مواضيع اليوم

هل خاصمنا الحلم

علي فوزي

2012-08-30 11:12:43

0

إنسحبت بهدوء في الوقت الذي كانت به صويحباتها يلهين ويضحكن فرحات ... إنها ليلة العيد، لم تكُن في يوم على وفاق مع العيد، لم تعلم لهذا الأمر سبباً تساءلت مراراً في نفسها عنه لكنها لم تعلم للمرارة سبب وجيه ... هي مشاعر تنتابها، تستوطن أعماقها، أتراها رافقتها منذ الصغر؟ لم تكن ملابس العيد الزاهية تُفرحها لا ولا تقاسيم الفرح التي يرددها المنشدون في لياليه ...

مرارة تستوطن أعماقها منذ أن كانت صغيرة ... لمَ لا تُطالع فجر العيد كأترابها ... يتبخترون في الثياب الجديدة وبريق يشعّ من العيون الصغيرة ... ضحكاتهم وهم يمرحون تشقّ عنان السماء ... يتقاسمون قطع الحلوى ... لا ثيابها الجديدة أفرحتها ولا تسريحة شعرها المنسدل على كتفيها ولم تُزِل سحابة الحزن عن وجهها نقود في العيد مُنحت بسخاءٍ إليها ... جلست على سُلمِ المنزل الصغير تُراقب الأطفال وهم يلهون، وفي ألعاب العيد يخوضون في لهو بريئ بين غميضة وركوب الحصان يتأرجحون ... لم تستفزّها أيّ من الألعاب ولم تستطع أيّ من صويحباتها أن تقنعها بمشاركتهن ... جلست تقتنص النظر بعيون شاردة وعقل لا تعرف أين كان جنوحه .... وعيناها تتابع في صمت غيوم بدت في أفق السماء، حرّكت شفتاها تُسائل نفسها هل سأكون سالي رايد العربية ... لقد ترسّخت تلك المقابلة مع رائدة الفضاء الامريكية في ذهنها فقد تصفحتها مراراً على صفحات "الوطن العربي" مجلة يبتاعها أخاها بشكلٍ دوريّ ... شيئاً ما هناك بعيداً في الأفقِ السادر شدّها ... أيكون الفضاء وما يذخر حلمها؟ ... وبأيام تلت وعندما تسلقت سلّم العمر قليلاً، تعلقت بصورة "سناء المحيدلي " تلك اللبنانية التي جعلت المجد تحت أقدامها ... إحتفظت بكثير من قصاصات الأوراق التي تتكلم عنها ... شعرت بالفخر والكبرياء ... فمثلما تدحرج حلمها من الفضاء الى الأرض ... بات الحلم يُشكلّ عبئاً عليها ... وعندما أصبحت أحلامها مراقبة باتت رداءاً من الكوابيس ...  أضحت تخاف مجيئ الظلام بعد أن كان الليل رفيقها وحارس أحلامها ... فالليل لم يعُد يأتيها الاّ بالكوابيس ... لمَ لمْ يعُد للأحلام مكاناً في ليلنا ... حصار هناك ... موت هنا ... قصف وأطفال تبحث عن مكان لها تحت الثرى ... جوعى يُصاحبون قارعة الطرق ... شرقٌ مزدحم بالكوابيس ... تُرى هل خاصمتنا أحلامَنا ؟؟؟




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !