سؤال يُطرح بإلحاح ...
هل توقف نبض الشارع العربي على عتباتِ مدينة الفيحاء دمشق ... بعد ثورة شعوب الشمال الافريقي، تلقف اليمنيون الراية وأزاحوا حُكماً عسكرياً مدعوماً خارجيا، غربياً واقليميا ... بل أنجز اليمنيون ثورتهم رغم لعب النظام على ورقات النزاعات القبائلية والعشائرية ليُنجزوا حلمهم بالحرية محاولين بناء نظام يكون صدى لشعبه بغض النظر أكان شمالياً أوجنوبياً ... وقبل أن يُنجز أحفاد بلقيس حلمهم، إندلعت بالفيحاء الثورة السورية والتي تُعدّ بحق من أهمّ الثوراتِ العربية ... ليس فقط من حيث حجم الخسائر المادية والبشرية ... أو من حيث دموية النظام ولكن أيضاً عبر تداخل قوى أجنبية إقليمية ودولية شرقية كانت أو غربية ... كما لا يفوتنا موقع سورية في المشرق العربي والتحولات الجوهرية التي يمكن أن تحصل نتيجة نجاح الثورة في سورية ... لكن يبدو أنّ هناك تخوفاً غربياً تشاركهم فيه إيران في حالة انهيار النظام السوري ... إذ بات مكشوفاً أن الغرب متمسكٌ بسدنة الحكم في سوريا والاّ لمَ كل هذا الصمت أمام كمّ الشهداء الذي فاق عددهم كل الثورات العربية السابقة مجتمعة ؟؟... هذا الصمت أمام كمّ اللاجئين الموزعين على دول الجوار والذي فاقت قدرتهم على التحمل ...
ونحن نتابع الثورة السورية، نلاحظ في المقابل انحسار الحسّ الثوري داخل الفضاء العربي (الدول العربية الأخرى) ... فما هي الاسباب المفسرّة لذلك ؟
هل أن الانظمة قامت بعمليات إحتواءٍ وترقيع لسياساتها خوفاً من تسرب العدوى إليها ؟ أم أن الشعوب العربية غير راضية على ما أنتجته الثورات السابقة ؟... أم أنها تنتظر مخاض الثورة السورية ليستلم شعب أو شعوب أخرى الراية ؟... لننتظر ونرى ..
التعليقات (0)