مواضيع اليوم

هل حب الوطن مادة تدرس في كتبنا..؟

Saja Abdeli

2009-02-14 12:13:35

0

 سجا شوكت العبدلي

ـــــــــــــــــــــــــــــ

ُامسية مميزة بالفعل قضيتها برفقة صديقتي ندى( يمنيةُ الأصل) وأسرتها في إحدى مطاعم عمان الجميلة، زادها جمالاَ وروعة مجموعة من الطلبة القادمين من لبنان في رحلة ترفيهية الى الاردن كما بدا لي، ولوهلة صغيره أحسست إني في ربوع لبنان (التي لم أزرها من قبل) بفضل هؤلاء الشباب الذين ملئوا المكان بهجة وفرحاً ، وهذا ما عهدناه دوما من الشعب اللبناني المحب للفرح والسهر ، لكن عشقهم للحياة هذا له نكهة و سر لم يكن خفيا لي فقد استطعت رؤيته في وجوه الشباب والشابات اليافعين، الذين قرروا وأستاذهم ان يتولوا قيادة الغناء والعزف حينها وسط المطعم. فكان اول ما تغنوا به هو لبنانهم واملهم فيه الذي لا ينتهي ، وعندما بدأوا الغناء كان اول ما استهلوا به و بكل حماسة أغنية لوطنهم " راجع راجع يتعمر راجع لبنان ... راجع راجع يتعمر أحسن ما كان " ثم أتبعوها بأغنية أكثر ما أعجبني فيها " الشمس راح تطلع تزين سما بيروت " لم استطع كتمان ما أحسست به من مشاعر حينها فقد اقشعر بدني لهذه الأغاني الوطنية المليئة بالتفاؤل والتي تفيض حباً وحناناً وأملاً بالوطن، فما من شيء زاد من حماستي لهم سوى هذا العشق المتدفق من عيونهم البريئة.

سراج ،فرح، ونجوى كانوا من ضمن الطلاب الذين التقيت هناك وعبروا لي عن حُبهم لبلدهم باللهجة اللبنانية التي أعشق ، وبكل ثقة اخبروني أنهم لا يبالون بالاختلافات السياسية والطائفية في لبنان ، فهم كما قالوا أبناء بلد واحد حتى وان كانوا من طوائف مختلفة ومغرمون الى حد الجنون بوطنهم .

بكل حماس قال لي سراج " لولا أهمية بلدنا لما كان كل هذا الخلاف عليه" جميلة ومهمة تلك العبارة العفوية والتي جعلتني استرجع بألم لحظتها ما حدث في العراق، فلو لم يكن الوطن كنزاً في عين أعدائه لما حصل ما حصل لكل من العراق ولبنان وفلسطين . كان هؤلاء الطلاب يعرفون ان هناك سبباً ومسبباً لكل ما يحصل في بلادهم، وببراءتهم قالوا: أنهم لا يفهمون ولا يعرفون من هو السبب جراء ما يحصل .

تساءلت في نفسي كثيرا حينها كيف نشأ هؤلاء الشباب على حب الوطن؟
هل حب الوطن مادة تدرس في كتبنا..؟
ام هي تراث من تراث بلادنا..؟
ام جزء خفي في جسدنا عجز عن اكتشافه العلماء والباحثون..؟
وما الذي جعل الوطن حاضرا في قلوبهم وألسنتهم وفرحهم وغنائهم حتى وهم في رحلتهم الترفيهية؟

برايي كعاشقة محترفة لوطني بكل ما فيه ارى ان عشق الوطن هو فطري، ترعرعنا عليه ونشأنا منذ الصغر، فهو سر من اسرار الكون التي لم ولن تكتشف بعد .

لم تكن تلك الأمسية بنظري مجرد ليلة استمعت بها الى غناء هؤلاء الشباب عن وطنهم بل كانت تعني لي الكثير من الأمل والفخر بالجيل العربي الذي وان بدا متأثراً بالثقافة الغربية ظاهرياً ولكنه عاشق مخلص لتراب وطنه وسوف يقدم الكثير في سبيل ان يعود الى مجده.
غادرت المكان وأنا أدندن هذه الأغنية "راجع.. راجع.. يتعمر راجع لبنان"، وكان أخر ما استمعت اليه في تلك الليلة بعد وداعهم وأنا في طريق عودتي الى المنزل هو "فيروز" ... فيروزتهم التي يعشقونها كعشقهم للبنانهم فهي جزء منه وهم جزء من ذاك البلد الجميل .

لكم الحاضر والمستقبل أيها الشباب... ولا يوجد ما هو أغلى ولا أقدس من ان نفني انفسنا في سبيل حب الوطن.

Saja.abdeli@yahoo.com

كاتبه عراقية




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !