رفسنجاني هو من أقنع الخميني بوقف الحرب:
هل خاف الحرس الثوري من رئيس إصلاحي يقنع خامنئي بـ "تجرع السم؟
بقلم/ ممدوح الشيخ
"فعلها الحرس الثوري"، هذه خلاصة الإعصار الذي يتحرك بقوة ليضرب طهران!
فهذه القوة التي أنشئت لمركب من الأهداف أهمها حماية الثورة وموازنة قوة الجيش تحولت إلى كيان ديناصوري يبدو أنه ابتلع الدولة الإيرانية وتحول من عصا غليظة في يد المرشد إلى "ستار حديدي" يحدد للزعيم الديني خياراته، وبالتالي يحكم إيران من تحت عباءته، وهكذا كان الوضع في اليابان تحت الحكم الفاشي عندما كان الإمبراطور هيرو هيتو الذي اليابانيون يعتبرونه "إلها" يستمر في خوض الحرب العالمية الثانية "مجبرا" تحت ضغط النخبة العسكرية اليابانية، وياله من إله مقهور!
ومخاوف الحرس الثوري – على عكس ما يظن كثيرون مبررة بل منطقية تماما – فاحتمال فوز مرشح إصلاحي كان يحمل في طياته احتمال تغيير وجهة النظام الإيراني كليا. فالنفوذ المطلق لمرشد الثورة حتى في وجود الخميني نفسه لم يمنع رئيس الجمهورية – هاشمي رفسنجاني آنذاك – من أن يستصدر قرارا من الخميني بقبول وقف إطلاق النار في الحرب العراقية الإيرانية، وهو ما وصفه الخميني بـ "تجرع السم"، وبالتالي فإن هذه التجربة تجعل هذا الشبح ماثلا في ذهن قيادات الحرس الثوري وعندئذ كان يمكن أن يصل لمنصب رئيس الجمهورية إصلاحي يستطيع أن يعكس "مسار التدفق" بين المرشد ورئيس الجمهورية، ولو لمرة واحدة، وبالتالي يدير العلاقة مع الغرب – وفي القلب منها المشروع النووي – بمنطق تجرع السم!
التعليقات (0)