وقعُ سقوط صنعاء بيد جماعة الحوثيين الحليفة للنظام الإيراني لم يكن سهلاً على المواطن العربي .فقد واصلت أبواق طهران في القنوات العربية الموالية الترويج للتوجّه الإيراني القائل بأنّ حلقة التسلّط الإيراني اكتملت بسقوط اليمن. و ظلّت تتكرر يوميّاً مقولة أنّ طهران باتت تمسّك بأربع عواصم عربية. لكن يبدو أنّ هذا الأمر نظراً للوقائع على الأرض لم يكن سوى ثرثرة إعلامية من قبل طهران وحلفائها في المنطقة.
أنبأتنا الدعابة الإعلامية الإيرانية "محمد صادق الحسيني" المستشار الإعلامي للرئيس الإيراني الأسبق وهو ضمن سلسلة الإعلاميين المتحمّسين للنهج الإيراني في المنطقة العربية في حديث له مع قناة الميادين وهي محطّة قريبة لحزب الله اللبناني تروّج للممانعة والمقاومة الإيرانية في العالم العربي أنّ العواصم العربية الأربعة- بغداد ، دمشق ، بيروت و صنعاء- سقطت بالفعل في تصرّف الإيرانيين. فهل هذا الإدّعاء مجرّد دعاية إعلامية أم أنّ طهران بالفعل تمسك بخيوط الحلّ والعقد في تلك العواصم العربية الأربع؟!
"الحسيني" والذي يعرف عنه بخطابه الدعائي البوبوليستي القريب من نهج المخابرات الإيرانية اعتبر في حديثه مع الميادين بأنّ محورالمقاومة والممانعة سلاطين الشرق الأوسط و قادتها و أنّ طهران هي التي سترسم ملامح الشرق الأوسط الجديد. لكن الواقع يشير الى عكس هذا بسبب التخبّط السياسي الذي تمرّ به إيران. فهل سقوط جثامين الحرس الثوري واحدة تلو الأخرى تشير الى إنتصارات أم أنها هزائم لا غير؟ إذن لماذا يصوّر الإعلام الإيراني هزائمه على أنها انتصارات؟ّ!
إنّ مأزق الشرق الأوسط الذي وضعت طهران نفسها فيه قد تحوّل الى مستنقع سيلتهم قسطاً كبيراً من ثروة البلاد التي كانت بالأحرى أن تذهب لتنمية و تقدم وازدهارالشعوب في إيران وأنّ قتلى طهران الذين يسقطون يومياً كانوا بالأحرى أن يكافحوا في تقدم مشاريع البلاد التنموية والخدمية لا أن تذهب دمائهم سدىً في توريط هذا البلد الغني بثرواته والفقير بالخدمات التي يمنحها النظام لشعبه والسبب تلك السياسة الخائبة التي يسير تستثمر في سبيلها ثروة البلاد و مصادره. فأيّ نصر هذا الذي يتحدث عنه الإعلام الإيراني في الوقت الذي لم يستقرّ الوضع في تلك العواصم الأربعة و ظلّ الإيرانيون عاجزون عن إخماد نيران حروبهم التي ساعدت سياستهم على ارتفاع لهيبها. لابدّ من أنّ النصر الحقيقي يؤزّر به من يدعم الإستقرار و الأمن وليس لمن يوقد ناراً يعجز عن إخمادها فهذا الأمرما ينطبق على الإيرانيين حقّاً.
التعليقات (0)