"وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الا اذا تمنى القى الشيطان في امنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله اياته والله عليم حكيم" الحج 52، وكان تفسير هذه الاية في تفسير الجلالين كالاتي:""وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلك مِنْ رَسُول" هُوَ نَبِيّ أُمِرَ بِالتَّبْلِيغِ "وَلَا نَبِيّ" أَيْ لَمْ يُؤْمَر بِالتَّبْلِيغِ "إلَّا إذَا تَمَنَّى" قَرَأَ "أَلْقَى الشَّيْطَان فِي أَمْنِيَّته" قِرَاءَته مَا لَيْسَ مِنْ الْقُرْآن مِمَّا يَرْضَاهُ الْمُرْسَل إلَيْهِمْ وَقَدْ قَرَأَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سُورَة النَّجْم بِمَجْلِسٍ مِنْ قُرَيْش بَعْد : "أَفَرَأَيْتُمْ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاة الثَّالِثَة الْأُخْرَى" بِإِلْقَاءِ الشَّيْطَان عَلَى لِسَانه مِنْ غَيْر عِلْمه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِ : تِلْكَ الْغَرَانِيق الْعُلَا وَإِنَّ شَفَاعَتهنَّ لَتُرْتَجَى فَفَرِحُوا بِذَلِكَ ثُمَّ أَخْبَرَهُ جِبْرِيل بِمَا أَلْقَاهُ الشَّيْطَان عَلَى لِسَانه مِنْ ذَلِكَ فَحَزِنَ فَسُلِّيَ بِهَذِهِ الْآيَة لِيَطْمَئِنّ "فَيَنْسَخ اللَّه" يُبْطِل "مَا يُلْقِي الشَّيْطَان ثُمَّ يُحْكِم اللَّه آيَاته" يُثَبِّتهَا "وَاَللَّه عَلِيم" بِإِلْقَاءِ الشَّيْطَان مَا ذُكِرَ "حَكِيم" فِي تَمْكِينه مِنْهُ بِفِعْلِ مَا يَشَاء" وقد وردت هذه الرواية في جميع كتب التفسير وفي طبقات ابن سعد وتاريخ الطبري، لكن ابن كثير والقرطبي قالا بانها ليست بسند صحيح ولم يبينوا لنا استنتاجيهما، على اية حال، يجب على الانسان ان لا يعتمد اعتمادا كليا على الروايات، بل عليه ان يجري بعض التحليلات على النصوص ليعرف مدى صحة بعض الروايات التاريخية، الاماني في الاية اعلاه تعني القراءة للنص المنزل من عند الله، والدليل نجده في الاية (ثم يحكم الله اياته) اما النسخ فهو تبديل الكلام اما بحذفه او بالاتيان بكلام اخر يجعله باطلا. وواضح جدا من الاية اعلاه ان الشياطين يستطيعون بطريقة ما الوصول الى الانبياء والتشويش عليهم بحيث يقولون قولا يدعون انه من عند الله.
والان لنناقش هل ان هناك فعلا كلام محذوف في سورة النجم؟
تقول الايتان المتتاليتان من سورة النجم الاية 19 و 20" أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى. وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى" وهنا يتوقع المتلقي ان يسمع شيء مهما يشير الى هذه الاسماء الثلاثة، فالجملتان لحد الان ناقصتا المعنى، والان نكمل الاية 21 "أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنثَى" وهنا تبدأ جملة اخرى. ولو اضفنا الجملتين التاليتين في المنتصف "تِلْكَ الْغَرَانِيق الْعُلَا وَإِنَّ شَفَاعَتهنَّ لَتُرْتَجَى " يكتمل المعنى. وهذا يفسر لنا ايضا لماذا سجد "كفار مكة" وكذلك يفسر لنا لماذا رجع المهاجرون المسلمون من الحبشة بعد ان ظنوا ان "كفار مكة" قد اسلموا.
التعليقات (0)