجب أن تمحى من الوجود)، وطفق من بعده تلاميذه و مريديه يرددونه دونما کلل، لکن، لابد هنا من التأکيد على أن هذه النسبة الکبيرة من المأخوذين و المنبهرين بأفکار و طروحات النظام الديني المتطرف في إيران قد کانت في الاساس على حساب الافکار الحماسية و غير المنطقية التي طرحها الزعيم المصري الراحل جمال عبدالناصر و التي زعم فيها بأنه(سيلقي بإسرائيل في البحر)! لکن الواضح أن أفکار و مزاعم عبدالناصر قد ألقيت في النهاية في البحر و بقيت اسرائيل بل و أبرمت إتفاقية سلام مع خليفته أنور السادات.
رجال الدين التمتعصبين في طهران، يعتقد الکثير من الناس البسطاء بأنهم يمثلون أرقا و صداعا لدولة إسرائيل بصورة عامة و لليهود بصورة خاصة، وان اسرائيل تصرف جل وقتها للبحث و التمحيص بشأن(التهديد الايراني)المحتمل ضد وجودها، قاموا بإشعال نار حرب تموز عام 2006، و التي إنبرى حزب الله اللبناني نيابة عن آيات الله في طهران لمحاربة اسرائيل، تلك الحرب الضروس التي کلفت لبنان و شعب لبنان أکثر من الکثير وخرجت لبنان منها بمآسي و کوارث و نوائب لاتحسد عليها أبدا، خرج منها حزب الله أيضا محطما و مدمرا و مثخنا بجراح عميقة جدا دفعت المنظمومة الدينية الحاکمة في طهران لإرسال مايقارب من 13 مليار دولار"کما أکدت وقتها مصادر دبلوماسية في بروکسل"، لزعيم الحزب السيد حسن نصرالله کي يرمم و يعيد بناء حزبه و منشئاته التي دمرت عن بکرة أبيها من جراء القصف الاسرائيلي العملي و الدقيق للمواقع و المنشئات الحزبية. ولايبدو ان ملالي طهران يفکرون مرة أخرى بإرتکاب حماقة أخرى بالتورط مع إسرائيل في أية مواجهة، وانما إکتفوا بما قدموه من"منجز"کبير بمحاربة اسرائيل، إذ أن المهم هو أنهم حاربوا اسرائيل و لايهم ماذ حل بهم، تماما مثل صدام حسين الذي ضرب اسرائيل بصواريخ أرض أرض لکن، ماذا حدث بعد ذلك؟ أيتامه و المنخدعين به مازالوا يتغزلوا بتلك الصواريخ التي دکت"عقر دار الصهاينة"! لکنهم لايسألون السؤال الاهم وهو:(وماذا بعد ذلك؟)، والحق ان التشابه الکبير بين صواريخ صدام حسين التي ضربت الاماکن المأهولة بالسکان في إسرائيل و بين حرب تموز 2006 من جانب حزب الله، يعيد الى الاذهان ثمة حقيقة مهمة و هي أنه مازال الحمقى و قصار النظر و الجهلة بکل مايمت لعلم السياسة بصلة هم من يسيرون الامور في بلدان الشرق على الاغلب، وان إسرائيل قطعا ستکون سعيدة و مطمئنة البال بوجود هکذا حمقى على دست الحکم و ليس أناس منطقيين و حکماء يتصرفون معها بکل السبل المنطقية و العقلية التي تحشرها في النهاية في الزاوية الحرجة و تجبرها على الانصياع للحقيقة و الواقع، ومن هنا، فإن بقاء نظام آيات الله على رأس الحکم في إيران هو أمر يخدم مصلحة و أمن إسرائيل و ليس من مصلحة اسرائيل مجئ نظام إيراني معتدل يهتم بشؤون شعبه و يترك فلسطين و القضية الفلسطينية لأهلها و ناسها، وفي سبيل ذلك، فإنه من المفيد و بين الفترة و الاخرى أن تثار تهديدات بصدد نية إسرائيل في توجيه ضربة للمنشئات النووية الايرانية، وطبعا فإن المستفيد الاول و الاخير من التهديدات الاسرائيلية لن يکون سوى النظام الايراني، إنها لعبة غريبة من نوعها ولکنه من السهل فهم مضامينها و أبعادها الحقيقية، بين ساسة الدولة العبرية الخبثاء و بين ملالي طهران الاغبياء!

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات