مواضيع اليوم

هل حان تهويد المسجد الاقصي

مي عبد الحفيظ عباس

2010-03-27 01:38:29

0


أحداث كثيرة متسارعة في سباق مع الزمن تتوالى على الساحة الفلسطينية، في مسلسل يثبت للمتابع الفطن أن الكيان الصهيوني (إسرائيل) قد أفلست وصارت تخطو الخطوة تتبعها الأخرى؛ لتثبت جدوى بقائها في هيمنة عسكرية واقتصادية أتبعتها بفرض الهيمنة السياسية وانتزاع الشرعية التاريخية من عدة مناطق في فلسطين، مثلت عبر قرون من الزمن معالم إسلامية عريقة.

إن ما تقوم به إسرائيل بطمس الوجود التاريخي الإسلامي في القدس الشريف وإحلال التاريخ اليهودي عوضا عنه محتجة بقصص ومزاعم وروايات تناقلها الحاخامات جيلا عن جيل، مؤمنين بها وداعين إليها بدعم عسكري يحقق ما يرمون إليه وهم فيما ذهبوا إليه جادون كل الجد. بدءًا بالاستيطان الذي سبقه هجرة قسرية للمقدسيين من القدس بالتضييق عليهم ومضايقتهم. ثم إعلان قرار بناء 1600 وحدة سكنية استيطانية في القدس، ضاربة بالمجتمع الدولي عرض الحائط ثم محاصرة منطقة المسجد الأقصى و من قبل فرض السيطرة الكاملة على الحرم الإبراهيمي في الخليل؛ بدعوى أن النبي سليمان بناه فوق المغارة التي دفن فيها النبي إبراهيم مع زوجته سارة وأبنائه يعقوب وإسحق عليهم جميعا السلام, ثم أتبعه سيطرتهم على مسجد بلال بن رباح في بيت لحم بحجة أنه قائم على قبر راحيل زوجة يعقوب الثانية وأم يوسف عليه السلام, وقبل كل هذا كان قد تم بناء أكثر من خمسين كنيسا يهوديا تحيط بالمسجد الأقصى من كل اتجاه بحسب تصريح الشيخ كمال الخطيب، ثم تتويج ذلك ببناء أضخم وأكبر كنيس لليهود في العالم، وهو كنيس الخراب على أرض أوقاف إسلامية بجوار حائط البراق الذي يمثل الجزء الغربي للمسجد الأقصى!! و بحسب الأساطير والنبوءات اليهودية فإنها تتحدث عن حاخام إسرائيلي عاش في القرن الثامن عشر تنبأ بأن يوم البدء في بناء هيكل سليمان على أنقاض المسجد الأقصى هو اليوم الذي يلي إعادة افتتاح كنيس الخراب.

إذن فقد أحاط اليهود المسجد الأقصى بالكنائس والمعابد ولم يبق فقط إلا الإعلان عن تهويده تمهيدا لهدمه وبناء الهيكل على أنقاضه!!
فهل ينتظر المسلمون بعد كل هذا عقد القمة العربية في ليبيا في السابع والعشرين من مارس الجاري, أم أنهم فقدوا الأمل في هؤلاء؟! ومهما يكن فإن الشعوب المسلمة حية وباقية لم تبتلعها الأرض ولن تموت وسيبقى الإسلام قويا عزيزا باقيا.

إن الأمة الإسلامية أمة عريقة وذات حق تاريخي وشرعي قوي تمتلك دافعا عميقا وقوة كبيرة، وقادرة أن تتحرك بالاتجاه السليم مغيرة اتجاه المسير نحو الحصول على الحقوق المسلوبة منها, لكنها تحتاج لعزة ومنعة في القيم وإيمان بالقوة والحق الذي تطالب به.
إن الأمل كله معقود في الله وحده, لقد حان الوقت أن نبدأ من النفوس بإعلان التوبة والرجوع إلى كتاب الله وسنة نبيه وإصلاح حياتنا, وتغيير واقعنا المخالف لأوامر الله وحدوده, فإننا جميعا مسؤولون و محاسبون على تقصيرنا وتفريطنا ولن يرفع الله ما بنا من ضعف وهوان حتى نغير ما بأنفسنا " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".

ثم العمل الدؤوب على تعبئة الرأي العام، ونشر قضيتنا بكل مكان، ودور الإعلام الآن مسؤولية كل فرد, ومنافذ الإعلام أصبحت اليوم متاحة للجميع, فلا عذر لأحد !!
فليتحول كل مسلم إلى بوق دعائي ينشر به القضية بين ربوع الأرض، ويدعو العالم كله للوقوف بجانب الحق ضد هذه الممارسات العدائية المستفزة من هذا الكيان المحتل الغاصب، ثم العون والمساعدة لإخواننا الفلسطينيين ودعمهم على كل المستويات للدفاع عن مقدساتنا الإسلامية، والثبات على جهادهم، ثم الدعاء المتواصل لهم أن يثبتهم الله على الحق وأن ينصرهم ويعز بهم الإسلام والمسلمين.
اللهم هذا أمرنا فيما نملك فلا تؤاخذنا فيما لا نملك




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !