تاريخ النشر: الاربعاء 12/1/2011م الساعة 21:57م
باتت الأيام القادمة عصيبة على الشعب الفلسطيني بعد انهيار كل مبادرات المصالحة بين حركتي فتح وحماس، وبات المواطن الفلسطيني حقاً على يقين بأن هناك كيانين منفصلين يعيش فيها الفلسطينيون ولا أمل لديه في الوحدة الفلسطينية- نأسف لهذا التعبير الذي يؤكد على عدم وجود وطن ولا أرض ولا دولة بالمستقبل القريب للفلسطينيين - كيان الشمال (الضفة الغربية )وكيان الجنوب (قطاع غزة) حيث قامت حماس بانقلاب عسكري على السلطة الوطنية الفلسطينية لتقطع الأمل في إنشاء الدولة الفلسطينية على حدود67 أقل القليل.
لقد أصبح المواطن الفلسطيني يسخر من الوضع القائم من الانقسام الذي يشوه النسيج الاجتماعي والوجود السياسي للشأن الفلسطيني، فعندما يقلب القنوات الفضائية ويسمع قضايا الانفصال لجنوب السودان عن شماله، وإلى المرحلة المشابهة لوضع غزة قبيل الانقلاب في لبنان بأن إسرائيل لن تسمح بسيطرة حزب الله على لبنان كما قالت سابقاً بأنها لن تسمح لحماس بالسيطرة على قطاع غزة، إضافة لقضايا مشابهة بالانقسام باليمن والصومال والعراق.........الخ.
إن قناعات شعبنا الفلسطيني لاجدال فيها بأنها عقيمة إذا تلاقت مع المصالح الحزبية والشخصية ، وهذا الحال يندرج على حركة حماس في الوحدة الفلسطينية بتمسكها بقطاع غزة ومماطلتها للمصالحة والتقلب في تصريحاتها الإعلامية بين الرفض واليد الممدودة للمصالحة من جهة، وبين قناعات حركة فتح بالسعي مضياً في المصالحة الفلسطينية حتى وإن لم تنجز أي شي على صعيد المصالحة مستعينة بذلك الوضع السياسي وعلاقاتها الشرعية الإقليمية الدولية ، ولكن الواضح للمواطن في قطاع غزة لهذا الواقع الفلسطيني بأن حركة حماس ليس لديها أي شيء تقدمه للمصالحة الفلسطينية وأنها ليست على قناعة بإعادة غزة أو الإنخراط في مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية، بل وعلى العكس تجهر دوماً بإعلامها الموجه للعالم العربي والإسلامي بأنها تسعى للسلام وأن يدها مفتوحة له وتتشكى بوجود قرار فيتو أمريكي على السلطة بالمصالحة أو تختلق الأكاذيب لإقناع مناصريها بالداخل وشعبيتها بالخارج لفهم الأمور على ما تقتنع به حماس بأن فتح والسلطة الوطنية الفلسطينية ترفض المصالحة ....الخ.
في ظل هذا الوضع القائم والمستمر نشهد حوار الطرشان بين حركتي فتح وحماس ولكن حماس تفهم لغة وحوار فتح ويبدو أن حركة فتح لم تفهم شي ولم تتعلم من مفاوضاتها مع الإحتلال الإسرائيلي، كم هي الأيام التي مرت على الإنقسام الفلسطيني وشعب غزة يعيش الويلات والويلات من قمع حماس لأبناء الشعب الفلسطيني يوماً بعد يوم تعذيبً وراء تعذيب ، لقد سقطت غزة بأيدي حماس وانهارت بعدها مؤسسات المجتمع المدني التي ينادي بها الرئيس محمود عباس دولة المؤسسات، كما إنهار النسيج الاجتماعي بقطاع غزة فكثرت الجريمة والفقر والبطالة وزاد الكبث النفسي لدى المجتمع وانتشرت المحارم، وكل هذا وحركة فتح تنتظر موعد لقاء حماس للمصالحة يوماً بعد يوم شهرً بعد شهر حتى أصبحنا على أعتاب الذكرى الخامسة للانقلاب العسكري على قطاع غزة أيتها السلطة الوطنية الفلسطينية ومازالت خياراتك ممدودة للمصالحة الوهمية من حركة حماس ، هذا الاستخفاف بالقيادة الفلسطينية ومجاراتها عبر حوارات وجوالات لتنعش عملية المصالحة ثم في يوم وليلة ترجع حماس بكم للمربع الأول يسيء للسلطة الوطنية الفلسطينية، وإنه لضرباً من الجنون أن تتلاعب حماس بإعلامها المسموم وعبر أفاعيها المتحدثة باسمها منهم من يمد يد حماس للمصالحة ومنهم من يتهم السلطة الوطنية بتدمير المصالحة بالاعتقالات ،ومنهم من يشن هجوماً على احتلال الضفة ومنهم من يسقط اتهامات جزافاً على قيادات السلطة أين هي السلطة الوطنية هل أصبح أمر غزة محسوم لحركة حماس وانتهت غزة بالنسبة لهم ، إن حماس تؤدب القيادة الفلسطينية بأفاعيها حرصاً على توازنها وتماسكها في قطاع غزة، أما عندما تشتكي غزة نقصاً في احتياجاتها المعيشية تلقي باللوم على الرئيس وعلى تجاهل السلطة الفلسطينية لأهل غزة، أي زمن هذا يا قيادتنا الفلسطينية وحماس تحاربكم بالمقاومة من الضفة وتقمعها في غزة.
ماذا نقول لقد سئمنا الصمت والاستخفاف بقيادتنا الفلسطينية ومن ملف المصالحة برمته، لقد أصبح اليأس هماً على أهل غزة في ظل الصمت الفلسطيني والعربي لاستعادة قطاع غزة إلى حضن الشرعية الفلسطينية فإلى متى هذا الوهن، هذا هو واقعنا وهذه هي حياتنا يا قيادتنا الفلسطينية ، لا نريد مصالحة لا نريد هذا الوهم الذي يعتصر قلوبنا نريد أن نشعر بالأمن والأمان وعودة قطاع غزة بأي وسيلة كانت عسكرياً أو عربياً لقد مل أهل غزة الصمت، أما عن طريق المصالحة الوهمية فلا وذلك لأن حماس تسير على النهج الإسرائيلي في ملف المصالحة وعلى عقيدة وتقية إيرانية مع السلطة الوطنية الفلسطينية ، وإن كان هناك صعوبات في استعادة غزة فالأجدر لقيادتنا الفلسطينية أن تعلن للمجتمع الفلسطيني والعالم العربي الصامت والاسلامي الغائب بأنها ستضيف ملف المصالحة مع حماس إلى قضايا الحل النهائي مع إسرائيل، ذلك أفضل لها من استمرار إبراز الجهة المعيقة للمصالحة على وسائل الإعلام وتوجيه اللوم لحماس وافتعالاتها لأن ذلك لا يهم في عقيدة حماس بل الأهم هو تحمل الوقت لديها للسيطرة والانقضاض على الضفة الفلسطينية.
التعليقات (0)