لقد بدأ الرئيس الإيراني حسن روحاني بانتهاج خطوات جدیددة في السياسة الخارجية والداخلية حيث بدأ جهوده لإصلاح ما أفسده نجاد خلال فترتي رئاسته للجمهورية فبدأ روحاني بفتح صفحة جديدة من العلاقات العامة الدولية كان في مقدمتها عدم التطرق لقضايا حساسة مثل محرقة اليهود التي كانت قضية ساخنة بين الحكومة الإيرانية برئاسة نجاد وخصوم إيران الدوليين بعد تشكيكه بالمحرقة و عقد مؤتمرات دولية في طهران لتبيين رأيه لكن على النقيض من ذلك بدأ روحاني سياسة الإعتراف بالمحرقة باعتبارها جريمة ضد الإنسانية وهذه خطوة ذكية قام بها روحاني لا نغفل أنها سوف لن تغيّر شيئ على أرض الواقع لو لن تقترن كلمات روحاني مع أفعال باتجاه التدخل الإيراني في المنطقة و فتح المجال للشعوب في إيران وعلى رأسهم الشعب الأحوازي من الحصول على حقوقه و الإفلات من المحرقة الثقافية التي يتعض لها من قبل النظام في إيران.
وفي المجال النووي غيّر روحاني خطاب نجاد المتشدد مع الغرب وأرسل وزير خارجيته لملاقات وزير الخارجية الأمريكي ليفتح صفحة الحوار المباشر مع هذا البلد لأول مرة في تأريخ الجمهورية الإسلامية تحاشى خاتمي القيام بها خوفاً من الطيف المتشدد في الحرس الإيراني القديم في مؤسسات الدولة لكن روحاني سار بهذا الإتجاه و تلقى إتصالاً من الرئيس أوباما رغم إفساد لقاءه الذي كان مزمعاً مع الأخير تحت ضغط الحرس الثوري وتهديداته لأنّ الكلمة الفصل في إيران تبدو كلمة الحرس الثوري وليست كلمة المرشد في الوقت الراهن.
وأما اليوم فقد خطى روحاني خطوة ثانية باتجاه إصلاح الداخل رغم كل العيوب والإنتقادات الموجهة لسياساته في المجال الداخلي لكن تعيين معاونية القوميات و الإثنيات في رئاسة الجمهورية تعتبر مهمة رغم أنها لا ترتقي الى الحد الأدنى من مطالب الجماهير القومية للشعوب الفارسية لكن يمكن استغلالها كفرصة للضغط على الحكومة لمنح مزيد من الحقوق للشعوب غير الفارسية. لكن تبقى خطوات روحاني في إصلاح ما أفسده نجاد هي في حقيقة الأمر جرئية على الرغم من أنّنا يجب أن ننتظر المزيد من علامات الضوء الأخضر لروحاني من قبل الحرس الثوري للمضي بالإصلاحات المطلوبة بعد أن حصل الأخير على الضوء الأخضر من قبل المرضد فعقبة الحرس الثوري تبدو صعبة للغاية لكن يجب أن لا تفقد الشعوب في إيران طموحها لتحقيق مطالبها عبر الضغط على الحكومة والنظام بجميع مؤسساته منها الحرس الثوري و المخابرات الإيرانية التي تعتبر هي من يدير ملفات شائكة مثل قضايا حقوق الشعوب وحتى قضية النووي وفتح أبوب الحوار مع الغرب وغيرها من القضايا.
التعليقات (0)