في حفل جماهيري غرب إيران أطلق "خامنئي" تهديدات نارية استشفّ منها لهجة التحدي و عدم المساومة لكنها في نفس الوقت غير قابلة للتحقيق حيث تهديد إيران بقطع تصدير الغاز للدول التي تفرض عقوبات ضد إيران لا تبدو واردة لعدة أسباب.
أولاً:العقوبات الدولية المفروضة على قطاع النفط و المصارف الإيرانية و حتى النقل البحري تفرض عقبات مالية وسياسية على الإيرانيين سوف لن يتمكن من خلالها ساسة هذا البلد من تطوير البنية التحيتية لقطاع الغاز مما يمكنهم من تصدير هذه السلعة على مستويات واسعة إذن لا تصدّر إيران اساساً الغاز بشكل كبير حتى يؤثر قطعه على الدول التي تفرض العقوبات أو حتى على الأسواق العالمية.
ثانياً: إنّ المتضرر الوحيد من قطع تصديرالغاز لو حصل فإنها إيران لأنّ هذا البلد الذي يشهد نمواً اقتصادياً محدوداً في ظلّ حكومة روحاني الإصلاحي بحاجة ماسّة الى موارد مالية يمكنها من دفع هذا الإقتصاد المتهالك فلا يلقي عاقل نفسه بالتهلكة لو كان مدرك أنها تضرّه ولا تنفعه.
ثالثاً:فرض عقوبات من قبل إيران ذات الإقتصاد الهش لا تبدو أكثر من مزحة ولذلك لم تأخذ وسائل الإعلام ولا حتى الدول المقاطعة لإيران هذه التهديدات على محمل الجدّ. حيث ظهرت تهديدات خامنئي هذه المرة على ما يبدو نتيجة غضب و رفض للعقوبات الجديدة التي فرضها الإتحاد الأوروبي ضد شركة النقل البحري الإيرانية و لم تعكس أي استراتيجية مستقبلية إيرانية ضد تلك الدول.
تصريح المرشد الإيراني الأخير حول قطع الغاز ضد الدول التي تنتهج سياسة معاقبة إيران بسبب برنامجها النووي لا يبدو تصريحاً سوف يخدم الدبلوماسية الإيرانية على المدى البعيد. المنتظر من خامنئي وهو أعلى هيئة مشرفة على جميع السلطات التشريعية و التنفيذية والقضائية و العديد من مؤسسات تتبع لصناعة القرار الإيراني أن يصرّح بكلام قابل للتحقيق و موضوعي في نفس الوقت كي يأخذ كلامه بعين الإعتبار لا أن تتحول تصريحاته الى مجرد مزح!
التعليقات (0)