حملت التقارير السرية المسربة من ردهات وزارة الخارجية الأمريكية،خبر قد وقع ويعتبر الحادث الأكبر الذي سيؤكد موقف إيران التآمري على أمننا القومي .الخبر الذي نشر على أوسع نطاق ولم يتم إدراجه في صفحات جريدة" الأخبار اللبنانية".ففي الرسائل المسربة أعلنت السفارة الأمريكية إن قوات إيرانية قامت بتصفية 188طيارا عراقيا ممن شاركوا في العمليات والطلعات الجوية فوق الأجواء الإيرانية أثناء الحرب العراقية الإيرانية .
إن العمليات الإيرانية لا تدخل في إطار الحرب النظامية لان هذه الحرب انتهت ،ولا بمبرر قانوني حتى لمحاكمة ضباط عسكريين ولا وجود لأية أسباب منطقية وقانونية لتنفيذ حكم الإعدام .لكنها الحقيقة الأخلاقية لنظام الملا لي .لدولة العدالة والإنصاف أو دولة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كما تدعو لذلك الأدبيات السياسية الإيرانية .
تأتي. العمليات كتعبير عن حالة الفوضى العارمة التي يعرفها العراق ،ولا ينكر مدى التدخل الإيراني في شؤون العراق بدءا من تشكيل الحكومة الى تعيين السفراء وإملاء الميزانيات وتوزيع السلطة والتي يحتكرها عادة من يعتبر الأقرب للتصورات الإيرانية .
إنها لمهزلة أن يترك الطيارون العراقيون تحت رحمة آلة القتل وأما أنظار الدبلوماسيين العرب الذين لا يبدءون أي موقف ولا يعبرون عن امتعاضهم ولا رفضهم أو حتى التحفظ على الخطط الإيرانية.ومن غير السليم أن تقبل دولة مثل العربية السعودية ذات النفوذ الفاعل في أوساط العالم الغربي والعالم الإسلامي بوجود إستراتيجية اختراق من طرف طهران ومن غير المفهوم صوت مصر الخافت .لقد حققت الثورة الخمينية أهدافها والآن هي مصممة على خلط الأوراق السياسية العربية ولن يرتاح لها البال حتى توقع أكثر من بلد في مخالب سطوتها وهيمنتها .
إيران نجحت في أكثر من ميدان ان قادتها يعلنون عن تقدم في شتى المجالات العلمية والمعرفية ،عسكريا غيرت العسكراتية من مفهومها للمواجهة ،متخذة إجراءات دفاعية عملياتية تجعل من الجيش او الحرس الثوري يملك القدرة الهجومية الضاربة ،تتشكل من وحدات متناسقة في خطواتها الدفاعية وتملك قدرات صاروخية وأنظمة متطورة وذكية للرصد والمراقبة ناهيك عن تفوق استخباراتي .
إيران اليوم تملك من عناصر التفوق على امتنا العربية ما يجعلها قادرة ليس فقط لغة التهديد او خلق متاعب سياسية وعقائدية ،بل بإمكانها اسقاظ أنظمة ضعيفة أو متهاوية .وزعزعة أخرى عبر تجنيد عملاءها والمنتسبين لاديولوجيتها الثورية فضلا عن إشراك وتجييش الاتجاهات الشيعية ولا سيما في العربية السعودية والبحرين والكويت .
ان الشغل الشاغل الذي يجب أن يشغل الأمة والقادة العرب هو امتلاك القدرة على مواجهة التهديد الإيراني والمتصاعد والمعركة تبدأ أمن بلاد الرافدين ،فلابد من تحصين الجبهة الداخلية العراقية لكبح جماح التوجهات الاستعمارية الإيرانية وجعل العراق صخرة تكسر عليها كل محاولات السيطرة . فالمصير العربي واحد والعدو متعدد ولابد من مواجهة حتمية بل نحن امام عدو يطلب منا توجيه القوة صوبه لكن لابد من وحدة القرار السياسي ،اذان أي تقارب عربي عربي يسهم في انضاج فكرة المواجهة ويعلي من كبرياء الامة بصون كرامتها المهدورة ولكن من اجل المواجهة يتحتم علينا تمتين وتحصين الجبهة الداخلية بالانفتاح على الشعوب العربية واشراكهم في القرارات السياسية السيادية او تبني ديمقراطية واضحة .
والمطلوب من قادتنا تطوير الاقتصادات العربية بالتخلي عن اقتصاد الريع والانفتاح على المنظومات الاقتصادية الناجحة والقطيعة مع التبعية للقوى الغربية .
التعليقات (0)