لا أريد أن أكون مجرد ناقد لما يجري في ليبيا ولا أريد أن أكون مداحا طبالا . الشئ الوحيد الذي نشيد به ونفتخر به جميعا هو شجاعة ثوارنا وإصراهم على القضاء على القذافي ونظامه القمعي وما كلفهم من قتلى وجرحى وتشريد وتدمير. ونقف إكبارا لهم وترحما على شهدائهم وتمنياتنا بالشفاء لجرحاهم ورجوع المفقودين والمشردين . وهذا الشرف الذي إستحقوه ثوار ليبيا عن جدارة سيبقى منارة في تاريخ ليبيا المعاصر . والثوار الذين ضحوا بكل مرتخص وغال يجب أن يكون صوتهم مسموعا في إقامة دولة ليبيا الجديدة ونظامها السياسي وسياساتها الخارجية والداخلية ، حتى تسليم السلطات للبرلمان والحكومة الليبية المنتخبة بعد إنتهاء الفترة الأنتقالية . وحتى بعد قيام البرلمان والحكومة المنتخبة نريد ان ينص الدستور على أن القوانبن الأساسية وتعدبلها والمعاهدات والأتفاقيات الثنائية والدولية يجب أن تحوز موافقة البرلمان أولا وأن يجرى عليها إستفتاء شعبي قبل نفاذها . وأن إقتراح القوانين وتعديلها يكون بطلب من البرلمان أو يطلب عدد 50 ألفا من المواطنين كما هو الحال في سويسرا.
كما أود أن أضيف بأني متفائل بتحرك المجلس الانتقالي في الأيام الأخبرة وظهور بعض أعضائه في ندوات على تلفزيون ليبيا الأحرار. ونأمل أن يزداد هذا الظهور وهذه المناقشة للأحداث الجارية . لكن الأسف كل الأسف هو عدم بداية المحطات التلفزيونية في البت من طرابلس حتى يتمكن الكتاب وأصحاب الراي في المشاركة في المناقشات في هذه الفترة الهامة فالأعلام الليبي يشتغل بلا رئة .. الشعب الليبي لا يريد أن يوضع أمام الامرالواقع فيكبل قبل إنتخاب البرلمان بقوانين وتشريعات وأحلاف قد يصعب إلغائها .
اما الشئ الأخر الغامض فهو موقف الناتو الذي أعلن بانتهاء مهامه بنهاية أ كتوبر وإنتهاء مفعول قرارمجلس الامن بحظر الطيران الذي وافق عليه مجلس الامن اليوم .,
أما مطالبة رئيس المجلس الأنتقالي بتمديد مهام الناتو حتى نهاية هذا العام أو إستمرارالناتو لفترة أطول كما طالب بعض المجتمعبن في الدوحة ، فلا نعرف هل إستمرار الناتو سيكون بموافقة مجلس الأمن وتحت علم الامم المتحدة والسكرتير العام للأمم المتحدة ومباركة الجامعة العربية . أوبأتفاق مباشر بين ليبيا والناتو مما قد يعني دخول قوات أرضية في أشكال مختلفة في صورة شركات أمنية كما هو الحال في العراق . ثم سمعنا بأقامة حلف بين ليبيا ودول الناتو وبعض البلاد العريبية المرتبطة بالناتو سياسيا . فلم نفهم خاصة أن كلمة الأحلاف لها سمعة سيئة في عالمنا العربي . وهنا أود ان أوضح أن القواعد العسكرية وحلفنا مع بريطانيا في العهد الملكي كان مبعث مشاكل أدت إلى زعزة النظام الملكي حتى إستطاعت الطغمة الضالة بقيادة القذافي اللقيام بانقلاب ستمبر المشئوم الذي أذل الشعب ودمر البلاد وعاث فيها فسادا لفترة 42 عاما .واخاف أن يتخذ أعداء ثورة 17 فبراير من الحلف مع الناتو فزاعة بأتهامها بأنها وليدة الاستعمار الغربي وأن حماية الناتو للمدنيين لم تكن سوى لأحتلال ليبيا وإستغلال ثرواتها وهي التهم التي يسوقها كثير من الدول المعادية اليوم.
والنقطة الهامة التي لم أفهمها لماذا يبت في مسائل هامة وقرارات مصيرية بتصريحات خارج ليبيا . إن هذه المسائل الهامة يجب ان تتار داخليا وتعرض على الشعب للمناقشة قبل أتخاذ قرار بها خارج البلاد . ورغم أننا نشكر قطر على مساعدتها لليبيين للتخلص من القذاف إلا أننا ناسف لتصريحات المسئولين القطريين بان ثورة 17 ستمبر قادتها وشاركت فيها قوات قطرية بالمئات أو الألاف. ثورة 17 فبراير أشعلها ثوار ليبيا الشباب وقادوها وأنتصروا فيها بمساعدة دول الناتو وبعض البلاد العربية بطلب من الامم المتحدة التي لها فضل نجاح الثورة الليبية . ودور دول الناتو وبعض الدول العربية لم يكن ألا لتنفيذ قرار مجلس الأمن ومساعدة الليبيين . وكذلك الحال بدعوى الرئيس عمر البشير بانه إنتقاما من القذافي لدوره في دافور قام السودان بمد ثور ليبيا في الجبل وطرابلس ومصراتة وبنغازي والكفرة وغيرها بالسلاح وأن كل سلاح الثوار كان سودانيا 100%. إذا كان هذا صحيحا فما هي حكاية الطائرات الفرنسية التي أنزلت الأسلحة لثوار في الجبل جوا وما هي أقوال المجلس الأنتقالي بشراء الأسلحة . أليس الشعب الليبي حريا بمعرفة كل الحقائق من المجلس الانتقالي .
التعليقات (0)