هل صفة الجحود و العقوق متأصلة فى جينات الشعب المصرى ؟! سؤال محرج وصادم يجب أن نجيب عليه بدون مواربة أو خجل ، فلو ضربنا أمثلة قليلة لقائمة طويلة سنكتشف أن إجابة هذا السؤال المحرج من الممكن أن تكون بالإيجاب أكثر منها للنفى فى كثير من الفئات والمجالات .
فمثلاً فى مجال الزعامة السياسية ما حدث للزعيم أحمد عرابى فى أواخر حياته من تجاهل ونسيان بالإضافة إلى عوز مادى وتجريح معنوى من البعض ومستمر للأسف حتى الآن رغم ما قدمه لهذه الأمة وعند مماته لم تجد أسرته مصاريف شراء الكفن لولا أن الدولة صرفت المعاشات وقتها مبكراً بسبب مجىء العيد وقال الناس بعد موته (( ياااه هو كان لسه عايش !! ) ، وما حدث ويحدث حتى الآن لعائلة الملك فاروق رغم أنه لا تزر وازرة – إن وجدت – وزر أخرى ، وما حدث لزعيم حزب الوفد النحاس باشا وكثير من عمالقة الفكر والقانون والسياسة على يد شباب يوليو الثائر والسائر دون تروٍ فى هدم وتشويه كثير من أركان الحكم البائد بقليل من الحق وبكثير من الباطل أو ربما يكون العكس صحيح !! ، وكذلك ما حدث لأول رئيس مصرى وهو اللواء محمد نجيب والذى كان يُحمل على الأعناق وتهتف بإسمه الجماهير ولكن سرعان ما وضع فى زنزانة سجن لا يجملها أو يهونها براحها أو بعضاً من إتساعها ولن تعيد بالطبع جنازته العسكرية بعضاً من كرامته .
وتتجلى أيضاً صفة الجحود فى مجال الفن وبخاصة فن التمثيل وأمثلة ذلك كثيرة ففى كثير من الأحيان نفاجأ بخبر إعلان وفاة فنان ونقول لبعضنا كما قال جدودنا عن الزعيم أحمد عرابى ( يااااه هو لسه عايش ) ، ففى العام الماضى نشرت جريدة المصرى اليوم تحقيقاً عن بعض الفنانين ومنهم الفنان محمد أبو الحسن ونظيم شعراوى وفؤاد خليل وجورج سيدهم وآخرين وهم على فراش المرض وكم كان التحقيق صادماً حيث قال جميعهم ( ياااه إنتم لسه فاكرينا هو لسه فيه حد فاكرنا !! ) وكم فرحوا بذلك الإحتفاء البسيط من قبل الجريدة ، ويوضح ذلك وضع بعض الفنانين المشهورين قبل وفاتهم ومنهم عبدالسلام النابلسى وإسماعيل ياسين والفنانة سعاد حسنى والتى منحتها الدولة مبلغ هزيل لا يكفى مصاريف علاجها وكثيرين غيرهم .
وتتجلى صفة الجحود فى مجال الفكر والأدب وتتجلى فى مجالات أخرى كثيرة وبين فئات المجتمع كله وبين عامة الناس فكم من شخص من بيننا قد مسه نقيصة الجحود من بعض أصدقائه أو أقربائه وكثيرين منا قد أصابوا غيرهم بتلك النقيصة .
وإن كنت أتحدث عن مصر فقط فأنا لا أعفى باقى الدول العربية بل ربما أن فى بعضها ما هو أسوأ من تلك الأمثلة المذكورة عن مصر وما قصة المناضلة الجزائرية جميلة بو حريد منا ببعيد .
التعليقات (0)