مواضيع اليوم

هل حقا حكم فرعون جمهورية مصر العربية؟

hakika arabia

2010-05-17 01:55:15

0

وهل حقا تدفن النعامة رأسها في التراب؟! وهل حقا ينتقل الضوء في خطوط مستقيمة؟! هذه عيّنة من معلومات خاطئة احدها قصصي الهوى والأخرى علمية الطابع. فما كان من المعلومات ذي طابع علمي ومصدره الأكاديميات والمختبرات العلمية فعادةً ما يلجأ العلماء لتصحيحه فور اكتشاف خطئه. أما ما كان ذا طابع قصصي فيواصل سريانه بين الأمم جيلاً بعد جيل دون تدقيق ولا تمحيص ليتحول إلى شياع وهمي مجهول المصدر يحسبه الكثيرون حقيقة مسلمه لكثرة وتنوع ناقليه. ولو جمعت ناقلي الخبر من شتى بقاع العالم في قاعة واحده لتتبع مصدر الخبر المشاع بينهم فلا تعجب إذا وجدتهم يشيرون إلى بعضهم البعض. ومن ضمن المعلومات القصصية الخاطئة التي يتناقلها الناس دون معرفة المصدر ولا دلائله هو علاقة فرعون بالقبط والتي نعرفها اليوم بجمهورية مصر العربية. فالمشاع اليوم عالميا حسب تفاصيل قصة فرعون الشهيرة هو انه كان احد ملوك القبط زمن حكم حقبة الأقباط. وانه حكم القبط لفترة تقع بين عام 1300 و 1200 قبل الميلاد. فهذه الفترة هي ما اتفق عليها المتخصصون كزمن تقديري لخروج موسى ببني إسرائيل من مصر. وهذا يعني أن فرعون كان قبطياً يفترض تواجد اسمه و لقبه وأحداث حقبته في لائحة أسماء وأحداث ملوك تلك الحقبة والتي تمكن علماء الآثار من جمعها وترتيبها من مئات الحفريات والسجلات والبرديات القديمة. فلماذا لم يجد العلماء الشرقيون ولا الغربيون حتى هذه اللحظة أي ذكر لفرعون لا بالاسم الذي حفظه القران والإنجيل والتوراة ولا بالأحداث ذات العلاقة بغرق احد ملوك الوادي في تلك الحقبة ولا لانشقاق البحر ولا ذكراً لشعب بني إسرائيل كند لشعب الأقباط ناهيك عن هروب هذا الشعب من القبط؟!! بل ما وجده علماء اللغات في الحقبة المعنية ليس اسم أو لقب "فرعون" بل هو اسم الملك رعميس (رمسيس) الثاني ولقبه اوسر – ماعت – رع ستب – ان - رع وابنه مرنبتاح ولقبه بان – رع- حوتب – اير – ماعت. ومعرفة أسماء والقاب الحكام كان جديرا بان يحسم انتفاء اسم فرعون بين حكام بلاد وادي النيل وخصوصا في عهد موسى(ع). ومع ذلك هناك من يواصل البحث عن فرعون المصري بين حكام الأقباط؟! أما بالنسبة للأحداث المتعلقة بفرعون من غرق ومطارده لبني إسرائيل فلا يوجد في ذاكرة شعب وادي النيل أي من هذه الأخبار المكتوبة كما أكد الكثير من علماء الآثار والتاريخ. فها هو فراس السواح على سبيل المثال لا الحصر يقول مستنكرا " ..أما عن زمن الخروج، فهناك اتفاق على وضعه قرابة عام 1260 ق.م. إبان حكم .. رمسيس الثاني.. إلا أنه رغم الجهود الكبيرة التي بذلها المؤرخون حتى الآن، فقد فشلوا في إيجاد أساس تاريخي لقصة الخروج من مصر، وبقيت النصوص المصرية صامتة صمتا مطبقا عن هذا الحدث المركزي في كتاب التوراة.. فمن غير المعقول أن يغادر مصر ستمائة آلف مسخر من أشباه العبيد، وينسحبون من الدلتا في قتال تراجعي نحو برزخ السويس حيث يهزمون الفرعون ويتسببون في مقتله، دون أن تأتي سجلات ذلك العصر الذي يعتبر من أكثر فترات التاريخ المصري توثيقا، على ذكرهم." فجميع علماء الآثار في العالم المعاصر ومن دون استثناء اصطدموا بهذه الحقيقة إلا أننا لم نسمع لأحدهم تصريحاً بعدم وجود أي دليل علمي ملموس على حكاية أن فرعون موسى كان من ضمن سلسلة حكام وادي النيل. والسبب هو أن قوة الشياع العالمي القصصي والذي يصر على أن فرعون موسى حكم بلاد وادي النيل لم يفسح أي مجال لاستنتاجات العلم والعلماء ذات العلاقة. ومصدر هذا الشياع في الغرب هو التوراة. ومصدر ذات الشياع في الشرق هو روايات بعض المؤرخين المسلمين والذين نقلوا وبحسن نية شياعاً قديماً سابقاً لزمانهم مصدره التوراة أيضا. فحتى المؤرخين المسلمين استسلموا لشياع قديم كما هو الحال مع الكثيرين من علماء الآثار اليوم رغم أنهم اصطدموا بحقائق مخالفة للشياع المنتشر في زمانهم. فعلى سبيل المثال أدرك ابن خلدون و المسعودي من قبل كما جاء في التراث العربي حقيقة أن أهل الخبرة من سكان وادي النيل لا يعرفون مفردة فرعون بل أن هذه المفردة لا توجد في لغتهم أصلا كما نقرأ في التراث العربي "..قال المسعودي وسألت جماعة من أقباط مصر بالصعيد وغيره من أهل الخبرة عن تفسير اسم فرعون فلم يخبروني عن معنى ذلك ولا تحصل لي في لغتهم.." فليس عجبا ألا يعرف سكان وادي النيل في زمن المسعودي حتى مفردة فرعون كما لم يجد لها علماء اليوم أي اثر يعتد به. ومع تزايد الضغط على علماء الآثار للعثور على أي اثر لفرعون الوارد ذكره في القرآن الكريم أو حتى أي إشارة له في بلاد القبط فخرجوا حينها بمخرج خجول وهو أن مفردة "فرعون" هي تحوير يهودي للقب "بر-عا" والذي كان يعني "البيت الكبير" أي بمعنى الديوان الملكي أو السلطاني أو الرئاسي بمفهومنا اليوم؟! مما يعني أن قوله تعالى لموسى {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}(طه/43-44). يعني إذهب يا موسى إلى الديوان الملكي وقل له قول لينا؟! هذا جل ما أمكن للعلماء طرحه على الناس لتفسير العلاقة القصصية بين فرعون و القبط مع المحافظة على الأمانة العلمية؟! وهكذا ستبقي النعامة تدفن رأسها في التراب في ثقافتنا بينما لم يرَها أحد منا تفعل ذلك قط لا في الماضي ولا في الحاضر ؟! وسيبقي العلماء يبحثون عن فرعون في القبط في حين لا يزال القرآن الكريم يخبرنا كل يوم وإلى يوم الدين بحقيقة أن فرعون كان بمصر ولم يكن بالقبط. وسيبقي الحال على ما هو عليه حتى يدرك العلماء ومن ثم الناس حقيقة أن القبط لم تكن قط مصر موسى (ع)، وان هناك بلاداً في عهد موسى (ع) تسمى قبطاً وبها الأهرامات الشهيرة وفي نفس الزمن كان هناك أيضا أراضي صغيرة المساحة بالجزيرة العربية تسمى أمصاراً متخصصة في توفير الخدمات التجارية. أو بمعنى أخر لم تكن مصر موسى (ع) سوى احد الأسواق العربية المركزية بالجزيرة العربية. وللمزيد من التفاصيل راجع بحث "نداء السراة - اختطاف جغرافيا الأنبياء"

 

http://www.tajdeed.org/article.aspx?id=10214

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !