مواضيع اليوم

هل ستتمكّن إيران من تحوير مياهها الثقيلة الى مياه خفيفة !؟

خالد الأحوازي

2014-02-18 16:29:00

0

لا زالت الشكوك تحوم حول إمكانية عقد صفقة بين إيران والكتلة الغربية  فيما يتعلّق بالملف النووي الإيراني. يبدو أنّ إيران قبلت طوعاً أو مرغمة على إزالة الشكوك التي تثار حول ملفها النووي من خلال تعطيل مفاعل أراك الذي يعمل على المياه الثقيلة فقد لوّح المسؤول عن الهيئة الوطنية للطاقة الذرية الإيرانية "علي أكبر صالحي" قبل ايام في حديث مطوّل له مع القناة الإيرانية الناطقة بالإنجليزية " برس تي في" أنّ بلاده متمسّكة في إزالة جميع الشكوك وأنها مستعدة لتعطيل مفاعل اراك النووي الذي يعمل بالمياه الثقيلة.

Image

لكن رغم إحراز تقدّم طفيف في المفاوضات الجارية بين إيران والدول الستّ و رفع بعض العقوبات عن طهران، مازال البعض من المتابعين للشأن الإيراني ينظربشكوك الى جدوى نجاح المفاوضات الجارية بين الدول الستّ وإيران . فقد وصفها البعض من المتابعين بأنها عملية شاقة وصعبة وطويلة للغاية ؛ ما يعني أنّ نتيجة المفاوضات لا تبدو حاسمة في الوقت المنظور.فقد حددت إيران لنفسها وذلك على لسان كبار مسؤوليها فترة ستة أشهر لإنجاح المفاوضات لكنّ المعطيات تشير الى عكس هذا الإتجاه السائد بين المسؤولين الإيرانيين.وذلك لعدة اسباب منها:

أولاً: أنّ من يتحكّم بالملف النووي ليس الرئيس الإيراني حسن روحاني وجماعته فحسب بل للمرشد وبيته وقادة الحرس الثوري ووالزعامة الدينية في إيران اليد الطولى في تحديد مسار المفاوضات وما ستؤول إليه نتائجها.

Image

ثانياً: كيف يمكن للنظام الإيراني إقناع الرأي العام الإيراني بعدم جدوى التقنية النووية بعد أكثر من عقد من الخطاب المتشنّج والذي يصرّ على ضرورة الحصول على التقنية النووية المسمّاة بالسلميّة.

 ثالثاً: من سيعوّض الموازنة الإيرانية التي أهدرالنظام بلايين الدولارات منها لتدشين المفاعلات النووية وتقنية الطرد المركزي.؟ ومن أين سينفق النظام الأموال الكافية لتعطيل المفاعلات أو تحويرها مثل تحوير مياه أراك الثقيلة الى مفاعل يعمل بالمياه الخفيفة في حين يعاني الإقتصاد الإيراني من أزمة خانقة وعجز حاد بالميزانية.؟! لذلك يبدو أنّ طهران أمام مفترق طرق فقبولها بالتراجع عن ملفها النووي سيكلفها الكثير و مواصلتها الملف سيعرّضعها للضغوط والعزلة و مواجهة غير محسومة .

Image

إذا قبل النظام العروض المقدّمة أو رفضها فقد بات في موضع الندم. لكن صحّ القول القائل" سوف تندمون يوم لا ينفع الندم". لكن باستطاعة طهران أن تقوم بتحوير مياهها الثقيلة الى خفيفة وذلك بعد أن تحوّر نهجها وخطابها الثوري الى نهج متصالح ومسالم مع شعوبها أولاً ومن ثمّ مع العالم أجمع لكي تلقى الدعم الكبير في تحوّلها من دولة وضعت نفسها في الشرّ الى دولة تحاول فعل الخير.

 





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات