هل حقا سرق الشيخ ؟!
بعد أن هدأت ، أو كادت ، العاصفة التي فجرتها "تغريدة" الكاتب صالح الشيحي ، فجرت وزارة الثقافة والإعلام قضية الشيخ عايض القرني والكاتبة سلوى العضيدان ، حيث قضت لجنة حقوق المؤلف بوزارة الثقافة والإعلام بتغريم الشيخ عائض القرني مبلغ 330 ألف ريال، في القضية التي اقامتها ضدّه الكاتبة السعودية سلوى العضيدان واتهمته فيها بالاعتداء على حقوقها الفكرية. !
ومن خلال تفاعل المجتمع السعودي مع هذه القضية يلحظ المتابع تبائنا حادا في الآراء ، بين مدافع عن الشيخ ومتشفي في التيار الإسلامي عقب الانتقادات القوية التي وجهها البعض للمثقفين السعوديين ٠ فهل سرق الشيخ حقا 90% من كتاب العضيدان (هكذا هزموا اليأس) ؟ ٠
لا اعتقد أن الشيخ عايض القرني متورط شخصيا في سرقة أفكار الكاتبة سلوى العضيدان ولكنه ربما أرتكب خطأ آخر أكبر مما سماه اقتباس !
وهنا يمكنني توضيح ذلك وفق معطيات منطقية ، وليس ذلك من باب الدفاع عن الخطأ أيا كان مرتكبه ، رغم أحترامي لشخص الدكتور عائض ومكانته الجديرة بالإنصاف ٠ فما الذي حدث ؟
يقول الشيخ القرني : أنه ألف ٩٠ (تسعين) مؤلفا ، وكتابه لا تحزن يتكون من ٦٠٠ صفحة من القطع الكبير ! فهل يمكن أن يقوم بهذا الجهد شخص واحد خلال فترة وجيزة ، مع مهامه الدعوية والعامة ، ومشاغله الخاصة ، ومتطلبات أسرته ؟ إلا إذا احتسب المطويات من ضمن هذا الكم من المؤلفات !
ألم يكن من الممكن أن يكون الشيخ قد أستعان بأشخاص آخرين لإنجاز عملية التأليف والمراجعة ؟ وإذا كان المتهم بوزن الدكتور عايض القرني يعرف القوانين وحقوق الملكية الفكرية وليس شخص عاديا فهو كذلك شيخ يعرف أن لحقوق الآخرين حرمتها ، وبما أنه انكر السرقة قبل الحكم ثم أعترف ضمنا بعد الحكم فربما اكتشف الخطأ بعد إثباته ٠ وحتى لو كانت هذه الفرضية صحيحة فالبحث والتأليف إبداع وطريقة علمية للتفكير ، وبناء المفاهيم ليس كبناء القصور ٠٠ نستأجر العمال والمهندسين للبناء والتشييد ! وعليه فأن الخطأ الأكبر - في تصوري - ليس في استئجار الشيخ (للقوي غير الأمين) لمساعدته في التأليف بل أن الخطأ الأكبر من الأقتباس الذي حاول تبريره هو الإستئجار في حد ذاته ! فالنتاج الفكري ليس قصيدة شعر نبطية يشتريها البعض ممن لا (يقرض) الشعر من الشعراء كما هو رائج في سياق أرتفاع الطلب على الشهرة من قبل الممتلئة (كروشهم) والمكتضة خزائن غرفهم بأنواع البشوت الفاخرة وألوانها المختلفة والتي من حقها على أصحابها "العدل بينها" في أستيديوهات القنوات الفضائية (والباقي موش مهم) !
إذن ، أن سرق الشيخ فتلك "قضية" وأن سرق (مساعده) "القضية" أكبر !!!
تركي سليم الأكلبي
التعليقات (0)