مواضيع اليوم

هل ستزف لنا ذكرى النكبة نبأ تحقيق المصالحة؟

حسام الدجني

2010-05-15 19:46:50

0

لم يكن ذلك مجرد أمنية نتمنى جميعاً تحقيقها، بل تستند على معطيات ومؤشرات تبشر بقرب تحقيق المصالحة الفلسطينية، وقد تكون ذكرى نكبة شعب فلسطين هي المناسبة الأمثل من أجل تحقيق المصالحة، حتى نؤكد من خلال وحدتنا السياسية والجغرافية على حق العودة، وان لا نترك المفاوض الفلسطيني بين مطرقة وابتزاز الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وبين سندان التمسك بالثوابت الوطنية.

المصالحة الفلسطينية هي خيار استراتيجي لجميع القوى الوطنية والإسلامية، شعار يرفعه الجميع ولكنه يحتاج إلى تطبيق، ولكننا اليوم نستطيع القول أن أولى مؤشرات التطبيق الفعلي للمصالحة الفلسطينية على الأرض بدأت في قطاع غزة، حيث يشهد يوم النكبة مسيرة جماهيرية تشارك فيها كل القوى الوطنية والإسلامية وفي مقدمة هذه القوى حركتي فتح وحماس، هذه اللوحة الجميلة لم تكن التجربة الأولى، فيوم الأسير الفلسطيني شهد مسيرة جماهيرية موحدة، وكذلك خرجت الجماهير الفلسطينية بشكل موحد لرفض قرار 1650 الصادر عن الجيش الإسرائيلي والذي ينص على إبعاد آلاف الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى قطاع غزة، في ترانسفير جديد يذكرنا في نكبة شعبنا عام 1948م.

من المؤشرات أيضاً ما يحمله رجل الأعمال الفلسطيني السيد منيب المصري، والذي قاد بنفسه جولات مكوكية من قطاع غزة إلى الضفة الغربية والعكس، حيث تفيد بعض التسريبات أن هناك توافق فلسطيني بين فتح وحماس على ملاحظات حركة حماس، وأن هناك ترتيبات تجريها الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة للتحضير إلى لقاء بين الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها حركة حماس مع السيد محمود عباس في قطاع غزة، حيث ستدفع هذه الزيارة المصالحة نحو الأمام، ليذهب الجميع موحداً إلى الراعي الحصري للمصالحة الفلسطينية وهم الأشقاء في جمهورية مصر العربية للتوقيع على ورقة المصالحة، وإعادة العلاقات المصرية الفلسطينية إلى سابق عهدها.

تأتي الجهود الفلسطينية استكمالاً للجهد العربي، فسوريا والسعودية وليبيا وقطر والأمين العام لجامعة الدول العربية بذلوا جهوداً من أجل تقريب وجهات النظر، وانضمت إلى الجهود العربية جهود إقليمية ممثلة بتركيا، ودولية توجت قبل يومين بلقاء الرئيس الروسي دمتري مدفيديف مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس السيد خالد مشعل بدمشق.

أن التعنت الإسرائيلي منذ اللحظة الأولى لانطلاق المفاوضات الغير مباشرة، سواء كان ذلك من خلال التصريحات أو حتى التطبيق على الأرض، والمتمثل ببناء 12 ألف وحدة استيطانية في الولجة، يرسل مؤشرات واضحة إلى دول الاعتدال العربي والى المجتمع الدولي والى السلطة الفلسطينية بأن إسرائيل لا تريد السلام، وهي فقط تريد استثمار الانقسام من أجل ابتزاز المفاوض الفلسطيني، وإرغامه التوقيع على تنازلات تمس الثوابت الوطنية، من هنا انطلق الجميع بأن المصالحة الفلسطينية هي صمام الأمان من أجل حماية ثوابتنا الوطنية، ومقاومة التحديات والمشاريع التصفوية، لذلك قد تكون ذكرى النكبة تحمل بذور وبشريات المصالحة الفلسطينية...

حسام الدجني
كاتب وباحث فلسطيني
HOSSAM555@HOTMAIL.COM
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات